تربويّون يُعدّون 12 مقرّرا دراسيّا للتربيّة الإسلاميّة فِي 3 أسابيع :

0

هسبريس ــ محمد لديب
انتهت لجان التأليف من إعداد الإصدار الجديد لمقررات التربية الإسلامية الموجهة إلى مستويات التعليم الابتدائي والثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي، في وقت ينتظر فيه أن تباشر دُور النشر عمليات الطباعة خلال الأسبوع المقبل بعد تسليمها للنسخ النهائية لمقررات التربية الإسلامية إلى مصالح وزارة التربية الوطنية صباح اليوم.

ووفق معطيات حصلت عليها هسبريس، فإن عمليات التأليف تطلبت ما يناهز 3 أسابيع شرع فيها بداية الأسبوع الثالث من شهر يونيو الماضي، فيما تمت مراجعة المقررات وتنقيحها مرتين متواليتين، استغرقتا مدة 4 أسابيع أخرى.

وقال مسؤولون مشرفون على عملية إعداد مقررات التربية الإسلامية في صيغتها الجديدة إن وزارة التربية فرضت على دور النشر ولجان التأليف إعادة تأليف المقررات التعليمية الجديدة لجميع المستويات التعليمية الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدة تراوحت ما بين 3 و4 أسابيع؛ وهي فترة وجيزة لا تسمح بتوفير منتوج دراسي وبيداغوجي في المستوى، بشهادة أعضاء عدة لجان مشاركة في التأليف الذين اتصلت بهم هسبريس في هذا الشأن.

وأوضح الميلود العثماني، أستاذ باحث ومكون تربوي، أنه تفاجأ شخصيا بالمدة الوجيزة التي فرضتها وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني من أجل إعادة تأليف المقررات الدراسية للتربية الإسلامية، والتي بلغت 21 يوما فقط من أجل تسليم الصيغة الأولى من المقررات الجديدة.

وقال العثماني، في تصريح لهسبريس: “حتى نكون صرحاء مع أنفسنا، فإن تأليف مقرر دراسي في أقل من 3 أسابيع وإعادة مراجعته وطباعته في أقل من خمسة أسابيع، أعتبره شخصيا بمثابة فضيحة حقيقية؛ لأن عملية التأليف لوحدها تتطلب فترة تتراوح على الأقل ما بين 6 أشهر و12 شهرا على أقل تقدير، ما دام أن أمر التأليف يستدعي القيام بمجموعة من عمليات البحث وتحديد الدروس وتدرجها والتمارين المرافقة لها والمهارات التي يتم اكتسابها، وهي عملية لا يمكن القيام بها في 3 أسابيع أو حتى 20 أسبوعا”.

بدوره، قال محمد الصبار، خبير تربوي في مجال تأليف المقررات الدراسية، إن إقدام وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني على فرض مدة أقل من 4 أسابيع على لجان التأليف من أجل إخراج مقررات التربية الإسلامية الجديدة الموجهة إلى جميع المستويات التعليمية إلى حيز الوجود يترجم الرغبة في إقبار التعليم العمومي ومواصلة ضربه في الصميم.

وقال الصبار، في تصريح لهسبريس، إن “تأليف مقرر دراسي بحاجة إلى الكثير من التأني والدقة في إعداد المحتوى التعليمي والديتاكتيكي وتحديد كيفية بلوغ الأهداف الصغرى والكبرى من وراء هذا المؤلف الدراسي، بإشراف من أخصائيين في التعليم والديتاكتيك وتخصصات أخرى مرتبطة بطبيعة المادة؛ وهي أمور تتطلب سنة كاملة من العمل على الأقل”.

وأضاف المتحدث، في التصريح ذاته، أن تغيير المقررات الدراسية لمادة معينة في جميع المستويات التعليمية الابتدائية والإعدادية والثانوية وإعادة تأليفها من الصفر في 3 أسابيع هي العبث بعينه، ولم يحدث في تاريخ التعليم للمغرب الحديث أن سمعنا أن مقررا دراسيا تم تأليفه في هذه المدة الوجيزة”.

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.