أساتذة مادة التربية الإسلامية بأزيلال يلتئمون في لقاء وطني حول المنهاج الجديد للمادة (الجلسة الافتتاحية)

0

 ازيلال /محمد كسوة

هنأ يوسف لشقر ، المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بأزيلال ، فرع الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية على مبادرتها لتنظيم هذا الملتقى الذي اختير له موضوع : ” المنهاج الجديد لمادة التربية الإسلامية : سياقات التعديل وإكراهات التنزيل ” .

و أكد يوسف لشقر ، في الجلسة الافتتاحية للملتقى الوطني الذي نظمه الفرع الإقليمي للجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية بأزيلال بشراكة مع المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والمجلس العلمي المحلي ودار الثقافة ، يوم السبت 31 دجنبر 2016 بمركز تقوية قدرات الشباب بمدينة أزيلال ، (أكد) أن مراجعة مناهج وبرامج مادة التربية الإسلامية جاءت تفعيلا للتوجيهات الملكية السامية الرامية إلى إعطاء أهمية أكبر للتربية على القيم الإسلامية السمحة الداعية إلى الوسطية والاعتدال وإلى التنشئة على مبادئ التعايش مع مختلف الثقافات والحضارات الإنسانية في تناغم مع احترام خصوصية الهوية المغربية الأصيلة والثوابت الدينية للشخصية الوطنية بمكوناتها التاريخية المتعددة.

وأضاف المدير الإقليمي بأزيلال أن المراجعة الشاملة لمناهج وبرامج مادة التربية الإسلامية بمختلف الأسلاك و الأصناف التعليمية يأتي أيضا تماشيا مع مقتضيات الدستور الجديد ومع توجهات الرؤية الإستراتيجية للتربية و التكوين التي تناشد بناء صرح مدرسة الارتقاء بالفرد والمجتمع ، وذلك اعتبارا للمكانة الوازنة للتربية الإسلامية في منظومة التربية والتكوين ولوقعها على التنشئة الاجتماعية وعلى منظومة القيم ومواكبة لحركية المجتمع وانسياب المعرفة.

SONY DSC
SONY DSC

وأوضح يوسف لشقر ، أنه لتحقيق هذه الأهداف التي تروم تلبية حاجيات المتعلم التي يتطلبها نموهم الذهني وكذا لحظتهم التاريخية ، استند المنهاج الجديد إلى اعتماد المداخل الخمس المتمثلة في : التزكية ، الاقتداء ،القسط ، الحكمة و الاستجابة ، مؤكدا أن مداخلات الأساتذة المشاركين في هذا الملتقى العلمي التربوي ستتناول بالشرح والتوضيح هذه الجوانب ، بالإضافة إلى ربط مختلف المقاربات البيداغوجية والوضعيات الديداكتيكية  التي ارتكز عليها المنهاج المراجع والتي تشكل جدته .

وعلق المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بأزيلال في ختام مداخلته أمالا كبيرة في أن يعقب مداخلات الأساتذة المشاركين حوار فكري ، تربوي وعلمي يرصد مختلف إكراهات إعمال المنهاج الجديد ويلامس إمكانات التطوير المتاحة والممكنة حتى يخرج الملتقى بتوصيات واقتراحات تعزز نتائج اللقاءات التي نظمتها الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية في مجموعة من المدن .

وفي نفس السياق ، نوه محمد حافظ  ، رئيس المجلس العلمي المحلي بأزيلال ، بهذا اللقاء العلمي التربوي الذي يروم النظر في المنهاج الجديد لمادة التربية الإسلامية ومضامين الكتاب المدرسي لذات المادة التي ليست كمضامين أي مؤلف حسب تعبيره .

وباعتبار الكتاب المدرسي وسلية تعليمية تعلمية مهمة بالنسبة للتلميذ فقد شدد محمد حافظ على ضرورة مراعاة مجموعة من الشروط في اللجنة العلمية المكلفة بتأليفها من جملتها : الكفاءة العلمية والتربوية والإلمام بتوجهات الأمة واختياراتها في الثوابت والخصوصيات وتدين المغاربة ، مراعاة الحفاظ على الهوية الوطنية وترسيخ مبدأ المواطنة الصادقة وحب الوطن ، مراعاة الظرفية ومسايرة الركب مع الحفاظ على الهوية في الوقت نفسه ، تجنب الذاتية والنظرة الأحادية ،و بعد النظر لمعرفة نموذج المواطن الذي نريد تكوينه ليربط الماضي بالحاضر ويستشرف المستقبل …

وبدوره أكد حسن الحبشي ،  مدير دار الثقافة أزيلال ، أن التعليم والثقافة يشكلان الوعاء الحاضن لمجموع الطاقات ذات الفعل الإيجابي على المستوى الاجتماعي ، حيث يسعى كل منهما إلى تشكيل الإرادات واكتشاف الموانع والتعرف عن قرب على القابليات والميول والعمل على تزويد هذه الطاقات الفتية بالمهارات التي تمكن من الرقي بمستوى كفاءاته وعطائه الفعلي.

وشدد مدير دار الثقافة أزيلال ، على أن أي   خلل يصيب جهاز التربية والثقافة ينعكس بشكل مباشر على كافة حقول الحياة وجوانبها .

وأبرز ذات المتحدث ، أن مشاركة دار الثقافة في هذا الملتقى العلمي التربوي ، يأتي تماشيا مع أهداف دار الثقافة أزيلال ومع خطابات صاحب الجلالة ، وخاصة خطاب 20 غشت 2016 بمناسبة الذكرى ال 63 لثورة الملك والشعب والذي ركز فيه على أهمية التعايش بين الديانات لمحاربة شتى أشكال التطرف الديني .

واستشهد الحبشي ، بمقتطف من خطاب صاحب الجلالة حيث قال فيه  ( وأمام انتشار الجهالات باسم الدين فإن على الجميع، مسلمين ومسيحيين ويهودا، الوقوف في صف واحد من أجل مواجهة كل أشكال التطرف والكراهية والانغلاق. وتاريخ البشرية خير شاهد على أنه من المستحيل تحقيق التقدم في أي مجتمع يعاني من التطرف والكراهية لأنهما السبب الرئيسي لانعدام الأمن والاستقرار.كما أن الحضارة الإنسانية حافلة بالنماذج الناجحة التي تؤكد بأن التفاعل والتعايش بين الديانات يعطي مجتمعات حضارية منفتحة تسودها المحبة والوئام والرخاء والازدهار. وهو ما جسدته الحضارات الإسلامية، وخاصة ببغداد والأندلس، التي كانت من أكبر الحضارات الإنسانية تقدما وانفتاحا) .

ومن جانبه ، شكر محمد البوشيخي ،عن الفرع الإقليمي أزيلال للجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية كل المساهمين في إنجاح هذا الملتقى العلمي والتربوي ،الذي يأتي في إطار التفاعل مع مستجدات المنهاج الجديد لمادة التربية الإسلامية  ، ويهدف إلى تسليط الضوء على مجموعة من المستجدات التربوية والديداكتيكية والمنهجية في الساحة التربوية الوطنية ، والتعرف على أهم المستجدات التي عرفها منهاج مادة التربية الإسلامية بعد تعديله.

و في ذات السياق ، شكر المفتش التربوي الغزواني سيربو رئيس الجلستين الافتتاحية والعلمية  كل من  ساهم ـ دعما ومشاركة وتنظيما وحضورا ـ في إنجاح هذا اللقاء التربوي والعلمي الأول من نوعه في الإقليم ، والذي يهدف إلى مقاربة موضوع ” المنهاج الجديد لمادة التربية الإسلامية ” مع استحضار ” سياقات التعديل  و إكراهات التنزيل ” ، إضافة إلى الوقوف على أهم المستجدات التي عرفتها مادة التربية الإسلامية.

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.