نظم مركز تكوين مفتشي التعليم بالرباط يوما دراسيا ماتعا بالتنسيق مع شعبة التربية الإسلامية صبيحة الخميس 19 شعبان 1437هـ / 26 ماي 2016 م وذلك في موضوع التعليم الأصيل بشعار : ” التعليم الأصيل دعامة أساسية للنهوض بمنظومة التعليم بالمغرب ” ، وقد حضرت شخصيات مهمة لهذا النشاط وعلى رأسها السيد مدير مركز تكوين مفتشي التعليم والسيد الدكتور الشاهد البوشيخي المنسق العام للجنة جمعيات العلماء الوطنية والسيد الدكتور أحمد أيت إعزة رئيس المجلس العلمي بابن مسيك ـ الدار البيضاء وأستاذ مكون بالمركز والسيدة نزهة طاسين الكاتبة العامة للجنة المركزية للتعليم الأصيل والمفتش التربوي السيد إدريس علمي وشخصيات أخرى .
وبعد افتتاح اللقاء بآيات بينات من الذكر الحكيم تفضل السيد المدير بكلمة في الموضوع شكر فيها الضيوف ونوه بجهود الطلبة المفتشين من شعبة التربية الإسلامية، وذكر بالدور البارز الذي يتبوأه التعليم الأصيل بالمنظومة التعليمية بإسهامه في تخريج علماء بارزين في الحقول المعرفية الشرعية والإنسانية والمادية .
تلا ذلك كلمة الطلبة المفتشين والتي ركزوا فيها على الشكر والترحيب ووجهوا فيها رسائل متعددة منها أنهم سيبذلون ما يستطيعون من جهود بما يجعلهم رقما لا كالأرقام حتى يكونوا في المستوى المطلوب للرقي بمنظومتنا التربوية وذلك بالعمل المتفاني مع السادة الأساتذة لتجويد الأداء والرفع من حافزية وتعلمات التلاميذ والتلميذات .
وبعد ذلك تفضل الدكتور الشاهد البوشيخي بإلقاء كلمة في الموضوع ذكر فيها تاريخ التعليم بالمغرب وما لاقاه دين الله وشرعه من تهميش أثناء الاحتلال وبعده إلى يوم الناس هذا ؛ الأمر الذي تجلى في فك ارتباط التعليم بالهوية الإسلامية والأصول الربانية، وهو الأمر الذي يحاول التعليم الأصيل الجديد أن يقدم فيه حلولا مناسبة بالاحتفاظ بأحسن ما في التعليم العصري دون إغفال لروح الشرع والمعلوم والمعمول من الدين بالضرورة. كما نبه الدكتور إلى أن هذا النوع من التعليم سيكون رافعة أساسية في ترشيد تدين الأمة والإسهام في ربط صلتها بالماضي العريق والوحي الإلاهي قرآنا وسنة دون إغفال للعصر ومقتضياته ومستلزماته؛ ومن ثم سيؤدي إلى نهضة أمتنا من كبوتها .
وقد تفضلت السيدة نزهة طاسين بعرض في موضوع : ” قراءة في الوثائق التربوية للتعليم الأصيل الجديد ” ، اختارت فيه أهم ما في هذه الوثائق من اختيارات وتوجهات ومضامين ومذكرات وغيرها، وختمت بتقديم تجربة مؤسسة القلم للتعليم الأصيل الجديد بأكادير وذلك عن طريق شريط مرئي أعطى صورة واضحة عن هذا اللون من التعليم الذي وجد فيه الآباء والأمهات ملاذا آمنا لتعليم وتربية أبنائهم على مكارم الأخلاق والمثابرة في التعلم، وذكرت الأستاذة بالرتب العالية التي يتسلقها تلاميذ التعليم الأصيل الجديد فهم وتألقهم المستمر، ولعل السر في ذلك ما يتلقونه من دروس في المواد الإسلامية وما يحفظونه ويفهمونه من كتاب الله تعالى وسنة بيه صلى الله عليه وسلم .
وتفضل السيد إدريس علمي بعرض في موضوع : ” الواقع الجديد للتعليم الأصيل وآفاق تنميته وتطويره ” ركز فيه على تشخيص واقع التعليم الأصيل سواء في الابتدائي أو الإعدادي أو التأهيلي من خلال الوثائق الرسمية والمعطيات الإحصائية وختم مداخلته بالحديث عن آفاق تطوير هذا التعليم مركزا على كون هذا التعليم فاتحة خير على المغرب والمغاربة وأنه سيتطور أكثر بتطوير آليات الاشتغال وتكوين الأساتذة …
وختم اللقاء بتفاعل كبير بين الضيوف والطلبة المفتشين الذين تساءلوا أسئلة متنوعة تخص التعليم الأصيل الجديد وكانت إجابات الضيوف وافية بالقصد، وفي الأخير توجه الشيخ الشاهد البوشيخي إلى الله عز وجل بالدعاء الخالص لهذا الجيل ولأبناء المسلمين وللبشرية جمعاء بالهداية والاستقامة والصلاح .
وقد أدار أشغال هذا اللقاء الفاعل والباحث التربوي رشيد البقالي.