بقلم: ذ.عبدالرحيم شباك
تقديم:
——
الملاحظ أن هناك ارتباكا جليا بخصوص تحديد مفهوم القيم وتمييزها عن المجالات المرتبطة بها كالسلوكيات والتصرفات والمواقف والقناعات والمبادئ ، وتشهد لهذا الارتباك كثير من مقررات مادة التربية الإسلامية والامتحانات الإشهادية وغيرهما، خاصة إذا علمنا أن منهاج التربية الإسلامية الجديد بني أساسا على منظومة القيم، حيث حدد “التوحيد” قيمة محورية و”الاستقامة” و”الحرية” و”الإحسان” و”المحبة” قيما ناظمة، غير أنه لم يقدم تحديدا نظريا واضحا للقيم ، ولا رؤية علمية وتفعيلا عمليا تبرز من خلالهما محورية قيمة “التوحيد” وعلاقتها بالقيم الناظمة، كما أن المقررات لم تلامس هذه الرؤيا من قريب ولا من بعيد، مما يدل ضرورة التوصل إلى تحديد دقيق وموضوعي وبسيط للقيم ، يتناول ماهيتها، ومقاصدها، وخصائصها، ووظائفها، وطرق تقويمها .
مفهوم القيم:
مُفردها قيمة valeur، وترتبط لغويّاً بمادة (قَوَمَ)(1)، لها عدة معان، منها: قدْرُ الشّيء،
قال الإمام على رضي الله عنه:
ما الفخــــر إلا لأهل العلم إنهم *** على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقدر كل امرئ ما كان يحسنه *** والجاهـلون لأهل العـلم أعداء
كما تدل على المنزلة، والثمن، والثّبات، والدّوام، والاستقامة، والاعتدال(2).
أما في الاصطلاح: فإن القيم معان مجردة لها تلازم مع الروح كملازمة الوصف للموصوف، توجه السلوك نحو ما هو مقبول شرعا وعقلا وعرفا.
ولم يرد مصطلح “قيم” بمفهومه الفلسفي في كتاب الله ولا في حديث رسول الله ، ولا في كلام العرب وشعرهم، وإنما ورد بدلالات تشير إلى الأخلاق والفضائل والخلال والشمائل والصفات الحميدة والمكارم، قال تعالى: (وإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ) (3).
مصدر القيم:
مصدر القيم ليس تواضعيا أفقيا كما يرى نيتشه، وإنما مصدرها علوي سماوي هو الله جل وعلا. فقد خلق الله آدم عليه السلام من تراب، وعلمه الأسماء كلها، أي كل ما يدرك بالعقل، قال تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِين 31} (4)، قال القرطبي: (قال ابن عباس وعكرمة وقتادة ومجاهد وابن جبير: علمه أسماء جميع الأشياء كلها جليلها وحقيرها) (5). وهذا هو الرأي الذي رجح، ومعلوم أن (الأشياء) نتوصل إلى معرفتها وإدراكها بالعقل عبر الحواس، قال تعالى: { أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ (6) وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7) تَبْصِرَةً وَذِكْرَىٰ لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ (8) وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9) وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ (10) رِّزْقًا لِّلْعِبَادِ ۖ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا ۚ كَذَٰلِكَ الْخُرُوجُ (11)} (6) فالنظر والتذكر إلى المدركات عقلي، أما القيم فقد جاءت تالية للنظر والذكرى وهي الإنابة ومحلها الوجدان والقلب. وتأكيدا لهذا المنحى قال العلامة الطاهر بن عاشور: (والظاهر أن الأسماء التي علمها آدم هي ألفاظ تدل على ذوات الأشياء التي يحتاج نوع الإنسان إلى التعبير عنها لحاجته إلى ندائها، أو استحضارها، أو إفادة حصول بعضها مع بعض، وهي -أي الإفادة -ما نسميه اليوم بالأخبار أو التوصيف فيظهر أن المراد بالأسماء ابتداء أسماء الذوات من الموجودات مثل الأعلام الشخصية، وأسماء الأجناس من الحيوان والنبات والحجر والكواكب مما يقع عليه نظر الإنسان ابتداء). (7)
أما في الجنة، فقد علم الله آدم القيم وهي ما يدرك بالقلب والوجدان ، وذلك من خلال وضعه في محك الأمر والنهي والامتحان وفق الترتيب الذي ذكره الله تعالى في كتابه العزيز: فبعد أن أسكن آدم الجنة ، شعر آدم بالوحشة والوحدة فاحتاج إلى الأنس والسكن، قال صاحب فتح القدير: (لما سكن آدمُ الجنة كان يمشي فيها وحشًا ليس له زوج يسكن إليها، فنام نومة فاستيقظ وإذا عند رأسه امرأة قاعدة، خلَقها الله من ضلعه)(8)، وقال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ﴾(9)، فأكسبه قيمة الحب والرحمة والمودة والسكينة والأنس، قال عز من قائل: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ 21﴾)10).
ثم حدد له الحدود والأوامر والنواهي، قال سبحانه: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هذه الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ 35} (11) فأكسبه بذلك قيمة الطاعة والخضوع والمراقبة والمحاسبة والإحسان والصبر والتوكل واليقين والخشية والرجاء والخوف والتسليم والتفويض وغيرها.
وعندما ابتلى الله آدم وحواء بالنسيان ووقعا في المعصية بأن ذاقا الشجرة وبدت لهما سوءاتهما، أكسبهما قيمة الحياء والعفة، فطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ، قال تعالى: {وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19) فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ (22)}(12).
وبعد أن أحس آدم بالندم، أكسبه الله قيمة التوبة والإنابة والأوبة، قال تعالى: {وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ (122)} (13)، وأشعره بقيمة الهداية.
وبعد أن نزل آدم وحواء إلى الارض أكسبه قيمة الشوق إلى لقاء الله تعالى.
وبذلك أودع الله جل وعلا هذه القيم في الفِطَرِ الإنسانية السليمة، قال عز من قائل: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8)} (14).
لذا فإن للقيم ارتباط بالروح، قال محمد الأمين بن محمد بن المختار الجنكي الشنقيطي: (النفس تحمل كامل خلقة الإنسان بجسمه وروحه وقواه الإنسانية، من تفكير وسلوك) (15).
وظيفة القيم:
القيم تسدد السلوك نحو المرغوب فيه، وتصرفه عن المرغوب عنه شرعا وعقلا وعرفا (16). وهذا المعنى مستلهم من قوله تعالى : { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)} (17)، فقيمة الرحمة هي التي وجهت السلوك نحو اللين والعفو والتزام مبدأ الشورى الدال على صفة التواضع ، خاصة عندما يكون المستشير أعلى قدرا من المستشار، كرسول الله صلى الله عليه وسلم مع صحابته الكرام .
خصائص القيم:
• لا نحكم على القيم إلا من خلال متعلقاتها ، لذا لا يصح القول بوجود قيم إيجابية وأخرى سلبية، وقيم رفيعة وثانية وضيعة ، فالحب مثلا قيمة روحية مجردة لكن متعلقات هذه القيمة مختلفة؛ قد يكون المحبوب هو الله ، وقد يكون غيره من المباحات لكن الحكم يتعلق بمدى التفاضل بينهما لا بالحب ذاته ، لذا قال الله تعالى: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24)}(18) ، فالمحظور هو تفضيل حب غير الله من المباحات على الله لا حب المباحات، وقس على ذلك. كما أنه من الممكن أن تتغير دلالات القيم وفق الخلفية الإيديولوجية الموجهة لوصفها وتحديد خصائصها وشروطها، فقيمة الحرية في الإسلام مثلا، تدل على معنيين:
أ- معنى جوهري عميق هو التحرر من عبادة ما سوى الله تعالى ومن سلطة الشهوات والشبهات.
ب- معنى ظاهر قريب هو أن يكون الإنسان سيد نفسه غير مستعبد في نفسه وحركته واختياراته وأفكاره في حدود الشرع الحكيم.
لكنها حسب ميثاق منظمة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تدل على شيء آخر مخالف لمفهوم قيمة الحرية في الإسلام، فقد تكون مرادفة للتحرر من سلطة الرقابة الشرعية وسلطة الأبوة وسلطة العرف، لتدل على حرية التصرف في الجسد شكلا وفعلا وقولا وحالا. تقول المادة 18 من ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان:
لكلِّ شخص حقٌّ في حرِّية الفكر والوجدان والدِّين، ويشمل هذا الحقُّ حرِّيته في تغيير دينه أو معتقده، وحرِّيته في إظهار دينه أو معتقده بالتعبُّد وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم، بمفرده أو مع جماعة، وأمام الملأ أو على حدة.
بينما يقول الله جل وعلا بخصوص عاقبة تغيير الدين: {وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ217} (19). وهنا تكمن خطورة القيم إذا لم نفقه تحديداتها الأصلية كما ضبطها الشرع الحكيم كتابا وسنة.
• صعوبة قياسها لأسباب منها:
– كونها معان مجردة؛
– تعقيد الظّواهر الإنسانيّة المُرتبطة بها؛
• لأنها تقاس من خلال السلوك الذي هو بمثابة مؤشر دال عليها {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (31)} (20).
• ذاتيّة مدركة بالمَشاعر والأحاسيس؛
• إنسانيّة لأنها مُتعلّقة بالإنسان فقط، أما بالنسبة للحيوان فهي مجرد غريزة لا مسؤولة.
كيفية اكتساب القيم:
معلوم أن الصحبة أهم أداة لنقل القيم، قال تعالى: {قَالَ لَهُ موسى هَلْ أَتَّبِعُكَ على أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ على مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68)} (21) ، فقول موسى هل اتبعك يدل على هل أصاحبك ، وما يؤكد ذلك قوله في ثالث فرصة : {إن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69)} (22) ، وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أنهم كُمَّل الأولياء وصفوة الأصفياء، لم يُنسبوا للعلم ولا للفقه ولا للتحديث… رغم أنهم كانوا علماء وفقهاء ومحدثين… وإنما نُسبوا لصحبة النبيومن خلال هذه الصحبة اكتسبوا القيم عنه ، لهذا قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119)} (23) ، ولم يقل واصدقوا؛ لذا فإن اكتساب القيم لا يعود للتلقين المعرفي والشحن المعلوماتي وحده.
ثم إن اكتساب القيم هو محض فضل من الله تعالى ورحمة، قال سبحانه: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنَ اَحَدٍ اََبدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَآءُ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21)} (24).
تقويم القيم:
أما تقويم القيم فإنه ينصب على آثارها السلوكية الظاهرة (المؤشرات) لا على القيمة ذاتها؛ لذا قال تعالى: { فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ (32)}(25) ، ولا يمكن لهذا التقويم أن يتم عبر أسئلة معرفية خالصة، تتم الإجابة عنها على ورقة التحرير، لأن هذا تقويم للمعرفة بالقيم ولا للقيم ذاتها، ولكن يتم من خلال المواقف والوضعيات،قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ ۚ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (3)} (26). فغض الصوت في حضرة النبي موقف أو وضعية أو اختبار يدل على قيمة التقوى لدى المومين. وفي هذا الصدد قالت الأستاذة زكية مازغ : (والتقويم -أي تقويم القيم- مثله مثل التدريس من أبرز عيوبه أنه ينصب على تقويم المعارف، في غياب تام لتقويم القيم، تقويم يختزل المتعلم في علامة ” نقطة”، وحتى وإن وجدت نقطة السلوك، فإنها تبقى جزافية ، لا تفرق بين هذا وذاك ، ولا تستحضر مدى التزام المتعلمين بقواعد السلوك العام وقوانين المدرسة، واحترام قيم ومشاعر واتجاهات الآخرين، ومستوى وطبيعة تصرفهم في المدرسة وحولها، كما لا تراعي العلاقات الإيجابية والبناءة بين التلاميذ والمدرسين ومن يقوم على خدمتهم… مما يلغي دورها التربوي… كل ذلك بسبب ارتباط القيم بالبعد الوجداني، وارتباط التدريس بالبعد المعرفي، مع ضعف الإنتاج التربوي المرتبط بكيفية تقويم القيم) (27).
———————————————————————–
الهوامش:
(1) لسان العرب
(2) (المعجم الوسيط)
(3) سورة ن
(4) سورة البقرة
(5) القرطبي/ الجامع لأحكام القرآن ص:6
(6) سورة ق
(7) التحرير والتنوير
(8) الشوكاني / فتح القدير
(9) سورة الأعراف: 189
(10) سورة الروم
(11) سورة البقرة
(12) سورة الأعراف
(13) سورة طه
(14) سورة الشمس
(15) أضواء البيان
(16) محمد إبراهيم كاظم/التطور القيمي وتنمية المجتمع الدينية ص : 111
(17) سورة آل عمران
(18) سورة التوبة
(19) البقرة
(20) آل عمران
(21) سورة الكهف
(22) سورة الكهف
(23) التوبة
(24) سورة النور
(25) سورة النجم
(26) الحجرات
(27) ذ. زكية مازغ: مفتشة منسقة جهوية تخصصية ، مادة التربية الإسلامية / أكاديمية الرباط.عمل أنجز لفائدة مديرية المناهج، للمشاركة به في ملتقى دولي تنظمه منظمة الإسيسكو بالسودان بتاريخ 27 إلى 31 يوليوز 2009