ذ.عبد الحق لمهى
الممارسة المهنية للفاعلين في الحقل التربوي التعليمي معرضة في كل الأحيان كغيرها من المهام المهنية الى وقوع بعض الهفوات التي تسمى الخطأ المهني .
هذه الأخطاء في أغلبها إما أنها تكون صادرة عن غفلة أو جهل بالقوانين المنظمة لعمل المهنة وواجبات الأطر التربوية والإدارية ومختلف المتدخلين في العملية التعليمية التعلمية.
صحيح أن المشرع وضع قوانين ضابطة لعمل الموظف، ورتب على كل خطأ جزاء محددا، ولست أقصد الوقوف على هذا في هذا المقام.
وإنما القصد هو الحديث عن خيار آخر أرى أنه من الضروري أن يحضر في تدبير العلاقة بين أطراف المهنة حال صدور مخالفة مهنية معينة، كما هو ملاحظ قد يصدر من أحد الأطراف ما يكون مخالفا للقواعد القانونية المتفق عليها في المهنة، وفي تدبير الاختلاف بينهم نرى أحيانا فوضى وصراع حاد على مرأى ومسمع من الجميع ، كل واحد يريد أن ينتصر لموقفه ورأيه، وقد يتطور الأمر إلى ملاسنات كلامية بينهما قد تصل إلى درجة العنف الجسدي، هنا يكون الأثر سلبيا على عمل المؤسسة وسمعة الأطر عند المتعلمين، كما أنه يترك انطباعا سلبيا لديهم على الفاعليين المفترض فيهم تربية الأجيال .
وعليه فان المطلوب من الجميع أن يتمتع بقدر من الحكمة في تدبير المخالفات المهنية الواقعة أو المتوقعة حفاظا على مكانة المؤسسات ورفعا لمنزلة المنشطين الأساسين فيها وهم الأطر التربوية والإدارية، وحرصا على صفاء رسالة العلم من أن تكدر، فإذا تم هذا الأمر تحققت رسالة المؤسسة في القيام بدور التنشئة على أحسن وجه.
كما أن من بين الوسائل التي يمكن أن تسهم في تجاوز تلك الخلافات، تدخل باقي الفاعلين بالوساطة من أجل رأب الصدع بين أفراد الأسرة التعليمية وفي ذلك منفعة للوسط التربوي كله. يقول تعالى ” لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ” النساء .114. ففي الآية إشارة إلى أن الإصلاح بين الناس من خير الأعمال إلى الله، ومنها الإصلاح بين الفاعلين في المجال المهني التعليمي.
إن ما ذكرته ليس حالة عامة في الحقل التربوي التعليمي وإنما هي حالات تكاد تكون معزولة رمت التنبيه عليها لعلها تكون نافعة لي أولا ولكل الأطراف المعنية بها.
إن هذه الخاطرة لا تدعي أن جاءت بكلام غير معلوم أو مألوف وإنما هي محاولة توثيق له لكي يقع تقاسمه بين الفاعلين عساه يكون مفيدا فرب حامل فقه ليس بفقيه ورب حامل فقه إلى من أفقه منه.