الواجبات المنزلية :أهميتها وضوابطها في العملية التعليمية

0

ذ.عبد الحق لمهى

تسعى هذه المقالة إلى التعريف بالواجبات المنزلية، التي تعد أحد الأساليب الكتابية، مع إبراز أهميتها، وما ينبغي مراعاته فيها من الضوابط.

يعرف عبد الوهاب عبد السلام طويلة في كتابه” التربية الإسلامية وفن التدريس “الواجبات المنزلية بأنها أسلوب من الأساليب الكتابية يعود الطالب / المتعلم على البحث والمطالعة والرجوع إلى المصادر المختلفة، وبذلك تظهر شخصيته وجهده ومدى حرصه على التعلم.

ويرى أن من الضروري أن تزود المكتبة المدرسية بالكتب التي تساعد الطلاب/ المتعلمين على ذلك تيسيرا عليهم وتوفيرا لوقتهم.

ويضيف وليس للواجبات طريقة محددة، بل تختلف باختلاف جوانب المادة، فقد تكون على شكل قراءة موضوع ثم تحديد أفكاره الرئيسية، أو تلخيصا لكتيب، أو كتابة بحث صغير، أو إجابة عن أسئلة.

أهمية الواجبات:

بالنسبة للمؤلف للواجبات المنزلية وظائف عديدة. أهمها ما يلي:

– تطبيق ما سبق تعلمه، وينبغي أن تكون وثيقة الصلة بالدروس.

– التدريب على مهارات معينة، ومنها الكتابة والتلخيص.

– مراجعة الأفكار الأساسية الواردة في الدرس.

– الدراسة الذاتية للطاب / المتعلم، أو بعبارة أخرى التدريب على التعلم الذاتي.

بالإضافة إلى ما سبق، وبحكم التجربة في التدريس أرى أن الواجبات المنزلية وسيلة مساعدة على تدريب المتعلم على مهارات الامتحانات الكتابية، ذلك أن الامتحانات تتقاطع ومهارات الواجبات المنزلية، ومن ثم على قدر قيام المتعلم بتلك الواجبات بقدر ضمان فرص اجتياز الامتحانات الكتابية بنجاح وتفوق، وتحصيل درجة علمية عالية.

ما يجب أن يراعيه المدرس:

في رأي المؤلف، على المدرس مراعاة ما يلي:

– أن يقرر متى سيقدم الواجب، أفي بدء الدرس؟ أم يتوصل إليه في أثنائه؟ وقد جرت العادة بتوزيع التكاليف على الطلاب/ المتعلمين آخر الحصة، ويفعل المدرس ما يراه أجدى.

– من الأفضل أن يكتب الواجب المنزلي على السبورة لينسخه الطلاب / المتعلمون بدقة ووضوح.

– أن يشرحه شرحا مفصلا، بحيث يستطيع كل طالب / متعلم أن يحدد المطلوب.

– أن يتحرى بخبرته ونباهته أن الطالب/ المتعلم نفسه قام بأداء الواجب.

– أن يناقش الواجبات التي تم إنجازها مع الطلاب / المتعلمين، فمن حق كل طالب / متعلم أن يعرف مدى نجاحه أو إخفاقه، ويعرض المشكلات التي واجهته في أثناء قيامه بالواجب. وعلى المدرس أن يتيح له الفرصة ليعبر عما يراه، وبذلك تنمو المهارات، وتعرض الأفكار والتصورات.

وفي رأيي الشخصي، يحرص المدرس على تقديم الواجبات المنزلية بحسب مستوى المتعلم والسلك التعليمي، فلا يكلف المتعلم في الابتدائي بما حقه أن يكلف به المتعلم في السلك الـتأهيلي، فإذا لم ينتبه إلى هذا الأمر صارت الواجبات المنزلية عبئا على المتعلم ونتج عن ذلك نفور كبير من التعلم والدراسة. وإذا تعلق الأمر بتدبير مؤسسي فمن المفيد لو وضعت خطة تربوية محكمة تبني على التواصل والتنسيق بين المدرسين من أجل توحيد الجهود والتصورات في مسألة الواجبات المنزلية أخذا بعين الاعتبار تفاوت معامل المواد المختلفة، وهذا لا يعني طبعا إهمال أهمية كل مادة وإنما الامر يتعلق بالحكامة التربوية.

ويمكن إضافة أمر آخر محفز على القيام بهذه الواجبات، وهو اعتبارها في التقدير الجزائي نهاية الدورة أو السنة فتعد جزء من النقطة العددية التي سيحصل عليها المتعلم، فإن لم يحصل ذلك فقدت تلك الاعمال معناها بالنسبة للمتعلم ولم يكن حافز للقيام بها مستقبلا فهي في هذه الحال عبث فقط. وبالنظر إلى الوثائق المرجعية الخاصة بمادة التربية الإسلامية نجدها متضمنة لهذا الأسلوب من الأساليب في نقطة الأنشطة المندمجة.

لقد حاول المؤلف تدقيق الإجراءات المصاحبة للواجبات المنزلية بما يضفي عليها طابع الجدية والمعنى في سياق الممارسة التعليمية التعلمية. بحيث قدم تصورا أوليا قابلا للتطوير بحسب كل مدرس، على أساس أن تحقق الواجبات المنزلية أهداف التعلم.

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.