حول مهارة التمكن من المعارف الأساسية المكتسبة 

0

بقلم: ذ. عبد الحق لمهى

من المهارات الأساسية لمادة التربية الإسلامية كما وردت في بعض وثائقها التربوية، [1]مهارتي   التمكن من المعارف الأساسية المكتسبة، وتوظيف المفاهيم الشرعية وتحديد خصائصها، ومن محدداتهما كما وردت بذلك الوثيقة المشار إليها محدد التعريف، ثم إن محدد التعريف عرضاني يعم جميع المواد أو جُلَّها.

ليس المقصود من هذا المقال الوقوف عند هذه المهارة من حيث تعريفها وبيان خصائصها وعناصرها الأساسية وتفريعاتها، وغير ذلك من متعلقاتها التي تشكل بطاقة هوية لها، فذلك كله مبثوث في ثنايا الكتابات التربوية المتخصصة التي عنيت بالموضوع.

الهدف من أسطر هذه المقالة هو إثارة قضية المهارة أعلاه وما يظهر من بعض المشكلات المتعلقة بها في سياق التعلم، وبخاصة مسألة اكتساب المتعلم المعارف والمفاهيم والقدرة على حسن توظيفها في سياق التعلم عامة والامتحانات بوجه خاص.

من المعلوم لدى القائمين بالشأن التعليمي التعلمي أن ثمة مفاهيم عديدة يطلب من المتعلم التمكن منها في جميع المواد الدراسية ومنها مادة التربية الإسلامية، بغرض القدرة على حسن توظيفها واستثمارها في سياقات تربوية متعددة منها الامتحانات بمختلف أنواعها سواء تعلق الأمر بامتحانات المراقبة المستمرة، أو الامتحانات الإشهادية،

إن واقع الممارسة الصفية ومن خلال ملاحظة أولية سريعة ـ وليس اعتمادا على الاستقراء العام ـ يُظهر بجلاء لا خفاء فيه حقيقة مفادها أن المتعلم ـ بدون تعميم طبعا ـ يجد صعوبة شبه كبيرة في التمكن من المعارف والمفاهيم الشرعية منها وغيرها. [2] مما قد يضطره إلى اللجوء إلى ممارسات تعلمية غير مقبولة والإقدام على مخالفات لمقتضيات النصوص الجاري بها العمل والمنظمة لحالات الغش وما يترتب عليها من عقوبات، خاصة عندما يتعلق الأمر باجتياز الامتحانات.

إذا كانت صعوبة التمكن من المعارف والمفاهيم صعوبة قائمة ولو بشكل جزئي في واقع المدرسة. فما هي الحلول والخيارات التربوية الممكن لمعالجتها؟

الإجابة عن السؤال تتطلب بحثا علميا تربويا دقيقا وفق قواعده المؤطرة له، وفي هذا الصدد أحاول تقديم بعض الأفكار التي يمكن الإسهام من خلالها في تقديم رأي حول كيفية الخروج من صعوبة عدم القدرة على التمكن من التعريف. ومن المقترحات التي يمكن أن تكون مفيدة في هذا الباب، ما يلي:

ـ التأكيد على قناعة أساسية في سياق العملية التعليمية التعلمية، وهي أن حفظ المعارف والمفاهيم على أهميته، لا يمكن على كل حال أن يكون خيارا تربويا سليما، وهذا الكلام يجد سنده في كلام لأحد العلماء المغاربة الذين لهم درجة علمية جامعية عالية وتجربة في التدريس مهمةـ، حيث يذهب إلى أن الذي يحفظ من المعارف كلام الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه عليه السلام، أما غير ذلك فالمعول عليه للتمكن منه هو الفهم بدل التركيز على الحفظ وحده على أهميته. وفي الصدد يمكن عقد لقاءات تربوية للتداول والتوافق حول هذه الفكرة والتوصل إلى التحقق من مدى صوابية هذا الرأي التربوي وفاعليته في تجويد الممارسة الصفية.

ـ التركيز على مسألة مهمة في التعلم وهي إكساب المتعلم مجموعة من الطرائق التي تمكنه من تملك المفاهيم المدروسة في كل مادة على حدة، ومن ذلك تمهير المتعلم على إعادة صياغة تعريف للمفهوم من إبداعه الخاص، حتى إذا أفلت من ذهنه التعريف المتوافق حوله والمدرس داخل القسم والذي دوَّنه بعدُ في وثائقه، استطاع المتعلم استرجاعه من خلال آلية التعريف الخاص به والذي سبق له إنتاجه بشكل شخصي بمساعدة المدرس. وهكذا يمكنه تملك المفهوم من جهة وحسن توظيفه واستثماره في سياق التعلم ومن جهة أخرى تفادي كل أشكال الممارسات التعليمة غير المقبولة داخل المدرسة.

ـ تنظيم دورات تدريبية لفائدة المتعلمين والمتعلمين حول كيفية التمكن من الاعتماد على مهارة الحفظ المعتمد على الفهم، وإعادة تلخيص المعارف بما يضمن تملكها بشكل آمِن وفاعل وذا مردودية على المتعلم والمدرسة عموما.

انطلاقا من المقترحات السالفة الذكر يمكن تحقيق جملة من النتائج التربوية الهامة، ومنها:

ـ تجويد عمل الممارسة الصفية للمواد الدراسية المختلفة وكذا التعلمات وإضفاء نوع التجدد عليها بما يخلق حيوية ودينامية متجددة، تجعل من المدرسة تسير في اتجاه جعلها حياة مدرسية حقيقية.

ـ التقليص من الظواهر اللاتربوية والمخالفات القانونية للنصوص الجاري بها العمل خاصة ما تعلق منها بتنظيم الامتحانات وإنجازها لتحديد التقديرات المناسبة لكل تعلم.

ـ التقليل من نسب الهدر المدرسي، فمما لا شك فيه أن إبداع الحلول للمنظومة التربوية ومن ذلك تمهير المتعلم على كيفية التمكن من المعارف بطرق متنوعة، كل ذلك من شأنه الإسهام في تحقيق نسب مهمة من النجاح تضمن تقليص نسب الهدر المدرسي.

ـ الإسهام في بناء شخصية المتعلم انطلاقا من مدخل التمهير على كيفية التعلم داخل المدرسة، بما يجعله في المستقبل مواطنا قادرا على الإنتاج أكثر منه مستهلكا.

[1] ـ يقصد بها وثيقة الإطار المرجعي للامتحان الجهوي الموحد للسنة الأولى من سلك الباكالوريا لاختبار مادة التربية الإسلامية ـ 2016ـ جميع الشعب

[2] ـ المفاهيم أغلبها شرعي سواء منها ما ارتبط بمادة التربية الإسلامية أو غيرها من المواد والتعبير الدي ورد في المقال إنما هو تعبير مدرسي للتمييز بين مادة دراسية وأخرى فقط.

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.