حول اعتبار الوسائل في الشريعة الإسلامية

0

بقلم / ذ. عبد الحق لمهى

من الكليات التشريعية التي قال بها العلامة أحمد الريسوني:” وتعاونوا على البر والتقوى ” [1]مستندا في ذلك إلى قوله تعالى:” وَتَعَاوَنُواْ عَلَي اَ۬لْبِرِّ وَالتَّقْو۪يٰۖ” (المائدة،3). ومما قاله بخصوص هذه الآية:” وهو يتضمن أمرا عاما كليا بالتعاون على كل ما هو بر وتقوى “[2]، ويضيف:” فكل ما هو بر وتقوى، وكل ما فيه بر وتقوى، فهو مأمور به، ومأمور بالتعاون عليه،…”[3]

ثم ذهب العلامة إلى تفريع قواعد أخرى عن هذه القاعدة الكلية، ومن ذلك ما عبر عنه بقوله:” ومن القواعد المتفرعة عن قاعدتنا هذه ” قاعدة اعتبار الوسائل”. وهي القاعدة التي عبر عنها الأصوليون بصيغ متعددة، كقولهم ” الأمر بالشيء أمر بوسيلته” وقولهم” ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ” وقولهم “الوسائل تعطى حكم المقاصد” وقولهم” الوسائل تابعة للمقاصد” أي تابعة لها في حكمها وجوبا أو ندبا أو حرمة أو كراهة.”[4].

حول الوسائل واعتبارها يقول كذلك:” فالتعاون على البر والتقوى، قد يكون في حالات كثيرة تعاونا على إيجاد الوسائل، أو تعاونا على تشغيلها وتفعيلها،..”[5]

تعتبر الجذاذة (جذاذة الدرس) وثيقة مهمة لنجاح العلمية التعليمية التعلمية، وهذا مبحث عنيت به دراسات وأبحاث تربوية عديدة[6]، حتى صار أمر معلوما بين المهتمين بالشأن التربوي لا يكاد يختلف حول أحدهم.

إذا جاز القول بأن الجذاذة وسيلة من الوسائل التي تحقق هدف إنجاح التعلم والتعليم، فإن تأخذ بذلك حكم طلب العلم الذي اتفقت العقول كلها على فرضيته على كل مسلم ومسلمة، بل قل على كل ذي عقل من بني البشر عامة.

وعليه يكون إعداد الجذاذات والتعاون عليها بكل الطرق الفردية والجماعية عملا شرعيا أصيلا، يجد أصله ومستنده في هذه الكلية التشريعية (التعاون على البر) وفي قاعدة (اعتبار الوسائل) كما تقرر قبل في هذا المقال.

تجدر الإشارة إلى ما أوردته من رأي لا يدخل في باب الفتوى الشرعية كما قد يتصور، وإنما هو حكاية أرجو أن تكون ذات معنى وأثر في الارتقاء بالفعل التربوي.

[1] ـ الكليات الأساسية للشريعة الإسلامية، الدكتور أحمد الريسوني، مطبعة طوب بريس الرباط 2007، ص100

[2] ـ نفسه، ص100

[3] ـ نفسه، ص100

[4] ـ نفسه، ص102

[5] ـ نفسه، ص102

[6] ـ https://www.atarbaoui.com/2020/12/18/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B0%D8%A7%D8%B0%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A8%D9%88%D9%8A%D8%A9%D8%8C%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AE%D8%B7%D9%8A%D8%B7-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D8%A8/ـ

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.