ذ. محمد الجبوري
تواجه المدرسة المغربية تحديا كبيرا، لمسايرة التطورات الحاصلة في المجتمع سواء في الميادين الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية، لتكون أداة للتنمية، ووسيلة للمساهمة في حل إشكالية التشغيل وحاجيات سوق العمل، بربط المدرسة بالحياة العملية، وترسيخ الوعي بالهوية الحضارية والثقافية لدى المتعلمين والقضاء على آفة الأمية، هذا الأمر دفع المسؤولين المغاربة إلى وضع (ميثاق للتربية والتكوين)، بغاية إصلاح نظام التعليم وربط المدرسة بمحيطها؛ وتقوية البعد العملي للبرامج والمناهج وتحفيز الفاعلين التربويين على تحسين أوضاعهم المادية وبيئة عملهم.
الأمر الذي يضع المؤسسة التعليمية في امتحان حقيقي، والتحدي هنا يتمثل في كيفية ابتكار خطة استراتيجية تضمن للمدرسة المغربية خلق دافعية جديدة لدى تلامذتها، من خلال تخطيط مناهج تربوية تساعد المتعلمين بعد إنهاء تعليمهم على الاندماج في أنشطة منتجة ومسؤولة تؤثر في مجتمعهم، وتعزز قيم العمل الأساسية لديهم، وتفسح لهم المجال للمشاركة في نوع من التعلم المنتج يقوم على العمل ويمدهم بالمهارات والمعرفة العلمية الحديثة.
إن المدرسة المغربية عازمة على رفع التحديات وربح رهان التكنولوجيا الرقمية والانخراط في مجتمع الاقتصاد المستقبلي… وذلك باستعمال التكنولوجيا الحديثة للإعلام والتواصل (tice)، كما حدد ذلك الميثاق الوطني للتربة والتكوين في:
القسم الثاني:- مجالات التجديد ودعامات التغيير ـ المجال الثالث: – الرفع من جودة التكوين
الدعامة العاشرة: استعمال التكنولوجيا الجديدة للإعلام والتواصل:المادة:119- 120- 121(1).
وحدد ذلك أيضا ( الكتاب الأبيض) الذي أصدرته وزارة التربية الوطنية، في الجزء الخاص ب(الإطار المرجعي لتمهين المتدخلين في تطبيق المناهج التربوية)، ص:16 (على أطر الإدارة التربوية الإلمام بتكنولوجيا الإعلام والتواصل بهدف حوسبة التدبير الإداري التربوي).
ويأتي هذا البحث في هذا السياق لمحاولة تلمس مدى توظيف تكنولوجيا المعلومات بمؤسسات التربية والتعليم المغربية، ودورها في تطوير تدريس التربية الإسلامية بالسلك الثانوي الإعدادي.
وقد صمم هذا البحث في ثلاثة فصول:
الفصل الأول: الإطار المنهجي
يحتوي هذا القسم على كل ما يتعلق بمفاتيح هذا البحث: تحديد موضوع البحث ودوافع اختياره، مع تحديد أهداف البحث ومشكلة البحث وأسئلته الفرعية وفرضياته بالإضافة إلى وسائل البحث وخطة العمل وطرق جمع البيانات ومعالجتها.
الفصل الثاني: الإطار النظري وقد قسم إلى مبحثين:
مبحث أول: حاولنا تحديد المفاهيم المرتبطة بالموضوع، وتقديم تعريف لها، لغويا واصطلاحيا، قصد تقريب الموضوع المراد دراسته إلى ذهن القارئ وتبسيطه.
مبحث ثاني: حول دور تكنولوجيا المعلوميات فى تطوير العملية التعليمية التعلمية. وقد قسّمته إلى مطلبين، حيث خصصنا الأول منهما للحديث عن دور تكنولوجيا التعليم في مواجهة المشكلات التربوية المعاصرة. بينما تناولنا في المطلب الثاني إيجابيات تكنولوجيا المعلوميات وما تقدمه للعملية التربوية.
الفصل الثالث: الدراسة الميدانية: وقد قسمت هذا الفصل إلى أربعة مباحث رئيسية، فخصصنا الأول للحديث عن مجتمع البحث وأدواته، حيث تم الارتكاز على وسيلتين متكاملتين:
استمارة موجهة إلى تلاميذ السلك الثانوي الإعدادي الذين ينتمون إلى نيابة سلا، ويتعلق الأمر بتلاميذ المستويات (الأولى والثانية والثالثة ثانوي إعدادي)، والذين يدرسون بالمؤسسات التعليمية الآتية: ( الثانوية الإعدادية: العيون 1 ثم الثانوية الإعدادية : عبد الكبير الخطيب ثم الثانوية الإعدادية: عبد الرحمن حجي ثم الثانوية الإعدادية: الكتبية) الموسم الدراسي:2013/2014.
استمارة موجهة إلى عدد من أساتذة التربية الإسلامية بنيابة سلا، بالإضافة إلى مقابلات وحوارات شخصية مع بعض أساتذة المادة ذوي التجربة في الموضوع، وبالضبط خلال فترة الوضعيات المهنية ما بين: 21 أبريل إلى 25 ماي 2014، كأداة تكميلية للاستمارة. وذلك لتحديد مواطن الخلل باقتراح حلول أولية من أجل تصحيح الوضع ورصد آراء واقتراحات هذه الأطر التربوية، فيما يخص تكوينها وتحفيزها وتقويمها ومهمتها الجديدة وتحليل هذه الاقتراحات. بينما تطرقنا في المطلب الثاني لتحليل نتائج الاستمارتين. وجاء المطلب الثالث معنونا بـ نموذج درس في مادة التربية الإسلامية مصمّم على الحاسوب. هذا وقد ختمنا هذا الفص بمبحث رابع تنولنا فيه الاقتراحات والبدائل الممكنة لتطبيق هذا المشروع. ثم خاتمة البحث.