د.محمد المسكيني : هذه شروط كسب رهان التربية على القيم وتعزيز الأمن الروحي

0

اكادير /محمد ادوحموش

في إطار النشاط الجهوي الذي نظمه مجلس تنسيق المكاتب المحلية للجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية بجهة سوس ماسة حول قراءة في المنهاج الجديد يوم الاحد 05 مارس 2017 بايت ملول ، قدّم الأستاذ محمد المسكيني مفتش التعليم الثانوي والباحث في علوم التربية، مداخلة بعنوان: “المنهاج الجديد وتحدي التربية على القيم وتعزيز الأمن الروحي“. وقد أبرز في مستهل مداخلته دواعي اختياره الموضوع والمتمثلة أساسًا في الدعوة الملكية السامية التي ربطت مراجعة المناهج الدينية بتحدي التربية على القيم وتعزيز الأمن الروحي للمغاربة، فتساءل عن الإمكانات التي يتيحها المنهاج الجديد لكسب رهان التربية على القيم وتعزيز الأمن الروحي؟ وعن شروط كسب هذا الرهان؟

قدّم الباحث بالتالي تحليلا للمنهاج الجديد انطلاقا من معايير ثلاث: الانسجام، التدرج والارتقاء، التجديد والانفتاح، لينتهي إلى ضعف الانسجام بين مفردات المنهاج الجديد، وإلى كون المنهاج يتسم بخاصية التدرج والارتقاء، وإلى كونه حقق بشكل كبير معيار التجديد والانفتاح. منوها إلى دور الأساتذة في محاولة تحقيق الانسجام بين مداخل المنهاج عبر استحضار مبدإ الوحدة والتكامل أثناء التحضير والتخطيط للدروس، معتبرا أن التعامل مع المداخل باعتبارها مكونات معرفية مستقلة (كما أفرزت ذلك الممارسات الصفية ) يعد مخالفا لفلسفة ومقاصد المنهاج. وقدم نموذجا في محاولة إيجاد التكامل والانسجام المطلوب متمنيا أن تتم مراجعة المنهاج ومفرداته من هاته الزاوية التكاملية.

ثم انتقل إلى المحور المتعلق بشروط كسب رهان التربية على القيم وتعزيز الأمن الروحي، التي جعلها خمسة شروط  كالتالي:

  • أولا: تحسين المناخ المدرسية: على اعتبار أنه لا وجود لتربية على القيم دون فضاءات للمارسة هاته القيم: بحيث تصبح المؤسسة التعليمية فضاء للفرص لا فضاء للإكراه، وبالتالي ينبغي تقاسم المسؤولية في التربية على القيم بين مختلف الفاعلين وتوحيد جهودهم عبر برامج عمل مشتركة، وإرساء صيغ مؤسساتية مستديمة للشراكة والتعاقد والتنسيق، وتقويم المؤسسات التعليمية بناء على مؤشرات التربية على القيم وتنمية التفكير الأخلاقي لدى المتعلم، وتأهيل المدرسة للأسرة على التربية على القيم.
  • ثانيا: البحث التربوية في مجال التربية على القيم: بهدف تطوير أدوات مناسبة لترسيخ وتقويم القيم في الوسط المدرسي، داعيا إلى إعادة قراءة المنهج النبوي في التربية على القيم قراءة ديداكتيكية معاصرة، وإلى الانكباب على دراسة علم التزكية والنقل الديداكتيكي لمفاهيمه، وتحديد العوائق الابستمولوجية والديداكتيكية والنفسية لاكتساب القيم الإسلامية.
  • ثالثا: الانفتاح على القضايا المعززة للهوية الوطنية: وهو ما نصت عليه الرؤية الاستراتيجية لإصلاح منظومة التربية والتكوين، وقد اعتبره الباحث من الأولويات في هاته المرحلة، داعيا إلى ضرورة تعريف المنهاج بالأعلام المغاربة والبيئة العلمية والتربوية في المغرب وخصوصيتها والرحلات العلمية الداخلية والخارجية، وآثار ذلك على التأليف والعمران، والاختيار المذهبي العقدي والفقهي والسلوكي، ومؤسسة إمارة المؤمنين وعلاقتها بالعلم والعلماء.
  • رابعا: الانتقال من براديجم تدريس القيم إلى براديجم التربية على القيم: حيث اعتبر الباحث بأن الأمر متوقف على وضعية ومكانة المدرس، لكون دوره حاسما في التربية على القيم، لذا ينبغي أن يكون المدرس شخصا موثوقا به من طرف المجتمع، مثقفا ومتشبعا بالقيم ومحفزا تحفيزا إيجابيا، مع العمل على تعزيز التعاون المهني بين المدرسين من مختلف المواد، واعتماد الاستراتيجيات المناسبة لترسيخ وتقويم القيم.
  • خامسا: تطوير الكتب المدرسية: وقد سجل الباحث بكل أسف الطابع الاستعجالي الذي أخذه تأليف الكتب المدرسية وبالتالي جل الكتب المدرسية كانت بعيدة عن منطق الكفايات، لكنه نوه بالورش الذي فتحته مديرية المناهج لمراجعة الكتب المدرسية، داعيا إلى انخراط الجميع في هاته العملية، وإلى أن تأخذ عملية التاليف الوقت الكافي المتعارف عليه دوليا وهو ثمانية أشهر. على أن كسب رهان التربية على القيم ومجتمع المعرفة يقتضي كتبا مدرسية تتضمن وضعيات مشكلة تمتح من السيرة النبوية ومن أسباب الورود وأسباب النزول وتعارض النصوص والواقع، وتعتمد القصة التربوية الهادفة، وتتضمن أنشطة تعليمية بنائية، وتهتم بالبعد الميتامعرفي ، وتزاوج بين الورقي والرقمي.
قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.