لمهى عبد الحق /أستاذ مادة التربية الإسلامية ، الثانوي التأهيلي
تنبت الأشجار في بدايتها الأولى، فتكون أغصانها لينة، وقد ترى على بعضها اعوجاجا يتطلب تقويما، فإذا انتبه القائم على أمرها، إلى ذلك فقومه في الوهلة الأولى حين تكون أغصانها ما تزال غضة طرية، نمت الأشجار مستقيمة الحال شكلها.
والعكس لو تركت بغير تشذيب حتى تكبر، فإنه قد يضطر إلى كسرها من أجل إصلاحها، وذلك أضر وأضيع للشجرة مما لو أنها شذبت أغصانها منذ الصغر والنعومة.
هذا الأمر يصدق على تربية الأولاد والأنفس عامة، ففي مراحل نعومة الأظافر تكون النسمة {الطفل} في حال كالأغصان الطرية، فيسهل تقويم ما يبدو من اعوجاجها، حيث الكلفة يسيرة لذلك. أما إذا بلغ الطفل أشده وصلب عوده وأضافره، فعندئذ سيكتشف الراعي عوارا في أخلاقه ظاهرا أو باطنا، فإنه لا شك كاسر ما يريد إصلاحه حتى يصلحه.
فالبدار البدار إلى معالجة أحوال الشجرة والأولاد في إبان ظهور الخلل منهم، فإنك إن تترك ذلك إلى مرحلة متقدمة كان ثمن العلاج باهظا، والنتيجة بعيدة المدى.
فهلا تذكرنا هذا القول فعقلناه وجعلناه نبراسا لنا في تربية أنفسنا ومن حولنا من الآدميين؛ حتى نظفر بالهناء والمسرات وندفع عنا المكدرات، ونحفظ أغصاننا، شجرا وإنسانا، من الكسر بعد النضح والاكتمال.
اللهم نسألك مراشد أمورنا في ديننا ودنيانا، وأن تلهمنا التفقه في شان التربية حتى تستقيم حياتنا في المراحل الأولى من العمر قبل آخرها.
والحمد لله رب العالمين.
بوركت أستاذ عبدالحق، نعم إن اغتنمت وقت صغر من تسهر على تربيته فإنه سيستقيم خلقه ويصلحه حاله، وإن أنت أهملته حتى بلغ أشده وقوي عوده فإنك لا محالة كاسره أو كاسرك.