ذ. محمد بلفضيل
09من حسنات كورونا وحسناته كثيرة انه لفت انتباهنا الى عالم التكنولوجيا والمعلوميات وبصرنا بالقدرات والامكانيات الهائلة التي يتيحها لنا هذا العالم، ففي مجال مهم كالاعلام ظهر اعلام جديد بديل عن الاعلام التقليدي الذي اتضح بجلاء قصوره ومحدوديته في التاثير الايجابي وصناعة الراي والموقف.
الان اصبح وبامكانات جد محدودة القيام بادوار تعجز عنها مؤسسات اعلامية ترصد لها ميزانيات ضخمة، فمثلا على وسائل التواصل الاجتماعي اصبحت تعقد الحوارات والمناظرات والمقابلات لتحليل ومناقشة مختلف القضايا الفكرية والقانونية والاجتماعية بكل جراة وبكل عمق مما لانلحظه على شاشات قنوات هذه المؤسسات الاعلامية.
وبعض هذه القنوات شعرت بالخطر وان البساط يسحب من تحت رجليها وان شبح الافلاس يتراءى في طريقها قامت بمنع بعض صحفييها من القيام بالحوارات المباشرة التي ينظمونها على صفحاتهم في الفايسبوك لانها تحظى بنسب متابعة تفوق ماتحظى به قناة تلفزيونية من حجم “medi1”.
واظن ان هذه القناة ومثيلاتها بدل ان يعيدوا النظر في اليات الاشتغال لمواكبة تحديات الثورة الرقمية بما افرزته من تغيرات جذرية على جميع المستويات يلجؤون الى سياسة النعامة بدس رؤوسهم في الرمال حتى لايشعرون بالخطر الكبير المحدق بهم.
ان هذه القنوات اذا بقيت على خط تحريرها فان الافلاس مصيرها المحقق طال الزمن ام قصر، والدليل على ذلك ان البرامج التي تبثها هذه القنوات في رمضان هذا العام سجلت انخفاضا كبيرا في نسبة المشاهدة واظن ان نسب المشاهدة ستزيد في الانخفاض يوما بعد يوم.
ومن جهة اخرى فانه يجب على الدولة ان تمارس رقابتها على هذه القنوات لانها للاسف تقوم بدور عكسي في التاثير السلبي على افكار الناس وخاصة البسطاء الذين لم يحظوا بنصيب من التعلم وهم جمهورها العريض.
واذا اخذنا في الاعتبار حجم الدور الذي تقوم به هذه القنوات مقارنة مع حجم الدعم الذي تستفيد منه يبقى قرار حجب الدعم عنها قرارا صائبا في مصلحة البلاد والعباد لتحول اعتمادات هذا الدعم الى مقاولات الشباب الذين يحملون مشاريع علمية طموحة قد تخرج بلدنا المغرب من التخلف الذي تعمل هذه القنوات على الارتكاس فيه.