صدر عن مركز فاطمة الفهرية للأبحاث والدراسات (مفاد)، وموقع “منار الإسلام” كتاب:
للباحث محمد الطريباق اليدري.
تضمن المدخل الحديث عن الدوافع الذاتية والموضوعية لاختيار موضوع هذا العمل، وكذا الإشكالية العامة والخاصة للبحث، مرورا بذكر المنهجية المعتمدة لمعالجته، مختتما بتحليل المفاهيم الواردة في عنوان هذه الدراسة.
قسم هذا البحث إلى ثلاثة فصول، تضم مباحث ومطالب. خصص الفصل الأول للتعريف بالتعليم الأصيل في ثلاثة مباحث، كان الأول منها في الرصد الكرونولوجي للمراحل التي مر بها هذا النوع من التعليم في بلادنا في فترات الحماية والاستقلال والمراحل التي أعقبت فترة الاستقلال.
بينما المبحث الثاني فقد تناول فيه مؤلفه الأهداف الكبرى للتعليم الأصيل؛ من أهداف إنسانية عامة، وأهداف تربوية تعليمية، وثالثة أهداف خلقية روحية. ليبقى المبحث الثالث مخصصا لإبراز وظائف هذا التعليم والتي تم حصرها في: وظائف التعليم والتوعية الدينية، ووظائف البحث العلمي والإنتاج الفكري، ووظائف التأطير والمهام العملية.
وعالج في الفصل الثاني موقع التعليم الأصيل ضمن الإصلاح الجديد للمنظومة التربوية التعليمية المغربية من خلال مبحثين اثنين. عنون الأول منهما ب: “موقع التعليم الأصيل في الميثاق الوطني للتربية والتكوين”. والثاني ب: “التعليم الأصيل كما جسده الكتاب الأبيض” الذي أعدته لجان مراجعة المناهج التربوية المغربية. حاول في هذا الفصل إثبات النصوص المتعلقة بالتعليم الأصيل ضمن كل من “الميثاق” و“الكتاب الأبيض”، هذا الأخير الذي يعد تدابير إجرائية ونقطا تفصيلية لبنود هذا الميثاق.
وموقع التعليم الأصيل ضمن الإصلاح الجديد قد أثار جدلا وخلافا بين مجموعة من المهتمين والفعاليات ذات الصلة والارتباط بهذا النوع من التعليم.
ثم أورد مجموعة من الملاحظات للمهتمين والغيورين على التعليم الأصيل وموقفهم من الوضع الجديد للتعليم الأصيل.
أما الفصل الثالث فقد تناول فيه سبل إصلاح التعليم الأصيل واستشراف آفاقه الجديدة عبر مبحثين اثنين، كان الأول مخصصا لعرض مجموعة من المقترحات للنهوض بهذا التعليم، بينما الثاني أبرز مجموعة من العوامل للتمكين لهذا النوع من التعليم في بلادنا. وذيلت هذه المقترحات بتوصيات تخص التعليم الأصيل التي صدرت عن المؤتمر الوطني الأول للجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية المنعقد بالمدرسة العليا للأساتذة بتطوان سنة 1997م.
انطلقت هذه الاقتراحات من مبدأ أساسي ألا وهو التوفيق بين الأصالة والمعاصرة وبين عراقة الحضارة المغربية الإسلامية وما تنطوي عليه من قيم إنسانية، وبين مطالب تقدم العصر وما ينطوي عليه من مواكبة لما يعرفه من تفجر معرفي وثورة علمية وتكنولوجية…
وختم هذا البحث بنتائج ومقترحات.
هذا وعلى الله قصد السبيل.