ذ.عبد الحق لمهى
يكاد يقع شبه إجماع من الاسرة ومؤسسات التنشئة الاجتماعية من مدرسة وفاعلين مدنيين على أن الشباب أصبح يعيش في وضع غير سليم بحيث أصبحنا نرى جملة ظواهر سلبية مثل المخدرات والتلفظ بألفاظ فاحشة وعدم احترام الفضاء الأسري والمدرسي مما انعكس سلبا على مستوى تمدرسهم أسهم في تدني النتائج الدراسية وبالتالي ارتفاع نسب الهدر المدرسي وانتشار وضع من الجرائم وأشكال الممارسات اللاأخلاقية. هذا الوضع لم يكن الشباب سببا فيه من تلقاء أنفسهم فالقائل بهذا يحملهم من المسؤولية ما لم يكونوا من صنعوها، والواقع أن ما آل إليه أمر الشباب والمتعلمين هو نتيجة تفريط من قبل الأسرة وكافة الفاعلين والمتدخلين في شان التربية من إعلام ومدرسة وأسرة وغيرها.
هذا الوضع المقلق له تداعيات على الأسرة والمجتمع فكثير من الأسر ما عاد لها هم يومي تفكر فيه سوى متابعة أبنائها وبرنامجهم اليومي وتعقب حركاتهم وسكناتهم وأنفاسهم بغية معرفة ما يصدر منهم من التصرفات خشية وقوع ما لا تحمد عقباه لهؤلاء الأطفال، ولا شك أن المجتمع يتأثر هو الآخر بهذه الممارسات حيث يعيش نوعا من عدم الاستقرار والأمن على الأبناء من قبل رفاقهم في المدرسة والشارع.
إننا أمام أمر واقع، ولكي يرتفع هذا الوضع نجد الأسر تبذل جهدا كبيرا في المراقبة والتتبع والحرص الشديد المفرط على الأبناء حتى لا يضيعوا منهم ولا ينحرفوا، لا تترك الأسر وسيلة إلا جربتها من أجل تنشئة سليمة ومع هذا كله لا زلنا نرى واقعا مؤلما.
لا نريد أن نرسم صورة قاتمة عن وضع الشباب ولكن نعتقد أن هذا واقع اجتماعي بنسب معينة تختلف من منطقة إلى أخرى.
وحيث إن المدرسة والبرامج الدراسية هدفها تخريج المواطن الصالح، فإلى أي حد يسهم برنامج التربية الإسلامية في علاج هذه الظواهر.
بالنظر إلى برنامج مادة التربية الإسلامية نجده اشتمل على دروس للعبادات منها الصلاة والزكاة والصوم والحج وغيرها من العبادات على أن مفهوم العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال ظاهرة وباطنة ولكنا نقتصر هنا على بعض العبادات ومنها الصلاة والصوم باعتبار أن أغلب المتعلمين مكلفون بهما شرعا.
فالصلاة هي عبادة بدنية ذات احرام وركوع وسجود تفتتح بالتكبير وتختتم بالتسليم ” ولها مقاصد عديدة تؤثر إيجابا في سلوك المتعلم ، ومن ذلك مشكلة الغياب المتكرر عن الدراسة والتأخر عن الحضور للدرس وكذا عدم القيام بالواجبات المنزلية وكلها سلوكات ملحوظة لدى المتعلم، فإذا صار يقبل على عبادة الصلاة لا محالة فإنها تسهم في حل هذه المشاكل ، ومن المشكلات التي نجدها الكلام البذيء الذي لا يكاد يتعفف عنه كثير من الناشئة صغار وكبارا، فلو أننا نركز لهم على جانب الصلاة والصوم لكان ذلك وجاء لهم من اقتراف هذه الفواحش ، أضف إلى ذلك إدمان كثير منه على المخدرات وعدم القدرة على الانفكاك عنها ولا شك أن تلك العبادات لها أثر واضح إذ تمنع المتعلم على الأقل من هذه الفواحش الظاهرة من مخدرات وشببها على أن تتبع الاعلام والمواقع الإباحية يخفف من حدته الصيام وبذلك تكون العبادة قد أحدثت أثرها في الطفل. وخاصة أولئك البالغون سن الرشد والتكليف بالصوم.
وأختم كلامي بعبارات خطها قلم المرحوم فريد الانصاري في كتابه الدين هو الصلاة بعد حديث طويل عن الصلاة أهميتها ومقاصدها ومنزلتها إذ يقول ” أما بعد؛ فيا أيها الفتى الحزين … هذه بشائر الآذان تطرق قلبي وقلبك، فلنتوضأ جميعا للصلاة؛ عسى أن نكون من التوابين ونكون من المتطهرين”
بقلم: عبد الحق لمهى.