ذ.عبد الحق لمهى
تندرج الاختبارات الموضوعية ضمن أنواع الأساليب الكتابية في التقويم. فما المقصود بالاختبارات الموضوعية؟ وما الصفات الواجب توفرها فيها؟ وما ميزاتها؟ وما هي بعض الانتقادات الموجهة إليها؟
يعرف الباحث عبد الوهاب عبد السلام طويلة، الاختبارات الموضوعية بقوله: “هي التي لا تتأثر بالعوامل الذاتية للمصحح، ولا باختلاف زمن التصحيح، ولا باختلاف المصحح أو تعدده، بل تتفق جميع آراء المصححين في تقويمها، لأنه لا تأثير لحكم المدرس الشخصي على تقدير الدرجات. ومن هنا جاءت التسمية؛ يقال: واضعه في الأمر. أي وافقه فيه على شيء. فالاختبارات الموضوعية هي التي يسود فيها التجرد والحياد في الرأي والموقف، ولا مجال للتحيز فيها.
ويضيف في سياق التعريف كذلك” تصاغ أسئلتها بحيث لا يحتمل السؤال إلا إجابة واحدة صحيحة، وتطرح فيها أسئلة متنوعة، منها ما يكون جوابا قصيرا، ومنها ما يحتاج إلى جواب طويل، فيه مناقشة ومحاكمة وتعليل. ويرفق عادة بكل اختبار دليل تصحيح، تذكر فيه الإجابات الصحيحة وطريقة التصحيح وتوزيع الدرجات.
الصفات التي يجب توفرها في الاختبارات الموضوعية:
يرى الباحث طويلة أنه ليكون الاختبار موضوعيا يجب أن تتوفر في أسئلته ما يلي:
أن يكون معنى السؤال واضحا، فعلى المدرس أن يتجنب استخدام الكلمات المبهمة التي تحتمل أكثر من معنى وتؤدي إلى الغموض، ويستخدم كلمات واضحة دقيقة يتناسب مستواها اللغوي مع الطلاب / المتعلمين، وينظمها بحيث يدرك الطالب المقصود من السؤال تماما من غير تردد.
الإفراد في صيغة السؤال، فلا يصح أن يكون السؤال مزدوجا يسأل في الطالب عن أمرين في الوقت نفسه.
ألا يتضمن السؤال إشارة إلى الإجابة الصحيحة لا من قريب ولا من بعيد.
ألا يتأثر السؤال بسواه من الأسئلة، فلا يجوز أن تتوقف إجابة سؤال على معرفة الإجابة الصحيحة لسؤال سابق.
ألا تحمل صيغة أحد الأسئلة في طياتها الإجابة عن سؤال آخر.
ألا تسير الإجابات الصحيحة حسب ترتيب معين، فيستطيع الطالب / المتعلم أن يكتشف هذا الترتيب.
أن يتجنب وضع عبارة بنصها من الكتاب، لأن ذلك يشجع الاعتماد على الذاكرة ويقلل من الاهتمام بالفهم.
أن تكون الأسئلة متنوعة وشاملة بحيث تظهر الفروق الفردية بين الأقوياء، كما تظهر أيضا بين الضعفاء.
أن تكون الإجابة موضوعية أيضا، تعتمد على الحقائق لا على ميول الطلاب واتجاهاتهم.
ميزاتها:
من ميزات الاختبارات الموضوعية التي ذكرها الباحث ما يلي:
تتفادى غموض الإجابة، إذ لكل سؤال فيها جواب محدد.
تقضي على بعض الصعوبات التي تواجه الطلاب مثل عدم القدرة على التعبير.
صدق الاختبار وثباته عند إعادته، لأنها بعيدة عن التأثير الذاتي أو الشخصي للمدرس عند التصحيح، فيستطيع كل مدرس تقدير درجاتها إذا أعطي مفتاح الإجابة.
يمكن أن تشمل معظم عناصر المنهاج.
لا تستغرق الإجابة عنها وقتا طويلا، ولا يستغرق تصحيحها أيضا وقتا طويلا؛ لأنها أكثر سهولة ودقة في التصحيح من المقالية.
نقدها:
أورد المؤلف بعض الانتقادات الموجهة إلى هذا النوع من الأساليب التقويمية، ومن ذلك ما يلي:
لا تقيس جميع الأهداف، وفي بعض الأحيان لا تقيس سوى الحقائق والأسماء والمعارف السطحية.
ويمكن القول كذلك بأنها لا تقيس المهارات في سياق التدريس بالكفايات.
يتطلب إعدادها وقتا طويلا وجهدا كبيرا.
يسهل الغش فيها وتدفع الطلاب / المتعلمين إلى التخمين.
لا تعطي فكرة على قدرة الطالب على ترتيب الأفكار والتعبير عنها.
ثم ذكر المؤلف أنواع الاختبارات الموضوعية، فقسمها ـ من حيث طبيعة الأسئلة ـ إلى قسمين: اختبارات الاسترجاع واختبارات التعرف.
بعد عرض مفهوم الاختبارات الموضوعية، ما يلزم توفره فيها، ميزاتها، نقدها وأنواعها، يبقى الحديث فيما بعد عن تطبيقات تلك الأنواع حتى تتضح الصورة أمام المهتمين. ذلك ما سيتم التطرق إليه في مقالات أخرى ـ بحول الله ــ.
ـ التربية الإسلامية وفن التدريس، عبد الوهاب عبد السلام طويلة، ص 226، دار السلام للنشر والتوزيع والترجمة، الطبعة الخامسة 2013م
2ـ نفس المرجع ، ص 226،
3 ـ نفس المرجع ، ص 227،
4ـ نفس المرجع ، ص 227،
5ـ نفس المرجع ، ص 228،