التربية ..ذلك الحقل السائب!

0

ذ.محمد سالم بايشى
مع كل دخول مدرسي تشتعل المناقشات في شأن التربية والتعليم . وذلك مؤشر صحي على اهتمام مجتمعي يبقى مقبولا حين يكون في الإطار العام الذي يشترك فيه التعليم بغيره. لكن حين يتجاوز ذلك إلى التخصص ويتحول الكثيرون ممن لا علاقة لهم بالتعليم الى خبراء يفتون ويوجهون بل احيانا يحرضون فانذاك نحيد عن السبيل. ويزداد الأمر سوءا حين تستغل وسائل الإعلام الموجهة للعموم في برامج لايميز فيها المنشطون الاعلاميون بين الجد والهزل.
من آخر ما راج تناول ضيوف برنامج إذاعي للبرامج الدراسية وانتقادهم للتربية الإسلامية منطلقين من حالات خاصة قد تكون ممارسات فردية لا علاقة لها بالمادة وتوجيهاتها الرسمية ، بغض النظر عن صحة هاته الحالات من عدمه، ليتم التعميم ووضع المادة وأهلها في قفص الاتهام .
ولو سايرنا هؤلاء جدلا لاتهمنا كل المواد الدراسية واغلقنا المدارس وحاكمنا الاساتذة جميعا . أليست الفيزياء والكيمياء مادة تعلم صناعة المتفجرات ؟ والفلسفة ، أليست مادة قد تطلق عنان التفكير إلى ما لا تحمد عقباه؟ واللغة العربية لماذا نعلمها وهي لغة في نظر البعض مضى عهدها؟ واللغات الاجنبية، أليست لغات استعمار وتبعية؟ والأدب والتاريخ والجغرافيا ؟ والتربية الفنية؟ ألا تبدو في نظر البعض دون فائدة ترجى في المجتمع النفعي التقني المعاصر ؟
فهل معنى ذلك أن نهدم المدارس والثانويات والجامعات ونجلس على ركامها؟
قلب النظر كيف شئت ولا تستغرب أن يفتي رياضي في التعليم ، فالعيب ليس عيبه. بل عيب من جمع في وزارة واحدة التعليم بالرياضة.
اما الأساتذة المختصون فعزاؤهم قول احمد مطر في رثائه لناجي العلي: ما أصعب الكلام!

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.