بناء الإنسان عبر التركيز على التوازن بين مطالب الروح والجسد وعلى عقيدة الانتماء للوطن والدين ثم بناءه على قيم الصدق والشجاعة والمحبة والتعارف والتوازن إضافة إلى قيم التوحيد، وقيم العلم والعمل ثم قيم .. انطلاقا من القرءان الكريم هو أساس بناء الحضارة الإنسانية في كل عصر، تلك من أهم خلاصات الندوة العلمية التي احتضنها المهرجان القرآنيالسادس لإقليم اشتوكة ايت باها المنظم من طرف جمعية سيدي الحاج الحبيب للتربية والثقافة ببيوكرى والجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية فرع اشتوكة ايت باها واعتبارا لأهمية القران الكريم في حياة الأمم والأشخاص.
وقد افتتح المهرجان يوم الجمعة24أبريل 2015 بالمركب الثقافي اسعيد اشتوك بمدينة بيوكرى بهذه الندوة تحت عنوان:“القران الكريم وبناء أسس الحضارة الانسانية”، أطرها الأستاذان الفاضلان الدكتور عبد الله البخاري والدكتور حسن حميتو من جامعة ابن زهر- كلية الآداب والعلوم الإنسانية.
انطلقت الندوة بعد صلاة العصر برئاسة الأستاذ حسن الغازية بتقديم العرض الأول تحت عنوان القرآن الكريم وبناء الإنسان للدكتور عبد الله البخاري تناول فيها مفهوم بناء الإنسان واهتمام الرسالات السابقة به ثم بمنهج القرآن الكريم في بناء الإنسان عبر التركيز على التوازن بين الروح والجسد وعلى عقيدة بناء الإنسان على الانتماء للوطن والدين ثم بناءه على قيم الصدق والشجاعة والمحبة والتعارف والتوازن.
أما العرض الثاني فتناول موضوع: “القران الكريم وبناء القيم” للدكتور حسن حميتو انطلق فيه من سؤال لماذا تقدم المسلمون في السابق وما هي أسرارهم، وأكد أن الحضارة الإسلامية تنبني على سر واحد هو القرآن الكريم، لأن اتباع القرآن الكريم يجعل الإنسان المسلم يسير نحو الرقي والتحضر سيرا موجها متشبعا بمجموعة من القيم الأساسية ومن ضمنها قيمة التوحيد، وقيمتي العلم والعمل ثم قيم الشمولية.
وبعد الاستماع للمداخلتين فتح باب المناقشة حيث انصبت أغلب تدخلات الحاضرين حول حاجة الأمة إلى القرآن الكريم ودوره في توجيه الإنسان نحو الطريق إلى بناء الحضارة الإنسانية التي تنشدها كل الأمم مع التأكيد على خطر اختلاط المفاهيم في عرقلة هذا التطور الحضاري.
وشهد اليوم الثاني من المهرجان تنظيم أمسية قرآنيه بالساحة الكبرى المجاورة للمركب الثقافي بمدينة بيوكرى حضرها ثلة من القراء المعروفين على الصعيد الوطني والجهوي والإقليمي.
افتتحت الأمسية بآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها على مسامع الحاضرين الأستاذ لحسن ماحا إمام مرشد بجماعة امي مقورن باشتوكة وبعدها استمتع الجمهور بقراءات ماتعة مع القراء: محمد ايت شعو إمام المسجد الكبير بحي السلام بأكادير، عبد الغني العروي الفائز بجملة من الجوائز في مسابقات التجويد، عبد الله المقيدم إمام مسجد التقوى بيوكرى
كما استمع الحضور لقراءة جماعية مرتلة من أداء طلبة المدرسة العتيقة الإمام البخاري بانشادن وهي المدرسة الفائزة بالجائزة الأولى في إطار المسابقة الإقليمية للقراءة الجماعية المرتلة باشتوكة. وأمتع الطالب عمر ايت حدو من مدرسة اكونكا للتعليم العتيق الحاضرين بقراءات مجودة قلد فيها أشهر القراء على الصعيد العالمي.
وتجدر الإشارة إلى أن الأمسية القرآنية انطلقت بعد أداء صلاة العصر وامتدت إلى آذان صلاة العشاء.
وقبل الختم بالدعاء الصالح ضرب الجميع موعدا في اليوم الثالث من أيام المهرجان القرآني الذي سيعرف في الفترة الصباحية فعاليات المسابقة النهائية لتجويد وحفظ القران الكريم.
وفي الفترة المسائية الحفل الختامي للمهرجان سيخصص لتكريم الفقيه الجليل الحاج محمد السعدي فقيه مدرسة الحرش عكربان بلفاع إضافة إلى توزيع الجوائز على الفائزين في المسابقة الإقليمية السادسة لحفظ القرآن وتجويده.
تقرير حسن البربوشي
مداخلة الأستاذ سعيد بوطويل:”تنظيم المهرجان هو دعوة إلى خدمة كتاب الله”
قال الأستاذ سعيد بوطويل مدير الدورة السادسة للمهرجان القرآني لإقليم اشتوكة ايت باها: إن تنظيم هذا المهرجان يأتي في ضوء حرصنا جميعًا على خدمة كتاب الله ومن أجل تنشئة أبناءنا على الدين الصحيح والارتباط بالقيم الوطنية وحماية المقدسات.
ودعا الأستاذ أمام جمهور الحاضرين الذين حجوا للمركب الثقافي لمتابعة فقرات الجلسة الافتتاحية للمهرجان عشية يوم الجمعة 24 ابريل 2015 إلى ضرورة إسهام الجميع في خدمة كتاب الله تعالى. وفيما يلي نص الكلمة :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المخلوقين رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين
أيها الحضور الكريم:
ياضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وأنت رب المنزل.
في البداية يسرني أن أرحب بكم جميعًا في هذا الملتقى، فأهلا وسهلا بكم معنا في رحاب القرآن فهو مَأْدُبَةُ اللَّهِ فَتَعَلَّمُوا مِنْ مَأْدُبَتِهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وبين أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته كما قال الرسول الكريم عليه افضل الصلاة وأزكى التسليم، فهم حفظة القرآن والعاملون به وسموا بذلك تعظيما لهم وتشريفا. وأنها منحة ربانية عظيمة، وخيرية دائمة وهبها الله لنا حيث قال الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام: (خيركممنتعلمالقرآنوعلمه).
فهنيئا لنا، أن نكون مع حملة كتاب الله، وأمناء على كتاب الله، وأن نكون ممن يحملون فى صدورهم من نور القرآن وهدايته. ولا شك أن القرآن الكريم إنما هو كتاب رشد وهداية ورحمة للعالمين، وأن فى حسن فهمه والتمسك به خير الدارين: الدنيا والآخرة.
أيها الحضور الكريم:
إن تنظيم هذا المهرجان يأتي في ضوء حرصنا جميعًا على خدمة كتاب الله (عز وجل)، وعلى التواصل الحضاري والفكري والثقافي، ومن أجل تنشئة أبنائنا على صحيح الدين، والارتباط بالقيم والوطنية والدينية وحماية مقدساتنا بعيدًا عن كل ألوان التشدد والانحراف….. تحت القيادة الرشيدة لأمير المومنين حفظه الله وأيده، من خلال تحقيق جملة من الغايات التربوية منها :
ـالمساهمة في خلق إشعاع ثقافي بالإقليم من خلال محاضرات وندوات تهتم بالقرآن الكريم والإنسان المسلم.
ـتشجيع تلاميذ المؤسسات التعليمية على حفظ وتجويد القرآن الكريم، واكتشاف المواهب في هذا المجال.
ـتكريم بعض رجالات المنطقة من علماء أجلاء وخطباء وأئمة ممن اشتغلوا بالقرآن الكريم والتعريف بهم.
ـالإسهام في العناية بالمدارس العتيقة والتعريف بالموروث العلمي والحضاري الزاخر للمنطقة.
وغير خاف عنكم أن الفهم السليم لتعاليم كتاب الله الكريم فهمًا صحيحًا يعصم مجتمعنا وأمتنا من الشطط والزلل، وهو ما نتمناه لأبنائنا جميعًا، ونسعى لتنشئتهم عليه منذ الصغر، ومن هنا نؤكد على دور المدارس العلمية العتيقة التي تزخر بها ربوع المملكة المغربية، وعلى جهود أساتذة الدراسات والتربية الإسلامية، وجهود المجالس العلمية والأوقاف، والتربية الوطنية والجمعيات المدنية المهتمة بهذا الشأن، إضافة إلى جهود الآباء والأمهات ومحفظي القرآن الكريم، في غرس القيم الإيمانية والأخلاقية الصحيحة والقيم النبيلة والوطنية الرشيدة .
أيها الأحبة الكرام، إذا كانت الدورات السابقة من هذا المهرجان قد عرفت نجاحا كبيرا علميا وتنظيميا وإعلاميا، وعلى جميع المستويات، فإن الهيئات المنظمة ارتأت أن تختار لشعار هذه الدورة السادسة حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم: ” أهل القرآن أهل الله وخاصته ” راجين من الله عز وجل أن نكون جميعا من أهل الله وخاصته برحمته وفضله سبحانه، ذلك من خلال الإسهام الفعال لكل واحد منا في خدمة كتاب الله ليس في وجدانه فحسب بل أيضا في سلوكياته المعتادة.
أيها الحضور الكريم:
لا بد من التذكير بأن برنامج هده الدورة سيفتتح ـ بعد قليل بندوة علمية قيمة في موضوع: “القرآن الكريم وبناء أسس الحضارة الإنسانية” في لقاء مع فضيلة الدكتور حسن حميتو وفضيلة الدكتور عبد الله البخاري، واسمحوا لي بهذه المناسبة أن أتوجه إليهما بالشكر الجزيل على استجابتها للمشاركة في هذا المهرجان. وأذكر بالمناسبة بأن هذه الدورة سوف تعرف العديد من الفعاليات والأنشطة تتمثل في مشاركة عدد من القراء المشهورين في الأمسية القرآنية التي ستنظم بالهواء الطلق إضافة إلى حفل ختامي سيكرم فيه الفقيه المقتدر سيدي محمد السعدي الأوزالي فقيه المدرسة العتيقة عكربان ويتوج فيه الفائزون والفائزات بالمسابقة الإقليمية لحفظ القرآن وتجويده .
وختاما، أود أن أتقدم إليكم أيها الإخوة والأخوات، باسمي و باسم أعضاء اللجنة المنظمة للمهرجان، بالشكر الجزيل والتقدير الكبير على حضوركم معنا اليوم ضمن هذه الفقرة الافتتاحية وأملنا أن يكون حضوركم متميزا خلال كل أيام المهرجان ومن جهتنا نعدكم إن شاء الله أننا سنبدل كل الجهد كي نكون عند حسن ظن الجميع.
والشكر موصول كذلك إلى المجلس العلمي المحلي ومندوبية الشؤون الإسلامية وكذا السلطات المحلية بمدينة بيوكرى، المجلس الجماعي امي مقورن، المجلس الجماعي لماسة، المجلس البلدي لبيوكرى، المجلس الإقليمي لاشتوكة ايت باها وشركة اسمنت المغرب وغيرهم.
ولا يفوتني كذلك أن أتوجه بالشكر والامتنان لكافة المحسنين والداعمين أفرادا وهيئات ولكل من ساهم في إخراج هذه النسخة المباركة من المهرجان القرآني وسهر على تحقيق مسيرته في كل مراحله وكذا التفاني في إعداد مختلف فقراته، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك للجميع أعمالهم ويجازيهم خير الجزاء، آمين .
وأخيراً نتمنى لكم كل التوفيق والسداد، ولضيوفنا الأعزاء حسن الإقامة وطيب المقام، ونسأل الله (عز وجل) أن يوفقنا جميعا لخدمة ديننا، وخدمة كتابه العظيم، بل والإنسانية في مشارق الأرض ومغاربها، والله الموفق والهادي إلى سبيل الرشاد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذ. سعيد بوطويل