الدكتور عماد حسين عبيد المرشدي
الدكتور عماد حسين عبيد المرشدي/علم النفس التربوي
أولا: تعريف ظاهرة الغش:
هي عملية يقوم بها الطالب لنقل إجابة اسئلة الامتحان بطرق غير شرعية سواء بالنقل من زميله، أو من ورقة معدة مسبقا، أو باستخدام آلة،وهي تتعارض مع ما تسعى الفلسفة التربوية إلى تحقيقه.
وعلى الرغم من خطورة هذه الظاهرة، إلا أنها لم تحظ بالمعالجة الكافية في مؤسساتنا التربوية، ومما لا شك فيه أن التهاون في مثل هكذا ظواهر من شأنه أن يؤدي إلى تدني المستوى التعليمي للبلد وبالتالي سينعكس سلبيا على المدى الطويل على تطور المجتمع وازدهاره.
ثانيا: أساليب الغش:
للغش أساليب وطرائق متعددة يقوم بها الطالب لذا فعلى المعلم او المدرس أو الأستاذ الجامعي أن ينتبه إلى هذه الأساليب ويعمل على اكتشافها وحث الطلبة على عدم استعمالها، فالمهم اولا هو العمل على كيفية إقناع الطلبة في الابتعاد عنها وليس مسك الطالب عند اجراء الامتحان وبالتالي سيؤدي الى فصله من المدرسة سنة كاملة مما يؤثر شخصيته بشكل سلبي وعلى المستوى الاقتصادي والعلمي للبلد ومنها على سبيل المثال:
1ـ البرشومة: وهي عبارة ورقة صغيرة جدا تحتوي على الموضوعات الدراسية مكتوبة بخط صغير جداً، يمكن للطالب حملها بسهولة قبل الدخول إلى قاعة الامتحان.
2ـ استعمال جهاز (الموبايل ) وسماعة الأذن يخفيها الطالب في غطاء الرأس أو ملابسه ولا سيما الطالبات اللواتي يرتدين الحجاب.
3ـ استخدام الإشارات وخاصة في الأسئلة الموضوعية التي تتطلب وضع علامة ( / ) أو ( x ) أو اختيار من متعدد، حيث يلجأ الطلاب إلى استخدام القلم ؛ فإذا كان القلم سن القلم لأعلى معناها ( / ) وإذا كان لأسفل ( x )، ويمكن استخدام اليد.
4ـالطريقة العادية في الغش من خلال تلقي الطالب الإجابة من زميله عن طريق المشافهة أو النقل المباشر من ورقة الإجابة ، أو تداول ورقة إجابة بين الطلاب ، ويرجع ذلك إلى انشغال المراقبين عن متابعة الطلبة، سواء بسبب تحدثهم مع بعضهم البعض ، أو انشغالهم في جهاز الموبايل.
5ـنقل الطالب المادة العلمية من فوق المقعد المخصص له، فقد يتمكن الطالب الدخول الى قاعة الامتحان قبل بدئه بوقت قصير فيقوم بكتابة أجزاء من المادة العلمية فوقها ليستخدمها أداة للغش أوقد يستخدم أداة كتابة مثل القلم، والمسطرة والممحاة، والآلة الحاسبة، والإكلينكس وراحة اليد.
ثالثا: أسباب الغش
1ـ عدم استعداد الطالب بصورة جيدة للامتحان.
2ـعدم مناسبة الأسئلة لمستوى الطالب، أو قد تكون طويلة بشكل لا يتناسب مع وقت الامتحان.
3ـعدم استيعاب المادة الدراسية.
4ـكره المادة الدراسية، وسوء العلاقة بين الأستاذ وطلبته.
5ـتهاون المراقبين وانشغالهم.
6ـ النظام التعليمي نفسه حيث تدفع طبيعة النظام الطلبة إلى الغش والحرص عليه ، وذلك لوجود بعض المظاهر المسببة لذلك مثل:
أ – التركيز المبالغ فيه على الاختبارات التحريرية كمقياس للتحصيل الدراسي للطالب، مع إهمال أساليب أخرى مهمة للتقويم مثل النشاطات المدرسية والاختبارات الشفهية والواجب المنزلي.. إلخ.
ب – ضعف مستوى التحصيل الدراسي للطالب لأسباب عدة منها ، ضعف المستوى ألتحصيلي في المراحل السابقة، وضعف طريقة المدرس وأسلوبه في التدريس، أو ارتفاع عدد الطلبة في الصف الواحد.
ج – ضعف الضبط والمراقبة والمتابعة والتوجيه من قبل الأسرة ,والمدرسة للطالب، فالمعروف أن الضبط الاجتماعي أحد وظائف العملية التربوية الناجحة، وهي جميع التدابير التي تتخذها الأسرة والمدرسة لحمل الطالب على ممارسة السلوك السوي دون انحراف أو اعتداء.
د ـ المفاهيم الخاطئة عن الغش ، عل سبيل المثال لا الحصر اعتبار الطالب الغش مساعدة يجب الحصول عليها .
و ـ دور وسائل الإعلام، إذ الصحافة والفضائيات والإذاعة المسموعة والمرئية والمكتبات، إحدى مؤسسات التنشئة الاجتماعية التي تسهم في تشكيل سلوك الطالب وصياغة منظومة قيمه. والمفترض فيها أن ترسخ لدى الطلبة الفضائل والقيم الحميدة كالصدق والأمانة وإتقان العمل.
رابعا: الآثار السلبية للغش
1ـ تكاسل الطلبة وعزوفهم عن استذكار الموضوعات الدراسية.
2ـضعف روح المنافسة بين الطلبة.
3ـ التقليل من أهمية الاختبارات في تقويم التحصيل المدرسي للطلاب.
4ـ إعطاء عائد غير حقيقي وصورة مزيفة لناتج العملية التعليمية تنتهي إلى تخريج أفراد ناقصي الكفاءة وأقل انضباطاً في أعمالهم.
5ـ تهديد قيم المجتمع، اذ إن مضارَّ الغش تمتد إلى ما بعد الدراسة، فالموظف أو المهني الذي اعتاد الغش أثناء تعليمه، قد يستحلُّ المال العام، ويمارس الكسب غير المشروع والتزوير في الأوراق الرسمية، وقد يستحل الرشوة.
خامسا: مقترحات الوقاية والعلاج
وفيما ياتي بعض المقترحات الوقائية والعلاجية والتي يمكن أن تسهم في الحد من هذه الظاهرة:
1ـ توضيح مخاطر الغش وتعارضه مع مبادئ الإسلام الحنيف ومع القيم والأهداف التربوية، من خلال الإعلانات والملصقات والمطويات التي يمكن أن تقدم للطالب، ومن خلال تفعيل الإرشاد التربوي في المدارس و المنابر في المساجد ، وأن يتم ذلك في إطار تربية إسلامية قويمة ترسخ لدى الطلبة قيم الإسلام وأخلاقياته السامية.
2ـ مراعاة الإيجاز والتركيز في الواجبات المنزلية- خاصة في المراحل الأولى من تعليم الطالب كالمرحلة الابتدائية والمتوسطة – التي يكلف بها الطلبة وأن تتناسب مع المدى الزمني المطلوب إنجازها فيه. إذ إن إثقال كاهل الطلبة بواجبات مطولة، قد يضطره إلى الاستعانة بغيره لإنجازها، أو تلخيصها بشكل مخل، مما يجعله معتمدا على ذلك الأسلوب طوال حياته.
3ـ الاحتفاظ بفاصل زمني بين مواد الاختبار ولو لمدة يوم، فهذا أدعى لتمكين الطالب من التركيز والاستعداد للاختبار.
4ـ العمل على تدريب المعلمين والمدرسين باستعمال طرائق التدريس الحديثة والابتعاد عن الطرائق التقليدية، وكيفية تحقيق نواتج تربوية ناجحة في عمله، وكيفية توثيق العلاقة المهنية بينه وبين طلابه.
5ـ الاهتمام بإعداد الطالب إعدادا تربويا شاملا في المراحل السابقة، مع تعويده على تحمل المسئولية والاعتماد على النفس.
6ـ ضرورة المزاوجة بين الأسئلة الموضوعية والأسئلة المقالية في الاختبار، وذلك لأن الأسئلة المقالية تتيح للطالب عرض ما استوعبه من المادة، أما الثانية فإنها قد تحصره في جزئية بسيطة. وبشكل يضيق على الطالب فرصة التعبير عما حصَّله من المادة.