ويعد هذا المؤلف الذي طبع سنة 1420 هـ/ 2000م تفصيلا لسابقه “المدخل لدراسة الشريعة” قصد منه التعريف بدراسة الشريعة الإسلامية بوجه عام، وركز عليه لأن التعريف يساعد على متابعة الاهتمام بهذه الشريعة ن وبعلومها، ومقاصدها، والتعمق في كل ذلك حين يتسع الزمان، وتغتنم الفرص، انطلاقا من الرغبة الباطنية، والطموح العلمي الوثاب الذي يجب أن يتحلى به كل طالب .
وقد ركز في هذه الدراسة على إبراز معالم الشريعة الإسلامية كمنهاج رباني، وفصل في بعض خصائصها التي رأى أنها من أهم مقوماتها الأساس، مبديا تفوق الشريعة على باقي الشرائع، وهو ما اعتمده في المدخل لدراسة الشريعة، ووقف على نطاق الشريعة، وبالأخص فيما يتعلق بالعقيدة، وبعد التوحيد أردف الكلام عن أصول الأخلاق الإسلامية بأبحاث إضافية، وخصص بابا مستقلا للفقه الإسلامي لتشعب الكلام فيه، ولأن الفقه ميزان الشريعة، والقلب النابض لها، إذ في ميدانه تتحرك الأحكام، ويظهر روح النظام .فعرف بالفقه وخصائصه، وبأحكامه وفروعه، وقابل الفروع بفروع القانون الوضعي لخبرته به وإطلاعه عليه وهو القاضي والمحامي الممارس لا المنظر فقط.
وفي باب الفقه درس أدوار الفقه الإسلامي بطريقة مخالفة تبرز استمرارية هذا الفقه وتؤكد فعاليته عبر العصور، فلا تنحصر فائدة هذا الفقه في عصر دون عصر، ولا تموت ولا تضمحل أهميته في مصر دون مصر، ولذا اقتضى النظر تقسيم أحكام الفقه إلى محاور كبرى تستوعب أدواره وتحافظ على هيكلته ولا تغض من جانبه وهو تقسيم أفقي يمتد إلى قيام الساعة، وهو أحكام إتباع، وأحكام اجتهاد، وفتوى.
وهذا التقسيم يحافظ على كيان هذا الفقه، ويضمن هيبته، وامتداده دون أن يتقيد بمرحلة من المراحل.
وهو بهذا يخالف التقسيم الذي اتبعه أكثر الدارسين لهذا الفقه عن تقليد، هو تقسيم عمودي، وآخذ على المدعين السعي للنهوض بالفقه.
وهذه الدراسة ما هي إلا تعريف كلي، وبرهان إجمالي من أجل إبراز محاسن هذه الشريعة الغراء في جوهرها وآفاقها، وكيف يجب التعامل معها بالجوارح والقلوب.(6)
والمتتبع لهذا المؤلف يجد فيه إضافات مهمة على “المدخل لدراسة الشريعة الإسلامية “،حيث نتج عنه تأليف كتاب ” أصول الأخلاق الإسلامية من خلال الكتاب والسنة وكلام سلف الأمة ” سنة 1424ه/2003 م وهو متضمن في الباب الثاني من المؤلف عنـــــــــونه ب ” نطاق الشريعة الإسلامية ( التوحيد ــ وأصول الفقه الإسلامي) “.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(6)د : محمد رياض ” الشريعة الإسلامية كمال في الدين وتمام للنعمة ” من ص( 7 إلى10).