كتابه حول شيخ الإسلام أبي شعيب الدكالي الصديقي- ج 1 – (08)

0

    mofakir cc8e6

   وقد تناول فيه جهوده في العلم والإصلاح والوطنية مع ذكر ثلة من تلامذته وآثاره:

ومما قيل في الشيخ ” أبي شعيب الدكالي “:

رزء الأفاضل جالب الأوصاب        ومصاب أهل العلم أي مصــــــــــــاب

لولا ذوو العلم الشريف لآذنت       أركان شرع نبـينا بخــــــــــــــــــــراب

فهم المصابيح التي تهدي الذي      استهدى بها لسعادة وصــــــــــــواب

مثل المصاب بعالم العصر الذي      له من زكاء النفس خير نصــــــــــاب

رجل نشا في عفة وصيانة           عربية وحماسة الأعــــــــــــــــــــراب

     يقع المؤلف في جزأين صدرت الطبعة الأولى ، والطبعة الثانية سنة 1430 ــــ 2009 م وفي الغلاف وضعت صورة للعلامة أبي شعيب الدكالي لما كان وزير العدل افتتح الكتاب بأبيات لعالم سوس وأديبها العلامة محمد المختار السوسي جاء فيها:

بأي لسان يا شعيب تترجم         فعمرو بن بحر عند وصفك يبكم

فما مسهب إلا يقول برغمه        أخيرا وإن طال المدى الله أعلم

      كما قدم كلمة امتنان وتبجيل في حق السيدة الفاضلة الحاجة فاطنة لغزايل المرأة الوفية لذكريات وآثار زوجها المشمول بعفو الله الأستاذ المبجل سيدي عبد الرحمان الدكالي، وأحيت اثر والده الشيخ الإسلام أبي شعيب الدكالي، كما تقدم بالشكر للحاج محمد الصديقي الإدريسي والعلامة المؤرخ محمد المنوني، والحاج عثمان جورجيو، ورئيس المجلس العلمي بمراكش سيدي عز الدين المعيار، والأديب أحمد متفكر

       والكتاب ترجمة لهرم وجبل شامخ، رجل عصامي، رفع راية العلم والأمل منذ صغره في طلب العلم والاجتهاد في تحصيله، يرعاه الإلهام الإلهي، والهداية الرباني، حتى كان من أمره ما كان في كبره، علما، خلقا، وتدريسا، وكمال نفس، إلى غير ذلك من حياة حافلة بجلائل الأعمال مما تضمنه هذا الكتاب.

     وتم طبع الكتاب طبعة الثانية مزيدة ومنقحة بعد نفاذ الأولى، وطلب المحبين والباحثين. وذلك بعد أن نظر العلامة محمد رياض فيما ألف فلم يشف غليله، وظهر له القصور، والتقصير في حق العلامة شعيب الدكالي يقول “وقد كتبت عن الشيخ أبي شعيب الدكالي كتابات لم تستوف في ظني ما يجب له من اهتمام في مجال العلم والعرفان، ولم تبرهن أكثر على مكانة للشيخ من شيوخ العلم والإسلام وما له في عالم الإصلاح والتربية والوطنية من مقام، مما حدا بالمؤرخ العالم السديد بن سودة رحمه الله أن يقول بعد ترجمته في كتابه سل النصال: وكل ما وصف به فالرجل فوق ذلك، ولا يؤمن به إلا من شاهده، فهو مفخرة من مفاخر المغرب، وترجمته واسعة تستحق مجلدا” (8)

ولم ينكر ما كتبه عنه علامة سوس المختار السوسي في كتابه مشيخة الألغيين (الذي ما زال مخطوطا) وما كتبه عالم الرباط ومؤرخها عبد الله الجراري، وما رقمه بيده ذ: عبد الحكيم بركاش فضلا عما كتبه كثير من تلاميذة الشيخ من مقالات وارتسامات وذكريات وغيرهم من علماء المغرب وأدبائه من كل جهة .

      واتصل العلامة محمد رياض بالشيخ صلة منذ طفولته، وفي سنوات خلت سمع عن جليل عمله، وجميل فضله من أساتذته وشيوخه، وهم تلامذة الشيخ، مما حفزه على الكتابة، وهو طالب بدار الحديث الحسنية. وقد حفزه المرحوم الشيخ المكي الناصري رحمه الله على الكتابة في الموضوع، وصرفته كلية الحقوق ودار الحديث الحسنية عن مطلبه، وبقي في نفسه من ذكر الشيخ ما حمله على تجميع الوثائق والاتصال بالأقارب حتى يسر الله هذا المؤلف الفريد، واختار له المنهاج التالي :

باب تمهيدي: في عصر الشيخ أبي شعيب الدكالي وموطنه الأصلي .

الباب الأول: الشيخ أبو شعيب الدكالي وجهوده في العلم والإصلاح والوطنية (حياته العامة).

الباب الثاني: بعض آثار الشيخ أبي شعيب الدكالي.

الباب الثالث: القصائد التي قيلت في الشيخ.

الباب الرابع: ثلة من تلامذة الشيخ أبي شعيب الدكالي.

      إن الاهتمام بعلم من أعلام المغرب يكتسي ا أهمية كبرى انطلاقا من حاجتنا ورغبتنا في التعرف على علم من أعلام المغرب، والحفر في الذاكرة المغربية، قصد التعريف بها وتقريبها، ومحاولة الاستفادة من تجربة ومرحلة تاريخية عصيبة صاحبت نشأته وساهمت في تكوينه، وميزت بين علماء عاملين مخلصين، وآخرين منبطحين تابعين، كما ستفيدنا دراسة شخصيته  في معرفة أساليب الغزو الغربي لبلاد المسلمين، ومواقف العلماء المتباينة منه.(9) .

أبو شعيب الدكالي: النشأة، المسار، الأبعاد الروحية والاجتماعية :

      ولد الشيخ أبو شعيب الدكالي يوم الخميس 25 ذو القعدة 1295هـ موافق ل20 أكتوبر 1878م وتوفي سنة 1356هـ / 1938 م في الساعة الحادية عشرة ليلة السبت 8 جمادى الأولى، ودفن بالرباط، وألقيت المراثي عليه. وقد عرف المحدث الشهير، والعلم الكبير، آخر حفاظ المغرب ومحدثيه، المحدث المفسر بقوة ذاكرته، وحسن حفظه، ويدل على ذلك تقدمه لاجتياز مباراة أعلن عنها السلطان الحسن الأول في حفظ مختصر خليل وذلك سنة 1308ه – 1881 م . وكان صغير السن فوجدوه أحفظهم وأتقنهم. وقد ضاعف له الأجر لصغر سنه وبر فنه (10).

      والدليل الثاني أن الشيخ نجح في اختبار الأزهر عدة مرات وحصل على الرتبة الأولى وأصبح بفضل الله مفتيا لأهله وللوافدين على الحرم على وفق المذاهب الأربع وكان الذي أهله لهذه المهمة الشيخ الشريف سليم البشري …. وعرف بالورع والتقوى والتمسك بأعتاب الحضرة الإلهية ومن سماته عدم ترك الطهارة إتباعا للإمام مالك. وقد كان من العلماء العاملين داعية ومدرسا متميزا تتبع حلقاته ودروس وعظه وعلمه، العديد من التلاميذ الذين أصبحوا علماء الأمة، غذى النفوس وقام بتصفية الأرواح، ووجههم إلى العلم النافع المفيد، وكشف لهم مواقف التضليل والزلق، مع النكتة البارعة (11) أثر في علماء أفذاذ يقام لهم ويقعد كالشيخ محمد بن العربي العلوي والعلامة المختار السوسي. نافح عن العربية وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر، وقام بالعمل الاجتماعي، كما كانت له مواقف نبيلة وشجاعة سواء في نصحه للحكام أو من الاستعمار، ومعارضته للظهير البربري سنة 1930م، وقاضيا عادلا، ومؤلفا بارعا……

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

8 ـ د محمد رياض  شيخ الإسلام أبو شعيب الدكالي الصديقي وجهوده في العلم والإصلاح والوطنية مع ذكر ثلة من تلامذته وآثاره ص 13 ـــ 14 .

9 ـ ذ : عبد الرحيم مفكير مقال منشور بمواقع إلكترونية : ” الشيخ أبو شعيب الدكالي رائد الإصلاح السلفي بالمغرب ” .

10 ـ انظر ترجمة شيخنا العلامة جعفر بن أحمد الناصري ص 53-52 نقلا عن د: احمد كافي الشيخ أبو شعيب الدكالي ص 4.

11 ـ ذكريات من ربيع الحياة: محمد الجزولي ص 27.

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.