كتاب جديد حول مفهوم ومناهج تدبر القرآن الكريم

0

أصدرت مؤسسة فريد الأنصاري كتابها الأول “مقدمات مفهومية ومنهاجية لمدارسة القرآن وتدبره” لمؤلفه الدكتور حسن بوكبير.

الكتاب يصنف نفسه ضمن مشروع فريد الأنصاري رحمه الله “من القرآن إلى العمران” حيث يدعو إلى العودة الجماعية للقرآن “بمنهج صحيح وقلب سليم ويقين تام في أنه كلام الله، يقينا يبلغ حد المشاهدة، عودة انطوى فيها وزوي فيها كل كلام عن الإصلاح الفردي والجماعي والسياسي والعمراني والدولي”.

ويهدف الكتاب إلى الإجابة عن سؤال المنهج السليم للتعامل مع القرآن الكريم وتدبره، ويتوزع في ذلك إلى فصلين:

المقدمات المفهومية

الفصل الأول عنونه المؤلف ب “المقدمات المفهومية”؛ ينطلق فيه المؤلف من فكرة مركزية في التواصل، مفادها أن الكثير من سوء الفهم، وانقطاع التواصل يكمن في عدم الاتفاق على المفاهيم المتوخاة من الألفاظ التي نتواصل بها، لذلك يقف المؤلف في هذا الفصل على مفهوم التدبر والمفاهيم التي تشكل عائلته المفاهيمية، وكذا الفروق بينها.

ويتكون الفصل من أربع مقدمات مفهومية؛ تحاول المقدمة الأولى الوقوف على الفرق بين التفسير والتأويل، والمقدمة الثانية على معنى التفسير بالرأي وحدوده وشروطه، أما المقدمة الثالثة فتحاول رصد الفرق بين مفهوم التفسير ومفهوم التدبر، في حين تسعى المقدمة الرابعة إلى استخلاص النسق المفهومي للتدبر.

ويستخلص المؤلف في النهاية ثلاثة أركان ضرورية لتحقيق غذاء متوازن في تدبر القرآن الكريم، هي: القلب والعقل والجوارح. ويخرج كما يخرج تعريف للتدبر أجمله في “الوقوف عند أدبار الجمل القرآنية، وقفا يكسب المتدبر معنى أو أكثر من معانيها، كسبا صحيحا، ليعرض النفس عليها استدراكا لما قصرت فيه، مما تطلب فعله وتركه”.

المقدمات المنهاجية

في الفصل الثاني يسعى الكتاب إلى تقديم مجموعة من المقدمات المنهاجية في التعامل مع القرآن الكريم في ست مقدمات: تفسير القرآن وتدبره موضوعيا وتفسير القرآن وتدبر بعضه بحسب الحاجة وضرورة انفكاك مجالس القرآن عما لا يخدم مقاصدها وتفسير القرآن وتدبره بترتيب نزول سوره وعلوم حفظ الكتاب رسما ونطقا وتفسير القرآن وتدبره وفق المصحف الإمام.

ويرى الباحث في هذا الفصل أهمية عظيمة للمنهج في تدبر القرآن، ينتخب فيه مجموعة من القضايا المرتبطة بالمقدمات السابقة من أجل حفظها والمحافظة عليها لأهميتها:

– لا ينبغي حصر القرآن ورهنه بملابسات نزوله، إذ العبرة بعموم اللفظ القرآني لا بخصوص سبب نزوله، وإن كان سبب نزوله يعين على الفهم الصحيح حتى لا نطوح بعيدا عن مقاصده، فلا معنى للخاتمية إذا ما رهنا القرآن في زمن ومكان محصور وسبب مخصوص.

– تفضيل واعتماد المصحف الإمام في مجالس التدبر ترتيبا لسوره واعتناء بعلومه وعربيته، ورسما لكلماته، وضبطا لحروفه. ولترتيب الآي في الكتاب أسرار وربط يجب اكتشافها في تناسقها وتناسبها فيما بينها، بل وربط كل ذلك بالمتلقي لأنوار القرآن.

– مراعاة السياق بالنظر لما قبل المقطع أو الآية التي هي محل التدبر وما بعدها، أما قطع الآيات عن سياقها فيوقع غالبا في تحريف المعاني وإن دلت من وجه لغوي على معنى ما، وتلك قاعدة يجب استحضارها عند من يحبذ التفسير الموضوعي للقرآن الكريم، وكذا من يستشهد بالآية على حكم شرعي مستمد من الدليل ، أو الذي ينطلق منها لدرس تربوي..

– التمييز بين مطالب التدبر وغيره من العلوم كالتفسير والفقه وعلم الكلام واللغة وما أشبه ذلك، فالتدبر يتوسل إلى الفهم بكل ذلك ولكن بغاية غير غايات أرباب هذه العلوم، إنه ينشد التخلق بهدى القرآن الذي يهدي للتي هي أقوم.

والدكتور حسن بوبكير من مواليد مدينة زرهون 10 أكتوبر 1963 حاصل على الدكتوراة في الآداب شعبة الدراسات الإسلامية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن طفيل بالقنيطرة، وأستاذ التلعيم العالي بجامعة محمد بن عبد الله بفاس، ورئيس مؤسسة فريد الأنصاري للأبحاث والدراسات بمكناس، وعضو مؤسس لها، له مجموعة من المؤلفات أبرزها “ولاية الشورى بالغرب الإسلامي في القرن 3 هـ إلى القرن 9 هـ” وكتاب “تطور الدولة الإسلامية: فكرة وبنية من الهجرة النبوية إلى منتصف خلافة عثمان رضي الله عنه” و“معجم الفقهاء المشاورين بالغرب الإسلامي” و“الجذور الفكرية والثقافية والاجتماعية لفكر مالك بن نبي” ومجموعة من المقالات العلمية الأخرى.

الإصلاح/ أحمد الحارثي

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.