قال فؤاد بوعلي رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية: إن شعار الملتقى الوطني للغة العربية هذه السنة “اللغة العربية وسؤال المعرفة” يأتي تزامنا مع اختيار مؤسسة “اليونسكو” اختيار موضوع العربية وعلاقتها بالعلوم للاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، وهو تأكيد على قدرات اللغة العربية في مواكبة الحداثة والتقنية وضدا على الحروب التي تخاض ضد العربية إما بالتشكيك في قدراتها أو بالسعي لتغييبها.
كما دعا ذات المتحدث إلى أن يكون المؤتمر فرصة لمساءلة الذات الوطنية عن دورها في خدمة اللغة العربية، وتساءل مستنكرا بخصوص التشكيك في دور اللغة الوطنية قائلا:“ألا نحس بالخجل ونحن نرى الشعوب الآسيوية والإفريقية تتهافت على لغتنا في حين نسعى نحن في إقصائها، أليس من العيب أن نجد الأمم تتفاخر بلغاتها في حين يسعى مسؤولونا إلى التباهي بغير لغتنا، أليس من العيب أن يصبح الكل عالما باللسانيات وفقيها لغويا لمجرد تنصيبه في منصب تقني لا غير”.
ووصف بوعلي تهميش اللغة العربية في الإعلام الرسمي المغربي بالحرب على الذاكرة وعلى التوافق الوطني، كما ندد بتقزيم السياسة اللغوية بالتعليم في الاعتبارات التقنية والمزاجية والإدارية، ودعا إلى اعتبار لغة التدريس قضية ثقافية وحضارية وهوياتية تتجاوز التلميذ والمدرسة إلى الهوية الوطنية التي أصبحت مهددة بسياسات الفرنسة.
ونوه المتحدث بتوقيف رئيس الحكومة لمذكرة بلمختار وزير التربية الوطنية الساعيىة إلى فرنسة عدد من المواد العلمية المدرسة. ودعا إلى إعطاء الشعب كلمته في المسألة اللغوية، لأن اللغة العربية – حسب ذات المتحدث- ليست قضية فصيل أوطائفة دون أخرى إنما هي قضية الجميع.
بوعلي الذي كان يتحدث في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني الثالث للغة العربية نوه إلى إطلاق هذا الأخير مبادرة علماء ومثقفون وسياسيون من أجل اللغة العربية أرخت لمرحلة فاصلة في بناء حركة وطنية جديدة.
وختم رئيس الائتلاف كلمته برسائل سريعة إلى جنود الدفاع عن اللغة العربية دعاهم فيها إلى اعتبار قضية اللغة العربية قضية وجود الوطن ومحاربة الفساد ومناهضة مسار التحكم، وحث المدافعين عن الأمازيغية على عقد تحالف استراتجي بين العربية والأمازيغية. لقطع الطريق على أعدائهما. كما دعا “الجالية الفرنكفونية” في المغرب إلى إعلاء مصالح الوطن على الاعتبارات المادية والثقافية الضيقة.
يذكر أن الائتلاف الوطني للغة العربية قد نظم مؤتمره الوطني الثالث للغة العربية يومي الاثنين والثلاثاء 28/29 دجنبر 2015 بالمكتبة الوطنية بالرباط، بحضور زمرة من العلماء والمثقفين والأكاديميين وهيئات رسمية تمثلت في رئاسة الحكومة ووزارة التلعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الثقافة وبعض ممثلي المجالس العلمية.
الإصلاح/أحمد الحارثي