محمد سالم بايشا :حكايةمدرس مع اللغة العربية في بيئة امازيغية

0

  Admin /ampei

  • تفاعلا مع اليوم العالمي لغة العربية وضمن استحضار ذكرياته مع لغة الضاد ، كتب الاستاذ محمد سالم بايشا مفتش التعليم الابتدائي سابقا تدوينة  حكى فيها اعجابه بتواصل  تلاميذ  القسم الاول  العربية الفصحى في امازيغيى قح لا يفهم الدارجة العادية ، فقال:
    قبل أزيد من 15 سنة ،دخلت قسما دراسيا لأحد الأساتذة ، وكان مكلفا بتدريس السنة الأولى من التعليم الابتدائي.و لم يمر آنذاك على تعيينه بتلك الوحدة المدرسية المحدثة على ما أذكر أكثر من أربعة اشهر . شد انتباهي وأنا أزور قسمه براءة الأطفال وهم يتكلمون بلسان عربي فصيح ! ظننت الأمر لأول وهلة تلقينا مألوفا لبضع كلمات مثل رد السلام ، و تفضل ، و شكرا… غير أن توالي الوقائع وتفاعل المتعلمين معها غير ظني . فحتى في طلباتهم الشخصية الصغيرة يحاولون التعبير بالعربية . و حتى في شكاواهم للمعلم ( وهو الاسم المتداول يومها) يستعملون العربية و يوظفون ما علمهم أستاذهم . انتابني شعور مختلط من الاعجاب والدهشة، مشوب بضحكة كتمتها لئلا أفسد على أهل الفصل حصتهم . فكيف تتصرف حين ترى طفلين في السادسة من العمر وهما يشتكيان من بعضهما بلغة بسيطة مترددة لكنها لغة الضاد؟ لم أخف شعوري لصديقي الأستاذ ونحن نراقب ركض الصغار في الاستراحة . فبادرني ليشفي غليل سؤالي قائلا : هؤلاء الأطفال لغتهم المحلية هي الأمازيغية وهم لا يعرفون اللسان العربي الدارج . وأنا غير ناطق بالأمازيغية كما تعلم . فقررت أن اكتفي بالتواصل معهم باللغة العربية و اتجنب اللسان الدارج . سواء في القسم أو الاستراحة . نعم و جدت صعوبات في البداية ، لكنني ذللتها بالوسائل كالصويرات و ذوات الأشياء . وهاهي النتيجة كما ترى .ودعت الرجل والأطفال وأنا موقن أن اللغة تكتسب بالاستعمال . و ان العربية ستستأنف دورها إذا ما وجدت الارادة ! وإذا ما قرر أهلها توظيفها . كثيرا ما استشهدت بهذه التجربة وأنا أناقش العربية وسبل تدريسها مع الزملاء الأساتذة في التكوينات . ولا أذكر أنني التقيت بهذا الصديق صاحب التجربةـ بعد أن فرقت بيننا الحركة الانتقالية ـ إلا وتذكرت زيارتي له و ما انتابني من شعور حينها !
قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.