يصدر هذا العدد الثامن من تربيتنا الرقمية، وتربيتنا الإسلامية العامة تفيض علينا من نفحات شهر الصوم، الذي يتدرج بالنفس الإنسانية من الانتهاء عن شهوتي البطن والفرج إلى نهي النفس عن الهوى، والتي كلما تهذبت بالإسلام إيمانا راسخا وشعائر ممارسة، استنار الفكر واستقامت النزوعات ورشدت الدوافع، ألم يقل رسول الله ﷺ «لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به»1 فالمقصد الأكبر للوحي هو إخضاع مراد النفس لمراد الله، الذي يتحدد بمجموع الأوامر الشرعية على مستوى الاعتقادات والعبادات والأخلاق، وبالانتهاء عن المحرمات والدنايا والآثام، وهذا ما جعل الإمام الشاطبي يعبر عن ذلك بقوله: “المقصد الشرعي من وضع الشريعة إخراج المكلف عن داعية هواه، حتى يكون عبدا لله اختيارا، كما هو عبد لله اضطرارا”2 فالتأمل العميق في أي من التكاليف الشرعية