نبه عموم خطباء الجمعة بمساجد المملكة المغربية إلى أهمية حب الأوطان، وحرص الشرع الإسلامي على جعل هذه القيمة من صميم القيم الدينية السامية، التي تحلى بها النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرته الدعوية، وهي نفس القيمة التي عرف عن المغاربة التحلى بحب الأوطان غرس فطري وذكرت خطبة الجمعة 28 ذي الحجة 1437 الموحدة بكافة مساجد المملكة بالأصل الفطري لحب الوطن، حيث جعل الله عز وجل بين الإنسان والأرض التي نشأ على ترابها، وأكل من غذائها، وشرب من معين مائها وشم من طيب هوائها، رابطة المشاعر العميقة، والمحبة الوثيقة، هي بمثابة أواصر الدم والرحم، قال الله عز وجل: (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور) وفي الأثر: “حب الأوطان من الإيمان”.
النبي يحب وطنه
وأوردت الخطبة اشتياق النبي صلى الله عليه وسلم لمكة المكرمة، بعد أن هاجر منها إلى المدينة المنورة، وتبشير الله عز وجل له بالعودة إليها في قوله: (إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد)، حيث علل الإمام السخاوي ذلك بكون مكة محل مولده صلى الله عليه وسلم، واستدلت الخطبة أيضا بما روته أخبار الهجرة عن خروجه صلى الله عليه وسلم متخفيا بالليل مع رفيقه أبي بكر رضي الله عنه، حيث وقفا على مشارف مكة، وقال النبي صلى الله عليه وسلم متحننا: والله إنك أحب البلاد إلي ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت أبدا”. وأثناء هجرته عليه الصلاة والسلام إلى المدينة لما قال: “اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد”.
المغاربة يحبون وطنهم
ووجهت الخطبة دعوة إلى عموم المغاربة إلى المزيد من ترسيخ هذه القيمة في المجتمع المغربي، وحمل راية الإسلام، والدفاع عن حوزته، وصون حرمته، والاعتصام بحبل الله المتين، بالتعاون مع ولاة الأمر وفق مقتضى البيعة الشرعية.
الإصلاح