مناسبة عاشوراء بين الاتباع والابتداع

0

عد انتهاء سنة ودخول أخرى تشرق على الأمة الإسلامية شمس مناسبة جديدة نتذكر من خلالها حدثا عظيما ألا وهو ذكرى عاشوراء التي تحل علينا يوم الأربعاء 10 محرم 1438 هجرية.

وفي هذا اليوم أنجَى الله موسى وقومَه وأغرق فرعونَ وقومَه ؛ فصامَه  موسى عليه السلام شكرًا لله تعالى على هذه النِّعمة ، كما صامَه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قال ابنُ عبَّاس رضي الله عنهما وقد سُئِلَ عن صيام يوم عاشوراء : ” مَا عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَامَ يَوْمًا يَطْلُبُ فَضْلَهُ عَلَى الْأَيَّامِ إِلَّا هَذَا الْيَوْمَ ، وَلَا شَهْرًا إِلَّا هَذَا الشَّهْرَ ” يَعْنِي : رَمَضَانَ . رواه مسلم.

ومناسبة عاشوراء حافلة بالدروس والعبر ومنها أن المؤمن دائم الاهتمام بالعبادات و السؤال عنها ، وفعل الخيرات والحرص عليها ،ذلك أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمَّا هاجر إلى المدينة وجد اليهود صائمين ، فسأل عن سبب صيامهم فقال لهم عليه الصلاة والسلام ( مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ ؟ ) .قالوا : ” هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي أَظْهَرَ اللَّهُ فِيهِ مُوسَى ، وَبَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى فِرْعَوْنَ “. رواه البخاري ، ومسلم
ومن الدروس المستفادة : معيَّة الله تعالى لأنبيائه وأوليائه من خلال نجاة موسى ومن معه وغرق فرعون وجنوده .

ومنها : مخالفة المشركين ، واستقلال الأمة الإسلامية في عقيدتها ، فقد تعمَّد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مخالفة اليهود في صيام عاشوراء ، فعَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ ) .
ومن فضل صيامه : أنه يكفِّر ذنوب سنة، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( صيامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ ) .
فقد صام رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العاشر ، وعزم على صيام التاسع ، فمن الأفضل صيام التاسع والعاشر .

ويشيع بين الأطفال  في هذا اليوم اللعب بالشهب المشتعلة والمفرقعات  في هذه المناسبة  بالمغرب مع ما في ذلك من أخطار على صحتهم وصحة غيرهم، كما يشيع بين الشباب إشعال النيران المتلظية في ليلة عاشوراء وهي عادة مستهجنة مستقبحة، وربما كانت من بدع الشيعة الرافضة إظهارا للحزن إضافة إلى التراشق بالماء كلما حلت ذكرى عاشوراء وهي عادة دخيلة غير إسلامية، ورثها من ورثها عن اليهود.

وينشط السحرة والساحرات، وتتحرك الجاهلات من النساء لإذاية الأزواج وسائر الضحايا معتقدات أن سحر عاشوراء سحر نافذ لا يبطل. وهذه الأمور مستقبحة فاسدة، يجب نبذها وتركها ويحيون بالمقابل سنة الصيام وشكر الله تعالى تأسيا بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

 عن جديد بريس  /احمد الحري

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.