محمد المسكيني يحاضر في موضوع: “المنهاج الجديد لمادة التربية الإسلامية وتحدي التربية على القيم وتعزيز الامن الروحي”
اعده للنشر/محمد ادوحموش
قدم الدكتور محمد المسكيني مفتش التعليم الثانوي وباحث في علوم الشريعة وعلوم التربية مداخلة ضمن اعمال ندوة التعليم الديني بالمغرب : التحديات والآفاق التي نظمها المركز المغربي للدراسات والابحاث المعاصرة” بالرباط يوم السبت 31 دجنبر 2016. تناول فيها بالتحليل الموضوعي تحدي التربية على القيم وتعزيز الأمن الروحي في المنهاج الجديد لمادة التربية الإسلامية، بحيث تناول في المحور الاول مبررات تجديد المناهج التعليمية والروحية على الخصوص على المستوى الدولي وأيضا على المستوى الوطني بناء على نتائج مجموعة من التقارير الدولية والوطنية وعلى ملاحظاته الميدانية، والتي حددها أساسا في:تنامي التديّن الشكلي والعاطفي وضعف التديّن المعرفي، ومحدودية التمثل الفعلي للقيم، والاختلال في الانسجام الضروري بين الضمير الديني الأخلاقي من جهة، والمنظومة التعبدية والتشريعية من جهة ثانية، والمناخ المدرسي غير المساعد (تأخر، غيابات، عدم انضباط، غش، سب، قذف، تخريب، سرقة، تهديد، عنف…). وأكد على جميع الانتقادات التي سجلها تقرير ” الميثاق الوطني للتربية والتكوين،2000- 2013: المكتسبات والمعيقات والتحديات. الصادر عن الهيئة الوطنية لتقييم منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، بخصوص المنهاج القديم تنطبق على المنهاج الجديد. ومنبها إلى أن النقص في نسبة التأطير وضعف التكوين لدى فئة واسعة من أساتذة المادة، وتغييب هيئة التأطير والمراقبة التربوية (على قلة أعدادها) عن مجمل عملية التجديد، وافتقار وثيقة المنهاج إلى لائحة القيم والمهارات، وغياب التنصيص على استراتيجيات التعليم والتعلم المناسبة لكل مدخل ولكل مفردة، وعدم تحديد مؤشرات الأداء، وعدم توفير معطيات حول نتائج تحليل الوضعية التعليمية للمادة وحول حقيقة التعلمات والصعوبات المتوقعة في التغيير. يجعلنا أمام انتكاسة كبيرة إذا لم يتم تدارك الامر عبر إصدار التوجيهات التربوية والتكوين العاجل للأساتذة وإعادة النظر في الكتب المدرسية وفق خطة تواصلية إشراكية محكمة.
ليقدم في محور تحليلا للمنهاج الجديد بناء على ثلاثة معايير: أولها التكامل والانسجام، وثانيها التدرج والارتقاء، وثالثها الانفتاح. ليخلص إلى عدم تحقق المعيار الأول بما فيه الكفاية، وإلى نجاح المنهاج الجديد إلى حد كبير في تحقيق المعيارين الآخرين، وتوفر المنهاج الجديد على مقومات الأصالة والعناية بالقرآن الكريم والسنة النبوية وإلى نفسه الاخلاقي وبعده العملي النفعي.
وفي محور ثالث قدم الشروط التي يمكن أن تمكن المنهاج والمدرسة من كسب رهان التربية على القيم وتعزيز الامن الروحي والمتمثلة في مداخل خمسة كالتالي: تحسين المناخ المدرسي، البحث التربوي في مجال التربية على القيم، الانفتاح على القضايا المعززة للهوية الوطنية، الانتقال من براديجم تدريس القيم إلى براديجم التربية على القيم، وأخيرا تطوير الكتب المدرسية. وحدد مسارات للعمل والتطوير في كل مدخل، منطلقا من مقدمات كالتالي:
- لا التزام بالقيم من دون اقتناع الفرد بضرورة التزامها.
- لا وجود لتربية على القيم دون فضاءات لممارسة هاته القيم.
- لا تغيير في السلوك إلا بالانتقال من تدريس القيم إلى التربية على القيم.
- لا تحصيل للأخلاق دون دربة ورياضة.
- لا تربية على القيم إلا بتدخل الأسرة أولا ثم المدرسة ثانيا.
- لا تربية على القيم الإسلامية من خارج المرجعية الدينية (المنهج النبوي)، ومن دون الأخذ بالمقاربات والمنهجيات الوافدة.