1 ، اكد الاستاذ كمال وجاد الباحث والمفتش التربوي بمديرية قلعة السراغنة في مداخلة له بالملتقى الوطني لاساتذة التربية الاسلامية بازيلال يو السبت 31 دجنبر 2016 كمال وجاد ، على ضرورة انه على كل استاذ وأستاذة لمادة التربية الإسلامية ان يطرح السؤال التالي :
ما هي الموجهات التي يجب أن تؤطرني ديداكتيكيا في ظل المنهاج الجديد للمادة والأطر المرجعية والمذكرات التقويمية ؟ وما هي أهم الجوانب التي يجب على استحضارها وأنا أقف بين يدي المتعلمين؟
وفي معرض جوابه على هذين السؤالين المطروحين استحضر الأستاذ كمال وجاد موجهين اثنين .
أولهما : سؤال المعنى .
أي ما الذي يهم الفئة المستهدفة من مادة التربية الإسلامية ؟ هل الذي يهمها هو المعرفة سيما وأن مادة التربية الإسلامية تنفتح على مجموعة من القضايا المعرفية من قبيل العقيدة وقضاياها والتفسير ومباحثه والسيرة النبوية والعبادات و القضايا الحقوقية ، مما يفرض على الأستاذ عدم الخوض في جزئيات معرفية لا تنتهي ، ويضرب بذلك خصوصية المتعلم عرض الحائط. فالرجوع إلى سؤال المعنى ـ يضيف وجاد ـ نجد أن الذي يهم هذه الفئة المستهدفة ليس هو الجانب الأكاديمي للمعرفة ، وإنما كيف تحقق مبدأ : التزكية ، الاقتداء ، الاستجابة ، القسط و الحكمة من خلال القرآن الكريم والعقيدة والسيرة النبوية والعبادات.
وخلص الإطار التربوي كماد وجاد إلى طرح سؤال مهم مفاده : ما هي المعارف والمضامين التي ينبغي تدريسها ما دام المنطلق والمركز هو المتعلم ؟ وللجواب على هذا السؤال استعرض نموذجين لدرسين في مدخل التزكية ( العقيدة ) الأول : الإسلام عقيدة وشريعة ( الثالثة إعدادي ) والثاني : الإيمان والغيب ( الأولى بكالوريا ) مركزا في بنائهما أولا على الجانب المفهومي والعلاقة بين المفاهيم في إطار الخرائط المفاهيمية وصولا إلى وظيفتها في بناء الإنسان ؛ فيصبح المفهوم بذلك جسرا نحو تحقيق الثمرة والغاية وهي التزكية التي وظيفتها بناء الإنسان. وأشار الأستاذ وجاد إلى موجهات تقويم الكفاية ، مشددا على أن تقويم قدرة المتعلم لا ترتكز على استرجاع مجموعة من الجزئيات ، بل الغرض منها مثلا في مدخل الاقتداء هو : تقويم قدرة المتعلم على استجلاء قيم ومقاصد سيرة النبي صلى الله عليه وسلم؛ وكذا تقويم قدرته على بناء مواقف منسجمة مع القيم والمقاصد المستخلصة من السيرة النبوية . وفي مدخل القسط : بناء مواقف تجاه أي تجاوز يمس هذه الحقوق.
أما الموجه الثاني : مبدأ التكامل
والمقصود به حسب الأستاذ وجاد هو التكامل بين المداخل الخمسة ، وهذا يقتضي محورية السورة المقررة وأن المداخل ليست جزرا متناثرة ومتنافرة ، وإنما متكاملة فيما بينها لتحقيق المقاصد المرجوة والمعنى المسطر ، فلا مجال للاشتغال على الاستجابة بمعزل عن التزكية والاقتداء والقسط والحكمة وهكذا دواليك. وخلص وجاد ، إلى أن المهارات الأساسية المستهدفة بالتدريس والتقويم هي : اكتساب المفاهيم الشرعية ؛ فهم النصوص الشرعية وتحليلها والاستدلال بها ؛ استنباط القواعد والأحكام من النصوص الشرعية؛ استخراج المضامين والقضايا الرئيسة الواردة في مختلف النصوص؛ تمثل أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم باستثمار وقائع السيرة؛ إتقان أداء العبادات ؛التعبير عن الرأي في وضعيات تواصلية أو أثناء المناقشة؛ اتخاذ مواقف نظرية أو سلوكية مسؤولة ؛ بناء قيم المبادرة والإيجابية لتحقيق النفع العام. وختم الأستاذ كمال وجاد مداخلته بالتأكيد على أن مادة التربية الإسلامية تعتبر مادة واحدة مندمجة ومتكاملة ومداخلها ليست بنيات مستقلة في المنهاج وإنما هي مقاربات سيكوبيداغوجية وديداكتيكية لاكتساب المعارف وبناء المفاهيم وتملك القيم في تكامل لبناء شخصية المتعلم ، وأن الفصل بين المداخل ما هو إلا فصل منهجي ولتحقيق البعد الوظيفي للمادة والمعرفة ، مما يفرض على أستاذ مادة التربية الإسلامية ضرورة استحضار الأبعاد الثلاثة ( المعرفي ، المهاري ، القيمي ) في بناء الدروس. وأضاف أن مدخل الكفايات يستلزم بالضرورة تقويم معارف ومهارات، وقيم ومواقف، من خلال وضعية مشكلة تقويمية. ومن ثم وجب:
ـ وضع المتعلم أمام تحديات معرفية وقيمية، لقياس مدى توظيف مكتسباته في حل مشاكل حياتية، مما يستدعي التركيزعلى وضعيات:
ـ دالة ( ذات سياق ومعنى بالنسبة للمتعلم)؛
ـ ذات ارتباط بمسارات تعلمات المتعلم ومكتسباته السابقة؛
ـ معبئة للموارد المكتسبة بحيث تتجاوز الأسئلة الاسترجاعية المباشرة.