ذ . سفيان ناوول :منهاج مادة التربية الإسلامية ؛ موجهات ومرتكزات التعديل

0

ركز الأستاذ سفيان ناوول ، في مداخلته على نقطتين أساسيتين :

الأولى : سياق التعديل

الثانية : مرتكزات التعديل

http://

حيث أشار ناوول بخصوص النقطة الأولى إلى أن سياق تعديل منهاج مادة التربية الإسلامية جاء الخطاب الملكي السامي من مدينة العيون الداعي إلى ضرورة مراجعة برامج ومقررات التربية الدينية ، وتشمل التعليم العتيق والتعليم الأصيل ومادة التربية الإسلامية .

وأضاف أن هذا التغيير فرضه السياق المجتمعي الذي يعيشه المغرب من خلال تأهيل الحقل الديني باعتبار أن مادة التربية الإسلامية هي خطاب ديني يروج داخل المؤسسة التعليمية وأن هذا الخطاب الديني ينبغي ضبطه حتى يوافق اختيارات وثوابت الأمة .

فالمغرب ـ يضيف الأستاذ سفيان ناوول ـ عرف نوعا من الإصلاح والتحول في الحقل الديني ابتداء من تنظيم المؤسسات العلمية التي تضم المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية المحلية ، وإصدار قرار يقضي بتغيير ظهير 2004 والقاضي بإضافة عدد أعضاء المجالس العلمية ، ثم إعادة تنظيم جامعة القرويين ، مرورا بتنظيم امتحانات واختبارات الخاصة بمعهد محمد السادس للمرشدات والمرشدين الدينيين ، والظهير المنظم لمعهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية ، وإعادة تنظيم المدرسة القرآنية بمسجد الحسن الثاني وتغيير تسميتها إلى معهد العلوم الإسلامية ، وصولا إلى إتمام الوثائق المؤطرة للمؤسسات العلمية وتنظيم التزكيات.

وأبرز ذات المتحدث ، أن تنظيم الحقل الديني بالمغرب أفضى إلى ضرورة تنظيم وضبط وتأهيل الخطاب الديني في المؤسسات التعليمية.

وفي نفس السياق ، أكد الأستاذ سفيان ناوول ، أن مرتكزات تعديل منهاج مادة التربية الإسلامية يشمل العناصر الأساسية الآتية:

1 ـ تدقيق مفهوم مادة التربية الإسلامية، استنادا إلى:

ـ الانسجام مع هذا المعنى الذي يستحضر غايات التربية باعتبارها وسيلة للترقي بالمتعلم من خلال تعليمه وتوثيق صلته بالله معرفة ومحبة لتزكية نفسه والسمو بأخلاقه وميوله الوجدانية ليستكمل حريته، كما تستحضر معاني الدين من خلال تعليمه الكتاب والحكمة لتوثيق صلته بكتاب الله تلاوة وتدبرا، وترسيخ محبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم اقتداء وتعظيما، حتى تزكو روحه وتسمو أخلاقه ليستكمل إنسانيته بمحبة سائر الخلق ورحمتهم وبذل النفع لهم؛

ـ تحديد المطلوب الشرعي الواجب تعلمه، والذي يمثل المضمون القيمي والعلمي والسلوكي للمنهاج الدراسي، استنادا إلى المرجعية الشرعية المرعية في الثوابت الدينية المجمع عليها، واستمدادا مما جرى به العمل عند سلفنا الصالح من أهل العلم والفضل عبر تاريخ بلدنا الأمين وهو تعليم الضروري من علوم الدين الذي لا يعذر أحد بجهله، والذي يعد تعلمه فرض عين على كل مسلم ومسلمة على السواء؛ مراعاة مستجدات العصر في مختلف أبعادها وتجلياتها، وخصوصا ما اتصل منها بالمشترك الإنساني وبالتطور المتسارع الذي يشهده مجتمع المعرفة.

وأضاف ذات المتحدث أن التربية الإسلامية مادة دراسية تروم تلبية حاجات المتعلم(ة) الدينية التي يطلبها منه الشارع حسب سنه وزمانه ونموه العقلي والنفسي والسياق الاجتماعي. ويدل هذا المفهوم على تنشئة الفرد وبناء شخصيته بأبعادها المختلفة الروحية والبدنية وإعدادها إعداد شاملا ومتكاملا، وذلك استنادا إلى:

ـ المبدأ: ضرورة الاستجابة للحاجات الدينية الحقيقية.

ـ الغاية: اكتساب القيم الأساسية للدين المتمركزة حول قيمة التوحيد.

ـ المداخل: التزكية والاقتداء والاستجابة والقسط والحكمة

 

2ـ بناء منهاج التربية الإسلامية بشكل يضمن وحدته وانسجامه وتكامله، وذلك من خلال:

ـ وضع مداخل عامة مستندة إلى مقاصد الدين بحيث تضمن وحدةَ البرامج واندراجَها في نسقي قيمي ومفاهيمي متكامل، وكذا إعطاءَها معنى عند المتعلم بتلبية حاجاته الحقيقية والوقتية؛

ـ تحديد مواصفات مخرجات نهاية كل سلك دراسي؛

ـ تصريف هذه المداخل المقاصدية من خلال قيم مركزية مؤطرة تنضبط لها جميع المفاهيم والقضايا المندرجة في البرنامج الدراسي؛

ـ تحديد المجالات المعرفية الملائمة لترجمة المقاصد العامة المؤطرة والقيم المركزية الناظمة، وتوزيعِها عبر الأسلاك والسنوات؛

ـ تحديد المضامين والأنشطة المناسبة لاكتساب المتعلم للقيم والمهارات والمفاهيم المقررة؛  

 كما عرج ناوول على المداخل الرئيسة لبناء منهاج مادة التربية الإسلامية والمتمثلة في المداخل الخمسة وهي : التزكية ، الاقتداء ، الاستجابة ، القسط و الحكمة ؛ مبينا مقاصد كل مدخل ومبدأ النسقية والتكامل فيما بينها.

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.