فرع الجمعية بسيدي سليمان ينظم ندوة تكوينية في موضوع منهاج مادة التربية الإسلامية بين المقاربة الوثائقية والديداكتيكية
نظم فرع الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية بسيدي سليمان يوم الأحد 10 دجنبر 2017 ندوة تكوينية في موضوع منهاج مادة التربية الإسلامية بين المقاربة الوثائقية والديداكتيكية، والتي أطرها محمد الزباخ الكاتب الوطني للجمعية ومفتش جهوي لمادة التربية الإسلامية، وأحمد العبودي مفتش المادة بمديرية سيدي قاسم، وقد كان حضور أساتذة المادة بالإقليم وازنا ومتفاعلا من خلال المناقشة، منوهين بهذا العمل التأطيري المتميز.
وقد افتتح اللقاء التكويني بآيات من الذكر الحكيم من أواخر سورة النحل وأوائل سورة الإسراء تلاها الدكتور : يوسف العمراوي أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي بالثانوية التأهيلية بنبركة بمديرية سيدي سليمان.
تلتها كلمة الدكتور: رشيد لخضر رئيس فرع الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية بسيدي سليمان تحدث فيها عن مجموعة من النقط ومن أهمها:
ـ الشكر والتقدير لكل من أسهم في هذا اللقاء خاصة الأستاذين المؤطرين: محمد الزباخ وأحمد العبودي.
ـ التذكير بأهمية فرع الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية بسيدي سليمان الذي جدد في السنة الماضية، فقام بأنشطة خلال الموسم الماضي
ـ التذكير ببرنامج الفرع المزمع إنجازها خلال الموسم الدراسي 2017 ـ 2018 ومنها مسابقات في التجويد والسيرة..
ـ تذكير ببرنامج اللقاء الذي ابتدأ على الساعة 9:30 وانتهت أشغاله في 14 بعد الزوال
تلتها كلمة الأستاذ: محمد الزباخ رئيس الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية والمفتش الجهوي لمادة التربية الإسلامية بأكاديمية الرباط سلا القنيطرة تحدث فيها عن:
ـ الشكر والتقدير لمكتب فرع الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية بسيدي سليمان على هذه المبادرة ولجميع الأستاذات والأساتذة الحاضرين الذين حضروا من مختلف المدن المغربية ـ[ القنيطرة ـ سلاـ العرائش ـ القصر الكبير ـ مكناس ـ سيدي قاسم ـ سيدي يحيى ] للاستفادة من هذه الندوة التي تهم الجميع.
ثم قدم اعتذار الأستاذ: لحسن شعيب مفتش مادة التربية الإسلامية بالمديرية الإقليمية سيدي سليمان الذي لم يتيسر له الحضور لظروف خاصة بعد أن كانت كلمته مدرجة ضمن هذا اللقاء .
ـ كما أشار إلى دور الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية في خدمة المادة وأساتذتها لا سيما وأن الجمعية تحتفل بذكراها الفضية بعد تأسيسها منذ 25 سنة .
وقد ذكر بأهداف الجمعية التي تعتبر جمعية مهنية لا تنتمي سياسيا لحزب أو جماعة بل هي جمعية الأساتذة ، يسيرها مكتب وطني يتكون من الأساتذة بالتعليم الثانوي الإعدادي والتأهيلي وأساتذة المراكز الجهوية للتكوين بالإضافة إلى مفتشي المادة.
كما ذكر بدور المكتب الوطني التي من بينها التنسيق بين الوزارة الوصية وأساتذة المادة، لذا فإن الفروع لها أهمية بخصوص هذا الأمر.
ـ الإشارة إلى ما تتعرض له مادة التربية الإسلامية من محاولة للإقصاء ودور الجمعية في التصدي لذلك ، ومن بين ذلك تأطير الأساتذة سيما بعد صدور المنهاج الجديد الذي شاركت الجمعية في توضيحه عبر لقاءات فاقت 40 لقاء استفاد منه أزيد من 3000 أستاذ في مناطق متعددة .
كما تحدث عن سياق صدور المنهاج المتمثل في السياق الداخلي : خطاب الملك ، والسياق الخارجي : الأحداث العالمية وما ينتج عنها من وصم الإسلام بأنه دين الإرهاب وهلم جرا
ورغم أن الجمعية كانت متخوفة من هذه التغييرات بادئ ذي بدء لكن لما تبينت حقيقة اللجنة التي ستشرف على إعادة المراجعة اطمأنت الجمعية وارتاحت سيما وأن اللجنة كانت مكونة ممن له غيرة على المادة ورغم ذلك فإن الجمعية استغربت من أمرين :
أولهما: محاولة تغيير اسم المادة من التربية الإسلامية إلى التربية الدينية، وقد تصدت الجمعية لهذا وراسلت جميع المسؤولين المعنيين.
ثانيهما: السرعة في تأليف الكتب المدرسية التي شملت 28 كتابا 8 مخصصة للإعدادي و 6 للثانوي والباقي للابتداء، وهذا الأمر جعل الكتب المؤلفة تتضمن بعض الأخطاء المطبعية والمعرفية، وبعد مراسلة مديرية المناهج أكد مديرها بأن السنة ستكون تجريبية وسيتم إدراج التعديلات التي يدلي بها الأساتذة لكن ذلك كان وعدا مكذوبا.
ثم أكد الأستاذ الزباخ على أن الأستاذ ليس ملزما بالتقيد بالكتاب المدرسي الذي هو كتاب للتلميذ، بل هو أداة من أدوات تصريف المنهاج الذي يلاحظ عليه مجموعة من الملاحظات إيجابية وسلبية.
أما الملحوظات الإيجابية فمنها:
ـ الإبقاء على نفس عنوان المادة ـ التربية الإسلامية ـ عوض التربية الدينية
ـ إعطاء الأهمية للقرءان الكريم في جميع الأسلاك.
ـ إدراج السيرة النبوية في جميع الأسلاك.
تقليص من الدروس المقررة في سلك الثانوي الإعدادي..
أما الملحوظات السلبية فمنها:
ـ ظرفية الاستعجال والسرية التي أحيطت بوضع المنهاج وتأليف الكتب المدرسية.
ـ غموض التصور التربوي للمنهاج وغياب الوثائق الموضحة.
ـ غياب المفاهيم المصطلحية للمداخل.
ـ عدم استيفاء المنهاج المراجع للمكونات الأساسية ومنها التوجيهات التربوية، سيما وأنه كانت في السابق توجيهات تخص الإعدادي وأخرى الثانوي تهتم بجوانب: الوسائل ـ التقويم..
ـ عدم مراعاة خصوصيات المسالك المتعددة في الثانوي التأهيلي التي فرض عليها كتاب واحد.
ـ إلغاء بعض الموضوعات كالإرث، والتراجع الملحوظ عن التطبيقات المرتبطة بالأنشطة.
تلتها كلمة الأستاذ أحمد العبودي مفتش مادة التربية الإسلامية بالمديرية الإقليمية سيدي قاسم
وهي مداخلة علمية مفيدة في موضوعين مهمين وهما:
قراءة في وثيقة المنهاج، وقراءة في الإطار المرجعي.
وقد تحدث الأستاذ العبودي عن سياق مراجعة منهاج مادة التربية الإسلامية المنحصر في سياق داخلي ـ خطاب الملك الآمر بإصلاح الشأن الديني ـ وسياق خارجي المتمثل في رياح التغيير التي شهدها العالم العربي، وقد طرح الأستاذ بعض الأسئلة التي لابد من الإجابة عنها وهي:
ما معنى مراجعة الخطاب الديني وتجديده ؟
ما فائدة هذه المراجة وجدواها ؟
هل المنهاج رشد الخطاب الديني فعلا وحقا ؟
الوثائق المصاحبة للمنهاج التي لا تتجاوز 7 وثائق غير موضحة لكيفية تنزيل هذا المنهاج، لذا فإن المنهاج لقي صعوبات كثيرة في التنزيل، ومن بين الأمور التي تكلمت عنها وثيقة المنهاج:
ـ محاولة التعريف بمادة التربية الإسلامية وهي محاولة ناقصة، أضف إلى أن التعريف ليس له أي امتياز أو أولوية في الحالة الراهنة، لأن التعريف يتضمن تصورا عاما للحياة في ظل الإسلام وليس تعريفا لمادة مدرسة.
ـ الزيادة في عدد الدروس المقررة في التعليم الثانوي التأهيلي دون مبرر تربوي.
ـ تنفيذ المداخل أفقيا فيه تشويش على المتعلمين وفضل الأستاذ العبودي أن يكون التنفيذ عموديا أي: الانتهاء من مدخل كليا ثم الانتقال إلى مدخل آخر.
ـ المنهاج ينحو منحى الثقافة العامة ويبتعد عن العلوم الشرعية، وهذا يظهر جليا في الغاية والمقصود التي حددها المنهاج.
وبعد ذلك فتح النقاش للأستاذات والأساتذة الذين تقدموا بمداخلات قيمة أغنت الندوة التكوينية، وحملت بعض هموم وتساؤلات أستاذ مادة التربية الإسلامية، وخاصة فيما يتعلق بكيفية التنزيل السليم للمنهاج الجديد، وتحدي التقويم في ظل الأهداف التربوية المتوخاة، وقد أجمع كل من حضر الندوة التكوينية التي نظمها فرع الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية بسيدي سليمان على قيمتها وأهميتها في تناول موضوع منهاج مادة التربية الإسلامية بين المقاربة الوثائقية والديداكتيكية، منوهين بهذا العمل التأطيري المهم، ومقترحين أنشطة ودورات تكوينية أخرى….