الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السيد: رئيس المجلس البلدي بآسفي
السيد: رئيس المجلس العلمي المحلي بأسفي
السادة: ممثلو الجمعيات المهنية التربوية التخصصية
السيد: ممثل جمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ
السيد: ممثل رابطة التعليم الخصوصي
السادة المؤتمرون بالجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية
أيها الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اسمحوا لي بداية أن أرحب بالسادة الضيوف كل باسمه وصفته وموقعه، وبالسيدات والسادة المؤتمرين من كل ربوع المملكة مفتشين ومكونين وأساتذة، وبممثلي الجمعيات المهنية التربوية التخصصية، وجمعية الآباء، ورابطة التعليم الخاص …
أرحب بهم جميعا واشكرهم على تلبية الدعوة لدعم الجمعية معنويا بحضورها الوازن كميا ونوعيا، خاصة أولئك الذين تجشموا عناء السفر من أماكن بعيدة: من أقصى شمال المملكة إلى أقصى جنوبها ومن أقصى شرقها إلى أقصى غربها، مما يدل دلالة واضحة على حسهم الجمعوي وعلى تضحياتهم من أجل أشرف وأنبل وظيفة، وأسمى رسالة ألا وهي رسالة التعليم والتربية
أيها الحضور الكريم :
يحكم هذه المحطة الهامة في تاريخ الجمعية – محطة المؤتمر السادس- سيقان هامان :
– السياق الأول :سياق تنظيمي يتمثل في توطيد الجمعية لهياكلها، والالتزام بقانونها الأساسي الذي ينص على عقد مؤتمرات الجمعية كل أربع سنوات، وهو ما يتم احترامه بانتظام منذ سبعة وعشرين (27 ) سنة
– السياق الثاني: تربوي مهني وهو : خاص وعام
– أما الخاص: فيتمثل في الدور البنائي الذي تضطلع به الجمعية سواء على مستوى التواصل مع الدوائر الرسمية، أو على مستوى نوعية أنشطتها الهادفة، أو على مستوى التاطير التربوي والتكوين البيداغوجي لأساتذة المادة… هذا التاطير والتكوين الذي أبرز عدة عوائق وتحديات جعلتنا نطالب دائما بالحفاظ على مكتسبات مادة التربية الإسلامية، والزيادة في حصصها ومعاملها من غير تمييز بين الشعب العلمية والأدبية، باعتبارها مادة حاملة للقيم يحتاجها التلميذ المغربي بغض النظر عن تخصصه وشعبته، ويطالب باعتمادها في الامتحانات والمباريات الوطنية، وفتح مسالك التبريز أمام أطرها، واحترام تخصص متخرجيها.
– أما العام: فيعبر عنه صراحة شعار هذا المؤتمر”شركاء في غرس القيم وتحقيق التنمية”
وعندما نقول شركاء نقصد جميع أطر المادة بمختلف مكوناتها، وجميع الجمعيات الحاضرة معنا وغيرها بكل تخصصاتها، وجميع وسائل التنشئة الاجتماعية: المدرسة والأسرة والمسجد والنوادي التربوية ودور الشباب ووسائل الإعلام المتنوعة….
فكلنا شركاء ومسؤولون عن غرس القيم، والإسهام في تنمية الوطن الذي يسع الجميع .
وأملا في تحديد مفهوم القيم، وأنواع القيم المراد غرسها في المتعلم المغربي حفاظا على توازن مختلف جوانبه الشخصية (الروحية والمادية)، وترسيخا لثوابت الهوية المغربية، وتحصينا له من أي انحراف أو غلو أو تطرف كيفما كان نوعه، ندعو إلى العناية بمنظومة القيم الإسلامية بإحلالها المكانة اللائقة بها، وجعل حضورها وازنا في مختلف المناهج والبرامج والكتب المدرسية، وكذا برامج مؤسسات تكوين الأطر التربوية.
كما نجدد دعوتنا إلى وضع مصفوفة لمنظومة القيم كمرجعية للمناهج والبرامج والكتب المدرسية، وإحياء مرصد القيم وتفعيل اختصاصاته، وضمان تمثيلية الجمعية فيه.
أيها الحضور الكريم: لا تخفى عليكم علاقة القيم بالتنمية، ولا يختلف اثنان في كون التربية على القيم وتمثلها فكرا وسلوكا وتطبيقا في الواقع المعيش بمختلف مجالاته سيؤدي إلى تحقيق التنمية، فلا تنمية بدون تعليم ولا تتحقق الغاية من التعليم إذا غابت التربية على القيم وتطبيقاتها العملية. وقديما قيل:
” حياة بلا علم حياة ذميمة وعلم بلا أخلاق علم مخرب ( مدمر)
وقال الشاعر:
” إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
أيه الحضور الكريم :
حرصت الجمعية منذ تأسيسها على المشاركة في كل المبادرات الرامية لتحسين مستوى تدريس هذه المادة، وتطوير مناهجها وطرقها البيداغوجية ووسائلها التعليمية، من خلال عدة محطات بارزة، بصمت أنشطها وتركت أثرها المحمود لدى أساتذة وأطر المادة وداخل الساحة التعليمية. كما راهنت على تعزيز الروابط مع الجمعيات والمؤسسات ذات الاهتمام المشترك وطنيا ودوليا. وعقدت شراكات مع : وزارة التربية الوطنية، والمركز المغربي للأبحاث التربوية، والمعهد العالمي للفكر الإسلامي.
وكانت الجمعية ولازالت متفاعلة مع محيطها ومستجدات الشأن التربوي وانشغالات المجتمع المغربي وقضايا الأمة، ومستميتة في الدفاع عن مكانة التربية الإسلامية في النظام التعليمي المغربي، ويتجلى هذا من خلال البيانات والبلاغات والتوصيات والمذكرات الموجهة للرأي العام والجهات المعنية. أخرها بيان مطلع الموسم التربوي لهذه السنة الذي تمحور حول مجموعة من القضايا منها قانون الإطار لمنظومة التربية والتكوين وما أثاره من جدال حول قضية التناوب اللغوي.
حضرات السيدات والسادة :
لا يفوتني في ختام هذه الكلمة أن أتوجه بالشكر الجزيل للفرع المحلي للجمعية بآسفي بكل
أعضاء مكتبه، ولللجنة التنظيمية وكل منخرطيه، على السهر على الإعداد الجيد لذا المؤتمر من حيث التنظيم، و حفاوة الاستقبال، والخدمة والانسجام بين أعضاء المكتب الوطني وأعضاء اللجنة التنظيمية من فرع آسفي
كما أتوجه بالشكر لكل من ساهم ودعم معنويا وماديا من داخل أسفي وخارجها لتوفير سبل النجاح لهذا المؤتمر. وأخص بالذكر:
– السيد: رئيس المجلس البلدي بآسفي (السيد عبد الجليل لبداوي )،
– المكتب الشريف للفوسفاط،
– رابطة التعليم الخاص،
– بعض المدعمين للجمعية من مدينة اسفي وخارجها.
وعاشت جمعيتنا جمعية تربوية مهنية خادمة لكل أطرها، وحريصة على تربية الناشئة التربية الصالحة والنافعة لهذا الوطن العزيز بما يحقق أمنه واستقراره وتنميته في مختلف المجالات، ويخدم الصالح العام …..
والله الموفق والهادي إلى الحق والصواب
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
محمد الزباخ :
رئيس الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية
آسفي
5 ربيع الأول 1441 ه 04 نوفمبر 2019