تقرير وتوصيات ندوة المكتب الوطني حول تجربة التعليم عن بعد بالمغرب

0

تقرير/ ذ.رشيد البقالى
شكلت جائحة وباء فيروس كورونا تحديا كبيرا للمجتمعات على مستويات عدة ، صحية ونفسية واجتماعية واقتصادية .. وشكل التحدي التربوي أبرز المجالات التي فرضت الوضعيـةُ الوبائية فيه – في ظل إغلاق المؤسسات التربوية – التحولَ من النمط التقليدي للتعلم الحضوري إلى التعليم عن بعد .
وقد قرر المغرب ، شأنه في ذلك شأن كثير من دول العالم ، اعتماد تجربة «التعلم عن بُعد» عوض التعليم الحضوري كخيار أساسي من أجل ضمان الاستمرارية البيداغوجية ، وتأمين الزمن التعليمي ، وتجنيب عريضة كبيرة من المتعلمين والطلبة آفة الفراغ بسبب حالة الطوارئ الصحية المفروضة.
وبعد بدء تطبيق مبادرة «التعلم عن بُعد» التي انخرط فيها كثير من المعنيين من أطر ومدرسين وإداريين …كشفت الممارسة الميدانية عن مجموعة من التحديات، وبرزت مجموعة من التساؤلات على مستوى آليات وحيثيات تطبيق التجربة،من حيث إيجابياتها، والصعوبات التي اعترضتها، وكيفية استشراف نموذج بيداغوجي رقمي رائد في تعليم ما بعد زمن كورونا؛
وفي هذا الاتجاه ـ وبهدف الوقوف على أهمية التعليم عن بعد في هذه المرحلة الاستثنائية ـ ـورصد بعض جوانبه وحيثياته وآفاقه. نظمت الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية ندوة وطنية تفاعلية في موضوع : التعليم عن بعد بالمغرب:إكراهات التنزيل وتحديات التطوير أطرها مجموعة من الخبراء والممارسين والمهتمين ، وذلك يوم الخميس 11 يونيو 2020، عبر تقنية البث المباشر ، بطبيق تقنية zoom.
بعد الافتتاح بآيات بينات من الذكر الحكيم ، تفضل السيد رئيس الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية الأستاذ سعيد لعريض بكلمة ترحيبية ، شكر فيها الضيوف المشاركين ، مُثمنا اختيار المكتب الوطني للموضوع ، مبينا السياقات العامة التي أملت تنظيم هذه الندوة الوطنية .
بعد ذلك أخذ الكلمة الدكتور السعيد الزاهري ، أستاذ التعليم العالي، المتخصص في التكنولوجيا وهندسة التربية والتكوين ، في موضوع مداخلة معنونة ب : ” مفهوم التعليم عن بعد في حالة الطواريء: أسئلة لا بد من طرحها ” ، تعرض فيها لتاريخ التعليم عن بعد ، وأهمية التمييز بين أنماط مختلفة تندرج ضمن التعليم الإلكتروني ( كالتعليم الذكي ، والمندمج ، والتعليم عن بعد زمن الطواريء…)، معددا الآثار الإيجابية للتجربة ، وكذا بعض الصعوبات على المستويات التقنية والبيداغوجية والاجتماعية …
ثم انتقلت الكلمة إلى الأستاذ عبد القادر أكوجيل ، نائب الكاتب العام لنقابة مفتشي التعليم ، الذي خصص مداخلته ل: ” تجربة التعليم عن بعد في المغرب ، الصعوبات والتحديات “من زاوية المفتش التربوي ، حيث بين أن غياب دليل ديداكتيكي يتضمن المقاربة الديداكتيكية وآليات التقويم والدعم ، يعد من أهم القضايا التي وجب أن تكون في عمق التفكير إزاء تجربة التعليم عن بعد ، وبعد قراءة مستعرضة لحصيلة التجربة في المدرسة المغربية ، انتقل إلى الحديث عن تقييم التجربة ، خاتما مداخلته بجملة من المقترحات العملية ..
وفي مداخلة الدكتور رضى محرز ، المفتش التربوي وعضو المكتب الوطني للجمعية ، تعرض بالتحليل ل ” تجربة التعليم عن بعد عند الأستاذ والمتعلم : الصعوبات والتحديات “، مذكرا في هذا الصدد أن التجربة لا تزال فتية ، لكن واجب التقييم يفرض الحديث عن آليات التطوبر تجنبا لانتكاسة بيداغوجية في التدريس عن بعد ، وقد ثمن المتدخل جهود الأساتذة والفاعلين التربويين في انخراطهم وإبداعهم في الأساليب والطرائق بغية ضمان الاستمرارية البيداغوجية ، عارضا جملة من الصعوبات والإكراهات التي اكتنفت التجربة .
أما الدكتور خالد الصمدي كاتب الدولة سابقا في التعليم العالي والبحث العلمي ،ورئيس المركز المغربي للدراسات والأبحاث التربوية فقد تناول في عرضه : معايير الجودة المطلوبة لتطوير التعليم عن بعد في المغرب ، وإشكالية الأطر المرجعية القانونية والتشريعية ، وقد تناول الموضوع من خلال ثلاثة أقسام :
واقع استخدام تكنولوجيا الإعلام والاتصال ، مستعرضا المسار من الميثاق إلى القانون الإطار مستعرضا جملة من التجارب الفضلى..
المقتضيات القانونية والتشريعية التي جاء بها القانون الإطار ..
المعايير والمقومات الأساسية للجودة في تنزيل مقتضيات منظومة الإعلام والاتصال في التدريس
وفي المداخلة الأخيرة ، تحدث الأستاذ سعيد لعريض ، رئيس الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية عن : ” إسهام الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية في تجربة التعليم عن بعد “، مذكرا بالانخراط الإيجابي والفعال للجمعية في تجربة التدريس عن بعد ، مستعرضا بيانات الجمعية في هذا الصدد ، والمسابقة الوطنية في إنتاج الموارد الرقمية ، وكذا جملة من الندوات واللقاءات الافتراضية ، التي جعلت من الجمعية رائدة في قلب التجربة في المغرب.
ثم أعطيت الكلمة للأستاذ محمد احساين ، عضو المكتب الوطني الذي تحدث عن بعض الملاحظات حول تجربة التعليم عن بعد، مذكرا بجملة من التساؤلات المشروعة ، التي تتحتم الإجابة عنها في سياق المسير نحو تطوير التجربة .
بعد ذلك تم فتح باب المناقشة للأسئلة التفاعلية للمتابعين عبر صفحة المكتب الوطني ، والتي أحيلت على المشاركين في الندوة ، الذين تفاعلوا معها من خلال تعقيباتهم.
وفي ختام الندوة ، تفضل السيد رئيس الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية الأستاذ سعيد لعريض بكلمة ختامية ، شكر خلالها المشاركين والمتابعين ، والساهرين على إعداد الندوة علميا وتقنيا ، منوها بالجهود المبذولة ، ومذكرا بكون الجمعية تعمل على الإعداد لندوة وطنية أخرى سيتم الإعلان عن تفاصيلها قريبا.

وفي الختام ذكر مسير الندوة الأستاذ رشيد البقالي بما خلصت إليه في ختام فعالياتها من توصيات التي سيتم رفعها إلى الجهات المعنية ، بغية تطوير التجربة وسعيا إلى الاستفادة من نقط قوتها، ومن أبرز هذه التوصيات :
1.تجميع الخبرات والتجارب التي يقوم بها العديد من أساتذةمادةالتربيةالاسلامية في مجال التعليم عن بعد في أفق إنجاز تجربةوطنية موحدة تشرف عليها الجمعية؛
2-تنظيم دورات مكثفة لتكوين المدرسين استجابة لتحديات التعليم عن بعد بما ينسجم والكفايات المطلوبة في مدرس المستقبل خاصة في مجال إدماج تكنولوجيا الاعلام والاتصال في التدريس والبيداغوجيات المرتبطةبها؛
3-مراجعةالبرامج والمناهج باعتماد التعليم المندمج حضوريا وعن بعد،مع الاشتغال على تطويرتجربة الكتاب المدرسي الالكتروني؛
4-دعوة الوزارة الوصية استثمار نتائج التعليم عن بعد في حالة الطوارئ الصحية وترصيدها من خلال:
تخصيص مزيد من الاستثمار في مجال التعليم عن بعدباعتباره خياراً مستقبلياً، وليس مجرد بديل في الحالات الاستثنائية فقط؛
5-التخطيط لبناء نموذج المدرسة الافتراضية المغربية في المستقبل؛
6-تشجيع المدرسين على الاستثمار الافضل لوسائل التكنولوجيا الحديثة في التدريس وفي معاملاتهم التواصلية التربوية.
7-العمل على تقليص الفوارق الرقمية بين المتعلمين؛
8-دعوة المدرسين الى الحفاظ على النفس الايجابي المكتسب خلال تجربة التعليم عن بعد في التكوين الذاتي في مجال وسائل التكنولوجيا الحديثة من أجل التوظيف الأمثل لها في معاملاتهم التربوية (سواء في التدريس أو في التواصل المهني وغيرها).
9-اعتماد التعليم عن بعد كخيار تكميلي في الدعم والأنشطة ؛
10-احتساب حصص التعليم عن بعد ضمن الحصص الرسمية للاستاذ تشجيعا له على الانخراط فيه ؛وحتى لايشكل ثقلا إضافيا عليه؛
11-تفعيل المخططات الإصلاحية التي جاءت بالبرنامج الاستعجالي والمتعلقة ببرنامج جيني مشروع E1P10التي تندرج ضمن استراتيجية المغرب الرقمي.

تقرير :

ذ. رشيد البقالي/عضو المكتب الوطني للجمعية

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.