ذ. عبد الله كوعلي/شتوكة أيت باها
سبق للجمعية المغربية لأساتدة التربية الاسلامية برمجت ملتقاها الوطني الرابع بمدينة العيون أواسط الموسم الدراسي 2020/2019 ، لكن جائحة كورونا عجلت بتأجيله إلى أجل غير مسمى.
وقدكان من بين أهم أهدافه، تقييم منهاج مادة التربية الاسلامية بعد أربع سنوات من الإشتغال به، بغية الإرتقاء به إلى المستويات المرضية. ولايزال الكثير من مؤطري المادة وأطرها من خلال مداخلاتهم في ندوات ولقاءات ،أو من خلال تدويناتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، يتحدثون عن أهمية تقييم حصيلة العمل بالمنهاج الحالي الذي صدر أواخر سنة 2016.
غير أن المستجدات المطروحة حاليا ،والتيلم تكن سنة 2016 ، ترجح إمكانية التوجه إلى تعديل جديد لهذا المنهاج في المستقل غير البعيد، ومن هذه المستجدات التي قد تفرض ذلك أذكر إثنين فقط:
أولا: تحول السياسة الخارجية للمملكة تجاه اتجاه “اسرائيل” ذات الهوية الدينية اليهودية، مما قد يجعل، بعض المعارف والتعلمات التي تستهدف هذا الجانب المراجعة، ونقصد بالضبط سورة الحشر للسنة الثالثة إعدادي. وقد صرح وزير التربية الوطنية سابقا على أن الوزارة ستمضي إلى تحييد كل ما يمكن أن يحمل تنقيصا لليهود، لأنهم جزء من النسيج المجتمعي المغربي في إطار شراكة موسعة مع الكيان الإسرائيلي.
ثانيا: تأكيد تقرير النموذج التنموي الجديد على ضرورة تجديد مقاربة التربية الاسلامية والمدنية من خلال الارتكاز على: تربية دينية تنشر قيما مدنية قائمة على الارث الروحي المنفتح والمتسامح. كما توصي أيضا لجنة النموذج التنموي في تقريرها المسلم لجلالة الملك قبل أيام قليلة، بإغناء التربية الإسلامية في المدرسة لترسيخها بشكل أكبر في واقع المجتمع المغربي.
وتبقى كلمة التقرير في هذا الباب غير حاسمة في بعض الجوانب، لأن بعض المفاهيم والمصطلحات المستعملة فيه تحتمل تأويلات حسب التوجهات الفكرية لمن يتولى تنزيل توصيات التقرير، مما يضع الامر أمام قوة التدافع الفكرى بين الأطراف المختلفة، والغلبة للأقوى في الإقناع والاقتراح والتأثير.
بناء على ما سبق لابد للمعنين المباشرين بتجويد منهاح مادة التربية الإسلامية والرقي به ــ وأخص بالذكر مفتشي المادة وأساتيذها في إطار أنشطتهم العلمية، وكذا هياكل الجمعية المغربية لأساتدة التربية الاسلاميةــ العمل على استباق الرؤية، وتوقع ما سيقع، وبلورة نموذج استباقي متقدم للمنهاج، كي تكون الجمعية وأطر المادة قوة اقتراحية حين يَجد الجِد، جاهزة لتقديم الاستشارة البناءة في الوقت المناسب.