اضاءات تربوية على هامش مذكرة الوزارة حول عتبة النجاح

0

ذ. عبد الحق لمهى

أصدرت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، مذكرة تحت رقم21/067 بتاريخ 17 يونيو 2021، موضوعها: عتبة الانتقال بين الاسلاك التعليمية برسم الموسم الدراسي 2020/2021م. ومما جاء فيها:” عدم اعتبار التلميذ ناجحا إذا كان معدله العام يقل عن 5 من 10بالنسبة لسلك التعليم الابتدائي و10من 20 بالنسبة لسلك التعليم الثانوي الاعدادي.

كما نصت المذكرة على أن هذا القرار واكبته مجموعة من الإجراءات التنظيمية طيلة سنوات ما بعد صدور المذكرة سنة 2015. ومنها تعزيز خدمات الدعم الاجتماعي، وتأهيل المؤسسات التعليمية، وتوسيع قاعدة التعليم الاولي…

وقد أثارت المذكرة السالفة الذكر نقاشا بين الفاعلين والمهتمين بالشأن التربوي التعليمي، بين مؤيد ومعارض لتطبيقها.

وهذه بعض المقترحات لضمان النجاح وتحقيق نسب أعلى منه في المدرسة المغربية.

ـ مواصلة تعزيز جهود تعميم التعليم الاولي باعتبارها رافعة أساسية في تطوير المنظومة وتكوين المتعلم وإكسابه مجموعة من القدرات والمهارات التي تمكنه من حسن الاندماج في السلك الابتدائي، ذلك أن من شأن عدم تعميمه إحداث حالة من اللا تكافؤ بين المتعلمين والمتعلمات وهذا أمر ملاحظ معلوم لكل مهتم بالشأن التربوي التعليمي.

ـ تعزيز جهود التنسيق بين الفاعليين التربويين من أجل الارتقاء بجودة التعليم الاولي، وفي هذا الصدد تعمل وزارة الشباب والرياضة على تكوين أطر المخيمات وضمن برامجها تقاطع مع بعض أهداف المدرسة المغربية ومن ثم يكون عقد شراكات وتقوية التعاون بين هاته الهيئات مفيدا في جودة التعليم. خاصة وأن هذه المرحلة العمرية لها خصوصية معينة تتطلب مجهودا احترافيا كبيرا متى أحسن العناية بهذه الفئة كان لذلك الأثر الإيجابي في باقي الأسلاك التعليمية المقبلة.

ـ تنقيح المناهج والمقررات الدراسية، لا ينكر أحد الجهود التربوية المبذولة من قبل واضعي المقررات الدراسية بما في ذلك من الاكراهات الزمنية التي قد ترافق تلك العمليات، وتجدر الإشارة هنا ضرورة القيام بمجهود مستمر من أجل ملاءمة الكتب المدرسية لبعض المواد الدراسية مع مناهج تلك المواد، مع التأكيد على أن الكتاب المدرسي كتاب للتلميذ وهو فرضية من الفرضيات، المحدد في عملية التدريس هو المنهاج الدراسي. ومن المفيد أن التنقيح يكون في مصلحة المتعلم لما يحققه من التوافق بين التعلم من خلال الكتاب والتقويم لكونه ثمرة التعلم فيكون بذلك قد أسهم التنقيح في تذليل كثير من العقبات وتجاوز التعثرات الممكنة في العملية التعليمية التعلمية.

ـ الاسرة مؤسسة من مؤسسات التنشئة الاجتماعية وهي من أولى المؤسسات التي يتخرج منها المتعلم وتواكبه إلى جانب المؤسسات التعليمية، وعليه فإن مسؤولية الاسرة في تحقيق النجاح أساسية في تنشئة الأجيال، وهنا يمكن التركيز على مجموعة من التقط الأساسية في هذا الامر، منها:

سعي الاسرة إلى تشجيع المتعلم في جميع مراحل التعلم بكل الوسائل الممكنة والمناسبة لتنمية قدراته الذاتية.

محاولة تحقيق التعاون والانسجام مع الوسط المدرسي من خلال رسم صورة عن المنظومة التعليمية بما يجعل مركز اهتمام ومحط تقدير المتعلم.

قيام المؤسسات التعليمية بدور التنسيق والتواصل مع الأسر ومدها بما يمكن من المعطيات ذات العلاقة بالرفع من المستوى الدراسي للمتعلم، حيث معلوم أن ضعف قدرات وإمكانات الأسر في المواكبة لأبنائها.

ـ تطوير قدرات وكفايات الفاعلين في المجال التربوي بكل مستوياته، من أجل ضمان مواكبة عالية لمقررات الجهات الوصية وإقرار تحفيزات مختلفة لتحقيق هذا الهدف، بما يضمن جوا من العطاء المتجدد الذي يتجاوز منطق النقد السلبي، وان كانت المذكرة تشير إلى تحسين تكوين المدرسين فقط.  وهذا لا يعني عدم كفاية الأطر الحالية ولكن يبقى التكوين المستمر مهما جدا في تطوير أي منظومة. وفي غياب العناية بهذه الفعاليات لا يمكن الحديث عن تحقيق مؤشرات إيجابية كثيرة من أجل جودة المدرسة المغربية.

ـ الحياة المدرسية تلعب دورا هاما في صناعة النجاح: لكن ما يلاحظ هو عدم وضوح الإطار المرجعي الذي يحدد المسؤوليات بدقة من إنجاز الأنشطة الموازية لكونها جزء مهما في تفعيل الحياة المدرسية. ومنه فلا سبيل الى تحقيق الجودة والرفع من النجاح إلا بحسم الاختيارات والتدابير الإجرائية العملية من أجل تفعيل أمثل لأنشطة الحياة المدرسية.

ـ مأسسة أنشطة المكتبة المدرسية: مما لا شك فيه أن تعود المتعلم عن القراءة   يكسب مجموعة من المعارف والمهارات المتنوعة ومن ثم يكون من الأجدى تفعيل المكتبة المدرسية من خلال وضع برمجة محكمة تحت مسؤولية محددة وفق برنامج محدد يستهدف جملة من الكفايات المحددة بهدف التشجيع على فعل القراءة حتى يصير نفسا عاما في المؤسسات التعليمية إلى جانب الجهود المحمودة مثل مسابقة تحدي القراءة التي تنظم في إطار مسابقات وطنية يتوج فيها الفائزون والفائزات.

ـ المؤسسات المنتخبة شريك أساسي في تحقيق مدرسة النجاح والمواطنة: ومن المعلوم أن مجالس التدبير تتضمن ضمن أعضائها ممثل عن الجماعة الترابية التي توجد المؤسسة التعليمية ضمن نفوذها الترابي، ومن شأن الإرادة القوية في التعاون بين الطرفين تحقيق الرفع من جودة المدرسة، لما يخول القانون للمؤسسات من أدوار ومهام تتعلق بالمؤسسات التعليمية والعناية بها.

ختاما، تلك بعض المقترحات، إلى جانب مقترحات كثيرة يقدمها الفاعلون في الحقل التربوي تسهم بلا شك في تحقيق الارتقاء بالمدرسة المغربية.

 

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.