بسم الله الرحمن الرحيم
يسعدني بهذه المناسبة الهامة أن أتوجه إليكم بهذه الكلمة وإن كنت متيقنا بأن أيام المدرس كلها تحتاج إلى تمجيد ووقفات للتقدير والإجلال ؛إذ لا يعقل أن تختزل في يوم واحد ولو كان عالميا .
بداية -وبكل إكبار وإجلال- أحييكم جميع نساء ورجال التربية والتكوين ، أيها الجنود الحقيقيون ، البواسل، المصلحون، والصانعون للرواد ،وأهنئكم بهذا اليوم، وعلى هذه الرسالة الشريفة،والمهمة النبيلة، الأمانة الثقيلة؛ والمسؤولية الجسيمة التي أثبتت السنون انكم أهل لها .
_ وأحيي فيكم ثانيا ، كلا من موقعه وزمانه ،روح التضحية والكفاح؛ وأقدر صبركم وحبكم لمهنتكم ولفلذات أكبادنا، وإخلاصكم لخدمة هذا البلد … ؛ رغم الظروف ورغم الصعاب؛ ورغم الوضع الذي آلت اليه منظومتنا التعليمية التربوية على كافة المستويات ،وأنتم كنتم وما زلتم وستظلون رمز الكفاح ودعامة النجاح ورافعة التقدم والتطور .
وأؤكد ثالثا _ لمن لا يزال شاكا أو مترددا في الإقتناع، أهمية دوركم وبأنكم منتجون حقيقيون، بكل سخاء واخلاص ؛ ولستم مستهلكين كما يراد أن يروج له، بل أنتم الذين صنعتم كل شيء ؛صنعتم نساء ورجال هذا البلد ، صنتعم الاطباء، والمحامين والقضاة والمفكرين والقادة السياسين ، وصنعتم نساء ورجالا لكل المجالات والمسؤوليات ….ولا أحد يمكن أن ينكر ذلك مهما حاول جهلا أو جحودا …
معشر نساء ورجال التربية والتكوين؛
لقد عرفت المظومة التعليمية ببلادنا عدة محطات للإصلاح، وآخرها محطة النموذج التنموي، وكلها تؤكد انه لا نجاح لأي إصلاح ؛ ولا إقلاع في أي مجال؛ ولا تنمية وتقدم لأي مجتمع ، بدون نساء ورجال التربية والتكوين، اعترف من اعترف وأنكر من أنكر وهذا يقتضي :
_ أولا :من نساء ورجال التربية والتكوين:
مزيدا من التضحية والصبر والإخلاص والتفاني في أداء الرسالة، ومزيدا من التطوير والإبداع والتجويد …. ومزيدا من الصمود أمام محاولات الإحباط لمركزية المدرس، ومحورية المدرسة ؛ أو تبخيس لأدوارهما ومهمتهما ، أو تشويه لصورتهما ،أو هضم لحقوقهما المادية أوالمعنوية.
ثانيا :ويقتضي ثانيا من الدولة ومؤسساتها التنفيذية ، وأجهزتها أن تعيد الأولوية لأسرة التربية والتكوين ، ،وتولي عناية خاصة بها ماديا ومعنويا ،وأن تعيد للمدرسة المغربية اعتبارها وللمدرس اعتباره ومكانته.
_ ثالثا : ويقضي من مدرسي مادة التربية الإسلامية الذين نعتز بهم ،أن يؤكدوا ويبرهنوا بأن مادة التربية الإسلامية مةدة قيمية بامتياز، وهي تتقاطع وتتكامل مع كل المواد المتخصصة المكونة للمنظومة التعليمية ببلادنا في تثبيت هوية الناشئة المغربية وغرس القيم الدينية والوطنية ؛ وتخليق الحياة في كل مجالاتها ،وحماية النشء المغربي وتحصينه من أي انحراف أو تطرف أيا كان نوعه ؛ كما هي ضمان أمنه الروحي والإجتماعي… وعليه فأساتذة التربية الإسلامية ليسوا وحدهم القيمين على غرس القيم الإيجابية ومحاربة القيم والمظاهر السلبية، سواء من خلال مضمون المادة وطبيعتها، أوعن طريق القدوة التي يمثلونها للمتعلم ؛ بل إن جميع أساتذة المواد الاخرى معنيون بتحقيق هذه الأهداف الممتدة في المنهاج العام وفي الوثائق التربوية المنزلة لهذا المنهاج …
أيها السادة والسيدات..
اننا نتقاسم هما واحدا ،وهدفا مشتركا في جميع التخصصات، لذا وجب أن تتضافر جهودنا جميعا لتربية أبنائنا التربية الحسنة ؛ وتعليمهم التعليم النافع، ليكونوا صالحين مصلحين؛ منتفعين ونافعين لأنفسهم ولأسرهم، مزودين بالكفايات الكفيلة بخدمة بلدهم، وتحقيق التنمية المنشودة والتقدم المأمول .
_ وفي الاخير أجدد تحياتي وتقديري لكم، وأسال الله العلي القدير أن يتقبل منكم ويجازيكم عن الجميع خير الجزاء ويوفقكم ويكلل أعمالكم بالنجاح والتوفيق ،ويلهمكم الصبر والثبات لتجاوز الصعاب والعقبات ،ويرحم أساتذتنا ومشايخنا وعلماءنا في كل العلوم والفنون ،إنه سميع مجيب.
والله الموفق وهو الهادي إلى سبيل الرشاد .
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
الثلاثاء 28 صفر 1443/ 5 أكتوبر 2021.
ذ.محمد الزباخ /نائب رئيس الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية.
توجيه في الصميم، دمت لنا موجها تربويا وبيداغوجيا أستاذي الفاضل