ذ/عبد الحق لمهى
في مستهل الحديث، ومن باب الذكير فقط، نجد أن الوثائق التربوية المؤطرة لتدريس مادة التربية الإسلامية نصت على مهارات أساسية منها مهارة الاستدلال بالنصوص الشرعية.
ومن بين الوثائق المؤطرة التي أشارت إلى هذه المهارة، وثيقة الإطار المرجعي لاجتياز الامتحان الموحد الجهوي للباكالوريا الخاص بالمترشحين الاحرار. مادة التربية الإسلامية بجميع المسالك، مذكرة رقم 16/102 بتاريخ 21 دجنبر 2021م وغيرها من الوثائق الأخرى ذات الصلة.
ويعد الأستاذ عنصرا أساسيا في تمهير المتعلمين على هذه المهارة، بدءا بعملية التخطيط للدروس، مرورا بإنجازها وتدريسها، وانتهاء بعمليات التقويم بمختلف أنواعه.
وجدير بالذكر أن هذه المهارة تعم جميع المداخل، التزكية، الاقتداء ….
وفي هذا الصدد نقتصر على مدخل التزكية وتحديدا الشق المتعلق بالسورة المؤطرة، فمما هو معلوم لدى أهل التدريس أن هناك خطوات معلومة يلزم القيام بها أثناء تخطيط وإعداد الدرس وعند إنجازه داخل الفصل، وليس المجال للتفصيل فيها، وإنما الذي يهمني منها أنه ومن بين مراحل الدرس التوصل إلى معاني الآيات واستخلاص الاحكام والقيم والعبر استنادا إلى السورة المقررة، ثم كتابة ذلك على الدفاتر بالنسبة للمتعلمين.
وأثناء التقويم ” الفروض الكتابية المحروسة” تتضمن هذه الأخيرة أسئلة خاصة بمهارة الاستدلال بالنصوص الشرعية انطلاقا من السورة القرآنية المؤطرة، كما هو منصوص عليه في الوثائق التربوية المؤطرة لعمليات التقويم.
وحتى يقع تفادي الغش أو التقليل منه في صفوف المتعلمين، يمكن تدبير هذه المهارة أثناء وضع الفروض الكتابية كالاتي:
يعمد المدرس إلى معاني الآيات والاحكام المستفادة والعبر المستخلصة من السورة كما وقع تدريسه داخل الفصل، فيقوم بتغيير العبارات كما وقع تدريسها في الحصص الدراسية، بعبارات أخرى قريبة منها بصيغة من الصيغ التي يختاره المدرس، وبالتي ـ حسب رأيي ـ نتمكن من التغلب ومعالجة ظاهرة الغش في الامتحان في هذا المستوى (مستوى التعامل مع مهارة الاستدلال بالنصوص الشرعية).
وأخيرا، فان ما جاء في المقال، لا يقطع فيه بالصحة المطلقة، وإنما هو اجتهاد دائر بين الصواب والخطأ، ويبقى التعويل فيه على إسهام كل فاعل تربوي متخصص من أجل إيجاد مختلف الصيغ الممكنة، نحو تجويد الممارسة التربوية ومحاربة آفة الغش في الامتحانات في الوسط المدرسي.
بقلم: عبد الحق لمهى.