مصطلح”العلاقات الرضائية ” بالامتحان الجهوي يثير تساؤلات ومواقف بين أساتذة مادة التربية الاسلامية
Ampei/admin
السؤال المثير للجدل في الامتحان الجهوي لمادة التربية الاسلامية بحهة درعة تافيلالت 2024جاء بصيغة: “دعا نوفل في تعليقه على تدوينة مراد إلى تجاوز مفهوم الزواج باعتباره ميثاقا تقليدياً للعلاقة بين الرجل والمرأة وتعويضه بالعلاقات الرضائية بين الجنسين. اكتُب فقرة من أربعة أسطر تناقش فيها دعوة نوفل، مُبيّناً موقفك منها؟”.
سؤال الموقف يستهدف اختبار مناعة المتعلم بناء على قناعاته المبنية على الشرع
عبد الله والحيق، عضو المكتب الجهوي للجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية بجهة سوس ماسة، تفاعلَ مع الموضوع، لافتا إلى أنه “نقاش صحي لا نستغربُه ولا يشكل أدنى مشكل، لأنه من المعلوم أنه منذ المستوى الإعدادي (الأولى إعدادي) دائما ما تطرح قضايا جدلية تهم تقييم قدرة التلميذ على ضبط مهارة إبداء الموقف والرأي، وهي مهارة تناقشها الامتحانات الإشهادية وفروض المستمرة”
ولفت والحيق، في تصريح لجريدة هسبريس، إلى ما وصفها بـ”أهمية مناقشة ما يروج في المجتمع وبناء مناعة للتلاميذ ضد ما قد يعتمل في الواقع ومستجداته”، موردا أنه “عادة ما تُطرح قضايا إما مُخالفة أو موافقة لأحكام الشريعة، والمفروض من التلميذ أن يجيب لحلّ المسألة برأيٍ وموقف حِجاجي يوافق تعاليم الدين الإسلامي وأحكام شريعته”.
“من مواصفات الوضعية التقويمية أن تكون راهنية حاضرة حيّة قريبة من واقع المتعلِّم، واختبار مدى التعبير عن اقتناعه العقدي ودفاعه عن كل ما قد لا يوافق الدين الإسلامي”، يورد الأستاذ ذاته، مشيرا إلى أن “بناء السؤال كان بصيغة سؤال مباشر بناء على استدعاء واستحضار المعارف واستخدامها في سياق حجاجي”.
كما قال المتحدث لـ هسبريس إن “بعض الناس لا يفهمون المهارات التربوية والبيداغوجية المهمة عند طرح منهجية الامتحان بهدف بناء الحجاج والترافع عن الموقف الصحيح”، معتبرا أنه “في كل سنة تُسلط الأضواء على اختبارات مادة التربية الإسلامية، وهو ما تَعتَبره الجمعية المغربية لأساتذة هذه المادة مؤشرا على قيمتها ومكانتها في النقاش العمومي الحيّ والصحي”، مشددا على أنها “قيمة تتعزز لدى المجتمع بمختلف أطيافه”.
وخلص الأستاذ ذاته إلى أن “الوضعية المطروحة في امتحان 2024 (جهوي الباك) تجمَع بين الشروط البيداغوجية والديداكتيكية والتربوية، وبين الواقع المعاش، بهدف ترسيخ القيم النبيلة لدى الأجيال ودحض شُبهات منتشرة، استناداً إلى تكامل بين الوضعية والأسناد (نصوص قرآنية)”.
يجب تسمية المفاهيم بمسمياتها.
اعتبر الخبير في قضايا التربية والمناهج الدكتور خالد الصمدي ان اقحام مفهوم العلاقات الرضائية في السؤال قد استعمل للتشويش على مفهوم الزنى ،وهو ما يطرح على المشتغلين بالمادة جملة من الاسئلة العلمية والدبداكتيكية …
فمن الناحية العلمية القرآن الكريم حذر من تغيير الكلم عن مواضعه ، وأمر بتسمية الاشياء بمسمياتها خشية الخلط واللبس فقال تعالى ” وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ” وصحح الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرا من المفاهيم الخاطئة حتى لا تبنى عليها ممارسات خاطئة ومن ذلك تصحيحه لمفهوم المفلس ، حرصا منه صلى الله عليه وسلم على دقة المفهوم واستعماله في محله ،
أما من الناحية الديداكتيكية فإن سؤال التقويم ينبغي أن يكون واضحا ودقيقا من جهة حتى لا يكون الجواب محل تأويل، وينبغي أن يشتمل على أسناد معرفية موجهة وداعمة مع تقويم مدى قدرة المتعلم على توظيفها المنهجي السليم ، بالإضافة إلى تضمين مؤشرات مساعدة على التقييم تمكن المتعلم من توجيه جوابه الى المقصود حتى لا يخرج عن الموضوع هذا بالإضافة إلى الاختصار والتركيز في الصياغة،
وبناء عليه فإن السؤال موضوع النقاش وقعت فيه أخطاء علمية وديداكتيكية كانت سببا في إثارة كل هذا اللبس وهذا الجدل ومنها :
– اشتماله على مفاهيم لا علاقة لها بالمادة بقدر ما هي مشوشة على مفاهيمها الأصيلة وقد يكون ايرادها سببا في رسوخها في أذهان المتعلمين ومن تم استعمالهم لها في خطابهم اليومي بعد انتهاء الامتحان ، فكان الأولى أن يتم تنزيه السؤال عنها ، فقتل المفاهيم في المهد يكون بعدم تداولها ، وإحياؤها يكون باستعمالها،
– غموض العبارة نفسها فقد ورد الرضا في النصوص الإسلامية حين اعتبر القرآن الكريم الزواج والطلاق علاقة رضائية ” عن تراض منهما وتشاور ” واعتبر من شروط صحة الزواج الرضا والقبول ” فلماذا يستبدل واضع السؤال المفهوم الصحيح باللقيط في اقتحام العالم التربوي والعلمي للمادة ،
– تحديد حجم الجواب عن هذه الإشكالية ومناقشها بما تتطلبه من مضامين وحجج وبراهين حسب ما ورد في صيغة السؤال في أربعة أسطر !! فهل يعتبر هذا الحيز كافيا للكتابة في الموضوع وإبداء رأي واضح فيه ؟
– السؤال يطلب تحديد موقف المتعلم الشخصي من الممارسة ، وليس موقفه في ضوء ما يعرف من الاسلام ونصوصه ، فلو أبدى رأيه بالموافقة او القبول لكان الجواب صحيحا في الحالتين ،
إن ما ورد من ملاحظات في هذا الموضوع في الشكل والمضمون لا علاقة له بتهجم على المادة ولا على واضع السؤال كما ذهبت الى ذلك بعض التعليقات التي خرجت عن ادب النقاش الواجب في مثل هذه القضايا ، بقدر ما هي تدقيقات وتنبيهات في التعامل مع مضمون مادة دراسية حساسة جدا موجهة إلى فئة عمرية هشة في تركيبها المفاهيمية والنفسية ، وهذا يقتضي كثيرا من الاحتياط في صياغة الخطاب وكثيرا من المعرفة بقواعده العلمية والديداكتيكية يقصد الترشيد والتجويد، فالوضعية التقويمية للمادة هي جزء لا يتجزأ من العملية التعليمية وليست كما يعتقد البعض عملية امتحان فقط ، فلا تقحموا رحمكم الله في مضامينها التربوية والتعليمية ما لا يستقيم ، سموا الاشياء بمسمياتها واضبطوا الامور بقواعدها حتى لا تتحمل المادة تبعات بعض أخطاء أبنائها بحسن نية .
سؤال في غاية الأهمية وبناؤه بناء محكم وواضح.
تعليقا على ما سبق اعتبر الاستاذ ع .ل ان السؤال تحدث عن إبداء رأي شخصي صحيح بناء على المكتسبات السابقة التي اكتسبها المتعلم من مادة التربية الإسلامية خلال موسم دراسي بكامله ، واستعمال مصطلح العلاقات الرضائية ليس هو تغيير للمصطلح الشرعي الزنى، بل هو مصطلح فرض نفسه في الساحة من خلال وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي… وبالتالي فتوضيحه ونفض الغبار عن معناه يكون بتوضيحه وبيان فساده ، وليس بغض الطرف عنه، فحتى وإن ضرب الأساتذة صفحا عنه وعن غيره من المصطلحات الدخيلة واللقيطة كما وصفتم ، فلا نضمن بهكذا طريقة أن نحمي المتعلمين من تلقف معناه من القنوات التي ذكرناها .
ثم غض الطرف عن مثل هذه المصطلحات المسمومة نوع من السكوت عن الباطل وعدم التحذير منه .
وأضيف أن الاساتذة مشكورين وأثناء تقديمهم للدروس التي لها علاقة بهذا السؤال وعلى رأس هذه الدروس ، دراسة سورة يوسف ، ودرس العفة والحياء ودرس وقاية المجتمع من تفشي الفواحش ، فقد تطرقوا إلى مصطلحات من قبيل العلاقات الرضائية والزواج بدون صداق بذريعة غلاء الأسعار ، والزواج بعقد مؤقت أو ما تم ترويجه مؤخرا بالزواج ب ” الكونطرا المحددة الأجل” ، …. وبينوا ووضحوا وميزوا الصحيح من الخاطئ ، وأزالوا كل لبس او غموض او وهم، وألفتوا نظر المتعلمين إلى الشبهات وقاموا بدحضها بالحجة والدليل ، مستنيرين في ذلك بسورة يوسف التي تكفي دراستها لوحدها أن يجيب المتعلم على سؤال العلاقات الرضائية بالرفض ، مستدلا بعفة يوسف التي بلغت أرقى المقامات .
وفي الأخير فامتحان مادة التربية الإسلامية يحكمه إطار مرجعي يوضح بجلاء طريقة وضع الأسئلة وطبيعتها وأنواعها والمعايير الواجب احترامها في بنائها …
وهذا السؤال يدخل في خانة أسئلة استهداف مهارات إبداء الرأي وتعليله . وأنتم أهل مكة وأدرى بطبيعة المادة .
فأعود لأقول بأن السؤال الذي تفضلتم بالتعليق عنه سؤال في غاية الأهمية وبناؤه بناء محكم وواضح.
الوضعية المشكلة خليط من الفاهيم والكلمات..
الاستاذ محمد عبدي /تزنيت يتساءل عن الشروط الديداكتيكية والبيداغوجية للوضعية المشكلة..فما هي هذه الشروط ؟ ومن وضعها ؟ وكيف فهمت ؟ وكيف طبقت ؟ وما علاقتها بالتربية الاسلامية…؟ سيل من الاسئلة يكون جوابها جر المادة الى معترك الافترضات والشكوك والخيال…حضرت…شاركت…قرأت..هذا على مستوى الوضعيات بغض النظر عن المحتوى…فاذا اضفنا محتوى اقحام رأي الملحدين والمشككين اخرجناها اكثر وبقيت بدون مضمون شرعي…صفحة كاملة فيها انشاء فتجاوزنا العلماء والمفكرين واصبحنا نؤلف بدلا عنهم كلاما لا يستطيع احد ان يصنفه ضمن اي جنس ادبي هل مقال او سؤال اوقصة او رواية…ويذيل في للاخير بأية او حديث…فلا يمكن ان ندعي تقدم المادة بهذه الطريقة و مادتنا هي الوحيدة التي سلكت هذا المنحى في الوضعيات غير ان الوضعيات مرتبطة بكل المواد…واضيف امر اخر ان اغلب المهارات في المادة مهارات للتعامل مع النصوص الادبية والفكرية والفلسفية..فالمومن لا يسأل عن موقف لان ما وصف بالرضائية هو زنا كانني اقول له ما موقفك من الزنا ؟ …وللاسف ما زال النزيف مستمرا والفردانية في التربية الاسلامية اصبحت هي الغالبة لاننا لم نستطع يوما ان نقف لتقويم المنهاج والامتحانات ونرى اثر كل اعمالنا في الواقع المعيش وليس المفترض…فاللهم ردنا الى رشدنا.