ذ: عبد الرحيم مفكير
مسار علامة (1)
تأتي كتابة وتجميع هذه الأوراق من أجل إحياء ذكرى علم من أعلام الفكر والدعوة، ورائد من رواد المذهب المالكي إيمانا منا بأهمية التعريف بالأعلام، ولكي نقرب هذا الهرم من عموم الناس، وإن كنا على يقين من مكانة الرجل في نفوس المهتمين والدعاة والمفكرين والباحثين سواء داخل الوطن أو خارجه.
لقد اعتاد البعض أن يحيوا الذكريات ويقيموا الحفلات والمناسبات والتأبين بعد الوفاة، لكن من رعاية الله وحفظه أن تم الانتباه للعلامة الدكتور محمد رياض من طرف المجلس العلمي بالجديدة، وجمعية البر لمسجد الرحمة، فكرم بالملتقى الأول لأهل الله بأولاد أفرج. وبالرغم من هذه الالتفاتة الطيبة فإن الرجل يحتاج محبوه الاطلاع على فكره والوقوف على إصداراته، وتقريبها من الأجيال للنهل من الموسوعة الفكرية والرصيد العلمي الذي تركه وقفا ونافلة نافعة لصاحبه في الدنيا والآخرة، وما ذلك على الله بعزيز.
ونحن على يقين من أن هذا الجهد البسيط هو تعريفي تقريبي لا يأخذ صفة التأليف ولا المؤلف، نسأل الله فيه الإخلاص علنا نوفي الرجل بعضا من حقوقه علينا.
العلامة الأستاذ الدكتور محمد رياض تلقى دراسته الابتدائية بمدرسة السلام الحرة بالبيضاء، ثم بثانوية الزهر بنفس المدينة، وأنهى دراسته الثانوية بجامعة القرويين بفاس. وعلى نهج أقرانه تلقى العلم الشرعي وأجازه العلماء والمشايخ، ورسم لنفسه مسارا تحدى فيه الصعاب، فنذب نفسه للعلم وتفرغ إليه، واهتم بدراسة الحقوق وأحرز فيها الدرجات الأولى، كما اهتم بالجانب الإداري وبرع فيه، واختص في مرحلة من حياته في القانون المدني، ولم يمنعه هذا الاهتمام من الرجوع إلى علوم الشريعة ليتخصص فيها، والرجل تميز بتواضعه، وسعة إطلاعه، ونبوغه، لا يتكلم إلا همسا ،ولا ينطق إلا حكمة وعلما، صبور على محاوره، مؤنس لجليسه، مفيد لمصاحبيه، اهتم بالعلم والقراءة، وسخر نفسه عالما ومتعلما، وكرس حياته للتأليف، وقد أصبح مرجعا عند المغاربة والمشارقة، أفاد طلبته في رحاب الكلية بمراكش. وإن من عجيب صنيعه أنه تخلى على القضاء والمحاماة، ليحمل رسالة العلم ويكرس لها حياته، ومن دخل بيته أثار انتباهه كثرة الكتب التي توجد في كل الجنبات، وقد شد الرجل الرحال إلى البلدان العربية باحثا عن مؤلف من المؤلفات، غارقا في معارض كتبه ن تحمل المشاق لتحصيل العلم، وأسهر ليله لإنشاء أسطر كتبت بمداد الذهب وبقيت شاهدة على سعة اطلاع الرجل وصبره، ومكابدته في سبيل العلم، وكأن الملائكة بسطت أجنحتها له رضى بما يصنع، فكان بحق متعلما ومعلما ومؤلفا، ومدافعا منافحا عن المذهب المالكي إلى أن وافته المنية رحمة الله عليه.
وللتقريب نوجز سيرته على الشكل التالي:
تلقى العلامة دراسته الجامعية بكليتي الحقوق بالبيضاء والرباط، محرزا على شهادة الإجازة في الحقوق.
كما تلقى دروسا في نفس المرحلة بكلية الشريعة بفاس والمدرسة الإدارية بالرباط.
أحرز على شهادة الدراسات العليا في القانون المدن وأخرى في قانون الأعمال.
أحرز دبلوم الدراسات العليا في العلوم الإسلامية من دار الحديث الحسنية بميزة حسن جدا.
حصل على شهادة الدكتوراة في العلوم الإسلامية من دار الحديث الحسنية بميزة حسن جدا.
بالإضافة إلى ما يحمله من إجازات بعض الشيوخ العلو والرواية، تضمنها كتاب ” شيخ الإسلام أبو شعيب الدكالي الصديقي وجهوده في العلم والإصلاح والوطنية “.
اشتغل قاضيا بالمحكمة الابتدائية بالبيضاء.
مارس مهنة المحاماة بهيئة نقابة المحامين بالبيضاء.
أستاذ بجامعة الحسن الثاني.
أستاذ التعليم العالي بجامعة القاضي عياض بمراكش.
عضو المجلس العلمي بمراكش، وأنهى حياته العلمية عضوا بالمجلس العلمي بالجديدة.
من مؤلفاته:
1ـ أحكام المواريث بين النظر الفقهي والتطبيق العلمي.
2ـ أصول الأخلاق الإسلامية.
3ـ أصول الفتوى والقضاء في المذهب المالكي.
4ـ التعسف في استعمال الحق على ضوء المذهب المالكي والقانون المغربي.
5ـ دليل الثقافة الإسلامية.
6ـ الشريعة الإسلامية كمال الدين و تمام للنعمة.
7ـ شيخ الإسلام أبو شعيب الدكالي وجهوده في العلم والإصلاح والوطنية.
8ـ شيخ الإسلام أبو شعيب الدكالي في رحاب مراكش الفيحاء.
9ـ مذكرات في الأحوال الشخصية: وهي من أحفل ما ألف في موضوعه.
10ـ المدخل لدراسة الشريعة الإسلامية .
11ـ الزكاة وكيفية إدراجها في النظام الضريبي.
12ـ الحقائق القرآنية جاهز
13ـ دور المستشرقين في المذهب المالكي جاهز.
14ـ شرح المرشد المعين بالدليل جاهز
15ـ ما لا يسع جهله من علم أصول الفقه جاهز.
16ـ الكتاب في الأدب العربي.
بالإضافة إلى عدة أبحاث ومقالات…
توفي رحمة الله عليه عن سن 64 سنة يوم الثلاثاء الماضي (21 غشت 2012) بمدينة الجديدة.