قال الأستاذ عبد السلام الأحمر “إن التطرف ظاهرة إنسانية تقع في كل مجال حيث إن الإنسان في مجالات مختلفة وهو يمارس حريته وحياته في تشعباتها وتغيراتها يقع في شيء من التفريط أو الإفراط ، يزيد أو ينقص ويحيد عن حد الاعتدال والوسطية ، وحد الحق والصواب والرشد ، لكن خطر هذه الظاهرة يعظم عندما تؤدي إلى ممارسة الإرهاب بقتل الأبرياء وسلب الحريات”.
الباحث في الفكر والتربية، أكد ل”جديد بريس”، خلال الدورة الثالثة لاجتماع مسؤولي إذاعات القرآن الكريم في العالم الإسلامي، الذي عقدته الإسيسكو واتحاد الإذاعات الإسلامية أيام 14 و 15 مارس 2016 بالرباط في موضوع “دور إذاعات القرآن الكريم في مواجهة التطرف والغلو وفي نشر ثقافة الاعتدال”، أن “السياق الذي ينعقد فيه الاجتماع الثالث للإذاعات الإسلامية هو مكافحة التطرف والإرهاب الذي أصبح قضية عالمية تشارك فيها جميع الدول والهيئات ومنظمات المجتمع المدني في كل أنحاء العالم.
ولاحظ المتحدث أن الدول الكبرى استطاعت أن تجعل محاربة الإرهاب الذي انخرطت فيه بقوة ، قضية عالمية تتناولها جميع الهيئات خصوصا الهيئات ذات الطابع الدولي.
واعتبر الأحمر أن التطرف ظاهرة إنسانية تقع في كل مجال حيث إن الإنسان في مجالات مختلفة وهو يمارس حريته وحياته في تشعباتها وتغيراتها يقع في شيء من التفريط أو الإفراط ، يزيد أو ينقص ويحيد عن حد الاعتدال والوسطية، وحد الحق والصواب والرشد، لكن خطر هذه الظاهرة يعظم عندما تؤدي إلى ممارسة الإرهاب بقتل الأبرياء وسلب الحريات”..
وسجل وجود توجه يريد أن يجعل من قضية التطرف أم القضايا ويحاول بكل الوسائل الممكنة أن يلصقه بالإسلام تحديدا، والذي هو بريء منه لأن الله تعالى وصف هذه الأمة بأنها أمة وسط لقوله تعالى “وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا “. وعلى هذا الأساس فالأمة الإسلامية هي الأقل عرضة للتطرف، لأن الإسلام يستند إلى أحكام القرآن والسنة وتوجيهات الدين الحنيف عموما، التي تعصم من الوقوع في التطرف ،واعترف المتحدث أن التطرف يمكن أن يقع من المسلمين لكن يبقى في حدود جد ضيقة ومعزولة .
الأحمر قال “إن التطرف الذي نعاني منه اليوم حقيقة هو أننا أصبحنا نرى توجها بارزا لجعل الأمة الإسلامية الأصيلة في الاعتدال والوسطية تتعرض لمحاولة تشويه لطبيعتها الوسطية، وهو ما يحملها على أن تدافع عن نفسها وتبين أنها بريئة من كل أنواع التطرف والخروج عن جادة الحق والعدل والإنصاف والرحمة والسماحة والسلام ، وعن كل القيم السامية التي جاء الاسلام لينشرها ويدعو إليها ويمارسها الذين يعتنقونه.
وأوضح أن المتطرفين داخل دائرة الإسلام لا يمثلون إلا أنفسهم، وأن علماء الأمة سيكشفون ويوضحون لكل ذي عقل أن الإسلام بريء من كل ما يلصق به من تهم الغلو والتطرف والإرهاب ومعاداة الحرية الإنسانية، لأن الإرهاب يؤدي إلى سلب الحرية والحياة للناس بالاعتداء على الآمنين ، وقد أقر الإسلام حرية الإنسان في دائرة مسؤوليته، وهذه التهم تكرار لمغالطات المستشرقين عندما قالو إن الإسلام انتشر بالسيف، مع العلم أنه انتشر بقوة ما فيه من حق وقدرة على التجاوب مع فطرة الإنسان وحاجاته وتطلعاته، وأن الإسلام استخدم السيف لإقرار الحريات واختيارات الشعوب ،ولم يلتجئ لذلك إلا مضطرا وفي حالات قليلة .
وخلص الأحمر إلى أن هذه الضجة سيخرج منها الإسلام منتصرا وبريئا من تهمة الإرهاب، وسوف تنقلب التهمة على الذين صنعوها، وأنهم حقيقة من يمارسون الإرهاب على المسلمين، لعلهم يسامحوا في دينهم ،ولا يتخلقوا بقيمه الوسطية ويتركوا التشبث به ، كي يصدوا عنهم تلك الدعاوى المغرضة ،ولكنها سنة الله في هذا الدين الذي دائما يواجه من يماحكه ومن يعارضه و يتهمه فيدافع عن نفسه، ويثبث حقائقه وطبيعته الوسطية والاعتدالية
مستجدات الجمعية
- في مجلسها الوطني الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية تناقش “تحديات الحاضر ورهانات المستقبل”
- مدخل الكفايات واشكالية الملاءمة بين اساليب التقويم ومرجعياتها
- مادة التربية الإسلامية في المنهاج الدراسي المغربي – محاولة في التحقيب
- مدخل الكفايات واشكالية الملاءمة بين اساليب التقويم ومرجعياتها
- مادة التربية الإسلامية من تدريس المحتوى إلى المداخل القيمية مفهوم (المدخل) بين التوظيف المنهاجي والنسق المفاهيمي والدلالي دراسة تحليلة نقدية
- اطلاق جائزة محمد بلبشير الحسني الوطنية للإبداع والتجديد في التربية الإسلامية
- قراءة وصفية لكتاب مراجعات فقهية وأصولية لمؤلفه الدكتور أحمد الريسوني
- العقيدة الإسلامية- الاصول الوحيانية ومنطق المعرفة مقاربة ابستمولوجية
- تصريحات مستفرة تطعن في أساتذة مادة التربية الإسلامية بالمغرب وتثير موجة من الاستياء بينهم
- حقوق الطفل في القرآن الكريم
المقال التالي
قد يعجبك ايضا