واليوم ثمة عشرات الحفاظ في أوكرانيا، ومئات آخرون على هذا الطريق، وهو ما كشفته المسابقة القرآنية السنوية في البلاد، والتي أقيمت السبت والأحد الماضيين في كييف برعاية الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم.

رئيس القسم الثقافي باتحاد المنظمات الاجتماعية (الرائد) وهو الجهة المنفذة للمسابقة، قال للجزيرة نت إن عدد المشاركين يبلغ 55 متسابقا، نحو أربعين منهم من النساء والأطفال، ومن بين المجموع الكلي نحو عشرين متسابقا من التتار، أو الذين ولدوا بأوكرانيا، أو الأوكرانيين الذين اعتنقوا الإسلام.

وقال شادي شاور إن أعداد المشاركين كان يجب أن تكون أكبر لولا احتلال روسيا للقرم الذي صعب إجراءات التنقل، ونشر مخاوف أمنية بين شريحة واسعة من التتار.

ولفت في هذا الإطار إلى أن شبه الجزيرة شهد خلال الأعوام العشرة الماضية انتشار مراكز ومدارس التحفيظ، ومن أبرزها مركز “الرضوان” بإشراف الهيئة العالمية.

عنق الزجاجة
وتسأل الآباء عن أسباب دفع أبنائهم للحفظ، فترى أن الإجابة مرتبطة غالبا بالحفاظ على الدين وحصانة الهوية، الأمر الذي كان تحديا صعبا بالنسبة لهم وللأجداد.

إحدى المشاركات في المسابقة (الجزيرة نت)

مفتي الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا (أمة) قال للجزيرة نت “تتار القرم عانوا أكثر من غيرهم من المسلمين خلال الحقبة السوفياتية، ولعلهم كانوا أكثر تمسكا بالإسلام من غيرهم منذ بداية تهجيرهم القسري وحتى العودة”.

وتابع الشيخ سعيد إسماعيلوف “إذا ما أضفنا حقيقة أن أوكرانيا هي من أكثر الدول السوفياتية السابقة انتشارا للحريات الدينية وغيرها الآن، نستطيع أن نستوعب إقبال مسلميها على الدين والتدين لأن فيه استمرار تشبث وفخر بالهوية، خاصة بعد الخروج من عنق الزجاجة”.

لكن المفتي عبّر عن مخاوف من تضييق يمارس ويزيد على تتار القرم، حيث تجري هناك عمليات دهم وتفتيش واعتقال في مراكز ومساجد وبيوت التتار، خاصة إذا كانوا ناشطين في مجالات السياسة والدين، عقابا لهم على موقف معارضة الانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا.

تتار القرم هم المكون الرئيسي للمسلمين بأوكرانيا، وتتراوح أعدادهم بين ثلاثمة وخمسمئة ألف نسمة وفق عدة إحصائيات، مشكلين نحو 25-50% من أعداد مسلمي البلاد، وفق إحصائيات متفاوتة أيضا.

المصدر : الجزيرة