محمد حساين: تقرير عن الندوة الوطنية:”قراءة في المنهاج الجديد لمادة التربية الإسلامية

0

   إعداد: محمد احساين

نظرا لما أثاره وما زال يثيره المنهاج المراجع لمادة التربية من ملاحظات على مستوى تنزيله، قد تكون نتيجة الغموض الذي رافق ملابسات وفجائية تغيير مناهج التربية الإسلامية‘وشح في التبريرات العلمية والتربوية لهذا التغيير، وعدم مراعاته لمختلف الخطوات المنهجية والمرحلية المعلومة والضرورية لإنجاحه، وأهمها توسيع دائرة مشاركة الفاعلين التربويين والمجتمعيين لضمان تجاوبهم مع تطلعات النخبة من أهل الخبرة في مجال التربية الإسلامية، من علماء وباحثين ومشرفين تربويين وأساتذة ممارسين، ومن ورائهم مختلف فئات الشعب المغربي العريق في انتمائه للإسلام دينا وثقافة وحضارة.
وباعتبارالجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية شريكا أساسا لوزارة التربية الوطنية في خدمة أهداف المنظومة التربوية ببلدنا ، ومهتمة بقضايا المادة ومناهجها وتدريسيتها والإسهام في تأهيل مدرسيها … وتداركا لما حصل من اختلال في طريقة الإصلاح الجاري،
ومن أجل مواكبة ما تعرفه الساحة التربوية من مستجدات على مستوى منهاج مادة التربية الإسلامية، وما خلفه من نقاش وردود أفعال أولية بعد صدور الكتب المدرسية المرتبطة به ، وما يشكله من مواقف متباينة لدى فئات عريضة من أساتذة المادة ومؤطريها والمهتمين بشأن الحقل الديني ببلدنا، فإنه لا يسع الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية، إلا أن تقوم بواجبها في النقد والتقويم والتوجيه، وتسجيل مواقفها من كل التغييرات التي تطال هذه المادة الحيوية في حياة النشء، باعتبارها أهم مكونات الهوية المغربية.
من أجل ذلك نظمت الجمعية ندوة وطنية  خصصت لموضوع ” قراءة في المنهاج الجديد لمادة التربية الإسلامية ” يوم 27 نونبر 2016 بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين – مدينة العرفان – الرباط امتدت من الساعة التاسعة صباحاإلى الثالثةبعد الزوال . حضرها نخبة من أساتذة المادة ومفتشيها ومكونيها بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين وأعضاء من لجنة صياغة مناهج المادة، وممثلي فروع الجمعية عبر مختلف أقاليم المملكة من الداخلة إلى وجدة. وقد تميزت أشغالها ومحطاتها كالآتي:
– جلسة افتتاحية استمع فيها الحاضرون إلى كلمات توجيهية في سياق تغيير مناهج التربية الإسلامية من طرف كل من مدير المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، والدكتور العربي بوسلهام رئيس الهيئة العلمية العليا لتنسيقيات شعب الدراسات الإسلامية بالجامعات المغربية وذ محمد الزباخ رئيس الجمعية، وفي الجلسة نفسها تم تقديم مداخلة تأطيرية .
– جلستين علميتين تناولتا عدة قضايا أثارها المنهاج الجديد لمادة التربية الإسلامية
ومن أجل وضع الحاضرين أمام سياق الندوة والأهداف المنتظرة منها قدم ذ محمد احساين كلمة طرحت عدة تساؤلات وإشكالات أطرت محاور الندوة ومداخلات مؤطريها وكانت كالآتي:
      بداية وباسم الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية، أتقدم بالشكر الجزيل مرحبا بالسادة الضيوف الكرام كل باسمه وصفته، كما أرحب بأعضاء المكتب الوطني والمجلس الوطني للجمعية، وكل الحضور، من مفتشين وأساتذة، وممثلي الجمعيات المهنية ووسائل الإعلام …
أرحب بكم في هذا الملتقى التربوي الذي يدخل في إطار المخطط الاستراتيجي للجمعية، ومن خلاله يبرز مدى اهتمامنا بقضايا مادة التربية الإسلامية وإكراهاتها وتأهيل مدرسيها، كهدف أساس للجمعية … وأذكر الحضور الكرام أن سياق هذا اللقاء يتبلور من خلال الصفة التي وصف بها موضوع الندوة منهاج التربية الإسلامية   ” المنهاج الجديد “،  لنتساءل عن الجديد والجدية فيه،  خاصة ونحن نعيش مرحلة تتطلب تطويرا وتطورا في المناهج والبرامج الدراسية، لمواكبة حركية المجتمع، وانسياب المعرفة، وتدافع القيم، وتحديات التكنولوجيا الرقمية …
    لا شك أن المنهاج المدرسيّ نوع من التشريع،  وخطّة عمل، يشمل أنواع الخبرات والموادّ التعليميّة وأساليب إيصالها إلى المتعلمين، كما يُقصد به تنظيم العمليّة التعليميّة، وتوجيهها نحو مراميها المنشودة ، وهو بالتالي لا يعبّرِ عن محتوى تربوي – تعليمي وحسب، بقدر ما يعبّرِ عن أهداف وغايات تربويةّ مُتَرجَمَة إلى موادّ تعليميّة، قابلة بدورها للترجمة إلى أنماط سلوكيّة عند المتعلّمِين؛ مما يتطلب مراجعتها وتطويرها من حين لآخر.
   وإننا في الجمعية إذ نثمن المجهود الذي بذلته اللجنة المكلفة بصياغة المنهاج الجديد لمادة التربية الإسلامية نعتبر أن عملية مراجعة وتطوير المناهج التربوية عامة، ومناهج مادة التربية الإسلامية خاصة، تحكمها عدة متغيرات، منها :
– طبيعة هذه المناهج المتسمة بالحركية، اعتبارا للتغيرات السوسيوثقافية التي تعرفها منظومة التربية والتكوين من جهة،   وتسارع الخصوصيات النمائية للفئات المستهدفة من جهة  ثانية،
– وأيضا السياسة الرامية للحد من انتشار الغلو والتطرف من بوابة التربية على القيم . 
   لذلك وإذا كنا نرى مبدئيا ضرورة إخضاع برامج المادة للتطوير والتغيير والتحيين، مما يعطيها معناها  بالنسبة للمستهدفين منها؛ فإن هذا  التعديل والتغيير لا يمكن أن يأتي من فراغ، بل الأمر يتطلب إجراء تقويمات للمناهج، وبأدوات منهجية موضوعية للوقوف على الجوانب التي تحتاج إلى تغيير وتعديل …. ولعل ظروف وشروط صياغة المناهج الجديدة ألقت بإكراهاتها وإشكالاتها على مستوى تصريفها، عبر الكتب المدرسية وتنزيلها الميداني؛ مما أدى إلى إرباك وارتباك في تدريس المادة. الأمر الذي  يجعلنا وكثيرا من المهتمين والفاعلين نطرح عدة تساؤلات :  
– هل انطلقت المناهج الجديدة لمادة التربية الإسلامية من تصور واضح خاصة على مستوى مداخله والعلاقة  المتحدث عنها بين تلك المداخل حتى يسهل أمر تنزيلها الميداني ؟
– وهل المداخل الأساسية المقررة منسجمة ومألوفة  في علوم التربية وعلم المناهج  ؟
– وما مدى الانفصال والاتصال بين مناهج التربية الإسلامية ومقرراتها الجديدة ؟
– ألا يعتبر ما حدث لمحتوى المناهج من حذف لدروس وحصص الأنشطة والتطبيقات… نكوصا وتمييعا لمضامين المادة،  وعودة بها إلى عبارة ” احفظ واعرض ”  ؟
– وأي دور للقرآن الكريم في تصريف مفردات المداخل الرئيسة للمنهاج ؟
– هل المنهاج الجديد الذي يدعى التصدّي لأهمّ شوائب المناهج المُعتمدة سابقًا خطط وبني بعد دراستها وتحليلها وفرزها وتقويمها، حتى يحقق مبدأ الاستجابة للحاجات المتجددة للمجتمع المغربي على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والقيمي من جهة، وللحاجات الشخصية للمتعـلمين من جهة أخرى ، ويجيب عن التساؤلات المطروحة على مستوى القيم وما تشهده من صراع وتدافع ؟
– وما هي الإضافات النوعية للمناهج الجديدة، أم مجرد تراجع عن نظام الوحدات للعودة إلى المكونات بتغييرالمصطلحات ( التزكية : القرآن والعقيدة – الاستجابة : العبادات  – الاقتداء : السيرة النبوية ….،؟
–  وما الجودة المنتظرة من تأليف الكتب المدرسية  قبل انتاج التوجيهات التربوية، وتحيين الأطر المرجعية ومذكرات التقويم  والمراقبة المستمرة، ومع غياب دليل المدرس ؟
– وهل فعلا المشروع  في طور التجريب؟  وهل التجريب يطال المنهاج والبرنامج الدراسي أم الكتب المدرسية ؟  وما جدوى التجريب بعد إنتاج هذه الكمية الهائلة من الكتب المدرسية ؟ 
–  وهل الاستعجال  في تأليف الكتب المدرسية، وعدم فتح المجال للمنافسة بين فئات عريضة من الطاقات التي يمكن أن تكون إضافة نوعية في تأليف الكتاب المدرسي  يحكمه المنطق التربوي أم المنطق التجاري ؟
      إن هذه التساؤلات وغيرها، سوف نحاول تلمس إجاباتها والإشكالات التي تطرحها من خلال المداخلات المقترحة في هذا اللقاء، مداخلات تزاوج بين المبادئ والقواعد النظرية المتعارف عليها في أدبيات علم المناهج، وكذا إكراهات تصريفها عبر الكتب المدرسية وتنزيلها الميداني من طرف المدرسين. 
وتاطيرا للمداخلات المقترحة على مستوى النظرية العامة للمناهج التربوية  نسائل المنهاج الجديد عن مدى انسجامه مع المتعارف عليه في المناهج والبرامج الدراسية. وهنا نعيش لحظة مع الأستاذين: حسن شكير –  وشكير عكي في عرض تأطيري، سيحاول مناقشة منهاج التربية الإسلامية من زاوية مدى انسجامه مع أدبيات وضوابط المنهاج الدراسي بصفة عامة، من خلال قراءة خارجية في شكل ملاحظات أولية. لتنتقل أشغال الندوة بالمشاركين إلى جلستين علميتين وكانت مادتهما كالآتي :
الجلسة العلمية الأولى :   المسيرة: ذ. زاكية مازغ
                                المقرران : – سعيد لعريض – فؤاد باسو
1- نظرات في منهاج  التربية الإسلامية الجديد في ضوء مبادئ هندسة المناهج التعليمية
         د. مصطفى صادقي-  أستاذ بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين
2- المنهاج الجديد لمادة التربية الإسلامية: تقدم أم نكوص؟
        ذ. أحمد عروبي – مفتش التعليم الثانوي لمادة التربية الإسلامية •
3- ملاحظات منهجية حول بناء المنهاج الجديد لمادة التربية الإسلامية •
    ذ. عبد السلام محمد الأحمر- باحث في الفكر والتربية
–   مناقشة
  الجلسة العلمية الثانية:
                         المسير: ذ. كمال وجاد
                        المقرران: رشيد البقالي – محمد الوادي  
1 – موقع القرآن الكريم والقيم الناظمة لمنهاج التربية الإسلامية في تصريف مفردات المداخل الرئيسة
                        دة. فاطمة أباش: مفتشة التعليم الثانوي
2 – تحرير المقال فيما بين منهاج التربية الإسلامية ومقرراتها الجديدة من الاتصال والانفصال (سلك التعليم الثانوي إعدادي نموذجا)
                      د. أحمد عزيوي- أستاذ بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين- مكناس
3- موجهات منهجية عامة للتعامل مع منهاج التربية الإسلامية الجديد بالتعليم الثانوي
                  د. محمد منصف العسري- أستاذ بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين- الرباط
–   مناقشة
                                                                                                      – محمد احساين

1

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.