الدكتور فؤاد شفيقي مدير مديرية المناهج يؤطر لقاء تفاعليا بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بني ملال خنيفرة
تقرير/ذة أمينة أيت رحال عن لجنة التقارير والاعلام والتواصل
نظم المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة بني ملال خنيفرة، يوما دراسيا تفاعليا عن بعد في موضوع “نحو نموذج بيداغوجي جديد بالمدرسة المغربية ” يوم 03 يونيو 2020 على الساعة الثالثة بعد الزوال على منصة ميكروسوفت تيمز، أطره الدكتور فؤاد شفيقي مدير مديرية المناهج، وقد حضر فعالياته ازيد من 220 مشارك ومشاركة من مختلف الفئات التربوية (مدراء ،مكونون ومفتشون، …).
يدخل هذا اللقاء ضمن سلسلة من اللقاءات التفاعلية التي دأب المركز على تنظميها وتتبعها ،نظرا لادواره الطلائعية التي تصدرها ،في ضمان الاستمرارية البيداغوجية واستكمال التكوين منذ الاعلان عن توقف التعليم الحضوري يوم16 مارس 2020. حيث عمل المركز في هذا الاطار على اطلاق مجموعة من الندوات واللقاءات التفاعلية عن بعد، لفائدة الأطر الإدارية المتدربة وأطر هيئة التدريس ،لربح رهانات الفترة التاريخية التي تمر منها بلادنا.
استهل الدكتور شفيقي مداخلته بتقديم الشكر على تنظيم اشغال هذا اليوم وبسط قوله بسرد السياق التاريخي والاجتماعي والسياسي والقومي للإصلاح في التعليم .حيث ابرز من خلاله حاجة المدرسة المغربية الملحة الى نموذج بيداغوجي فرضه هذا السياق، يروم الي فتح نقاش موسع حول تساؤلات وإشكالات الفترة الراهنة ويعد محور النهوض بالمدرسة المغربية التي تستجيب للتنمية المستدامة.
و أكد الدكتور شفيقي على ضرورة التفكير الجدي والمسؤول في تبني هذا الخيار كنموذج الى جانب النموذج التنموي ببلادنا ، كما جاء في دستور 2011م و في توصيات الرؤية الاستراتيجية ل 2015/2030م،قصد تحسين خدمات المدرسة المغربية وتجويدها وتطويرها،وذلك من خلال المحاور الاتية:
_تعريف النموذج البيداغوجي (سؤال ورود تعريف في الوثائق)
_واقع منظومة التربية والتكوين
_مكامن القوة والضعف الداعية الى الإصلاح
_معالم النموذج البيداغوجي المأمول وسبل تحقيقه
وقف السيد شفيقي على هذه المحاور وفصل تفصيلا واضحاً مدققاً ومحددا ومفسرا وشارحا طبيعة النموذج البيداغوجي كما جاء في الرافعة الثانية عشرتحت عنوان :” تطوير نموذج بيداغوجي قوامه التنوع والانفتاح والنجاعة والابتكار”لارساء تعليم جيد يقوم على إتاحة الفرصة للمتعلمين في الابداع والابتكار فضلاعلى اكتساب المهارات والتشبع بقواعد التعايش والمساواة واحترام التنوع والاختلاف ، وفي ديباجة دستور2011م التي خطت لأهم الخيارات الاجتماعية المحددة للهوية الاجتماعية والثقافية والحضارية المرتكزة على إرث لايستهان به يتجلى من خلال جهود الفكر الإصلاحي المتجلي في فكر الحجوي التعالبي وعلال الفاسي ومحمد علي …وغيرهم ، بعيدا عن الصراعات المجانية التي تفقد المعنى لأثر الفعل التعليمي والحضاري والانتماءي.
من هنا أشار الدكتور فؤاد شفيقي الى أهمية النموذج البيداغوجي وضرورة دعمه من طرف المجتمع المدني و الهيئات التربوية والجمعيات المهنية باعتبارها آليات مساهمة في تعزيز وظائف المدرسة المغربية والمتمثلة في التنشئة الاجتماعية على الثوابث الدينية والوطنية والمؤسساتية ،والتربية على قيم المواطنة والانفتاح والاعتدال والتسامح ،ونشر المعرفة والاسهام في تطوير البحث والابتكار ودعم التميز والاستحقاق .
وأشاد بتجربة الجمعية المغربية لأساتدة التربية الإسلامية من خلال مساهمتها الفعالة على المستوى الوطني والتي تتجلى في المشاركة الفاعلة للتربويين من مختلف الفئات في أنشطة متنوعة انخرطت في بلورة مقومات هذا النموذج من جانبها الى جانب الجمعيات والهيئات الأخرى.
كما اكد المحاضر على دور الفرق البحثية في رصد حاجيات المدرسة المغربية وتوفير قاعدة بيانات خدمة للنموذج البيداغوجي المامول،على مستوى المراكز الجهوية والجامعات(إجازة ،ماستر، دكتراه ,,,)والعمل على تطويره بما يحقق التنوع والانفتاح وفي سياق حديثه عن واقع منظومة التربية والتكوين، عرج السيد المحاضر على بعض نواقص النموذج البيداغوجي منها؛ التفكك بين مكوناتها، ونقص التمويل لبعض من مشاريعها. كما أشار إلى الفجوة في النموذج القديم إلى حدود 2015م ودعا الى استثمار عمل فرق الاشتغال في تجاوزمواطن الضعف من خلال رصد الفجوة الواقعة بين ما يصدر عن الوزارة وبين مايؤلف من كتب مدرسية في إطار التنافس والتنوع مثلا،إعادة النظر في الايقاعات المدرسية ،الطرق اليبداغوجية ،الوسائل التعليمية،التعدد اللغوي،التقويم وما له من تداعيات في التوجيه وفي ولوج سوق الشغل .
أشار السيد مؤطر اليوم الدراسي الدكتور شفيقي الى الادوار الفاعلة للمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين في مواكبة مستجدات المنهاج التربوي وتنزيل اوراشه عبر مدخل التكوين والبحث العلمي ،و عرج على مداخل اخرى تتدخل في الاصلاح التربوي والتعليمي،من خلال طرحه لتصور شمولي لهذا النموذج. يعتمد على مقاربات متنوعة منها المقاربة التحليلية التجزيئية واهمها المقاربة النسقية الشمولية قوامها التنوع والتطوير والانفتاح ،مقاربة قادرة على تيسير التواصل ورصد التقدم الحاصل في النتائج في علاقة مطردة مع الموارد الاقتصادية للبلاد. وقد تم تنزيل هذه المقاربة النسقية في استحضار المكونات انطلاقا من واحد وعشرين مشروعا يتم الآن تبنيها في الوزارة.
ختم اللقاء برصد معالم النموذج البيداغوجي الجديد والمامول .وتطرق لبعض سبل تحقيقه والتي تتمثل في مجموعة من المشاريع التي اطلقتها الوزارة ،وتسهر حاليا على تنزيلها في أوراش.ومنها :
– المهارات الحياتية، وما يرتبط بكفايات القرن الحادي والعشرين؛
– إطار منهاج للتعليم الأولي؛
– إعمال التناوب اللغوي؛
– إطار منهاجي للتربية الدامجة؛
– دراسة حول تقويم منهاج السلك الإعدادي؛
– ورش تجميع مسالك البكالوريا
– تعميم تعلم الأمازيغية.
– مسالك الرياضة والتربية البدنية؛
– ادماج الثقافة في البرامج(المصالحة مع الثقافة، نموذج تحدي القراءة العربي)؛
– تعميم اللغة الإنجليزية ( اعدادي، السنوات الأخيرة في الابتدائي)
– الاشتغال على تطوير القدرات للمؤسسات الوسطى(المفتشين، المكونين، الجمعيات المدنية الشريكة)؛
– تطوير العُدد المستجيبة لهذا الأمر( مثلا: الكراسات التي تم إنجازها للمراجعة والدعم الموجهة للتعويض عن توقيف الدراسة الحضورية بفعل أزمة كورونا).
انتهى اللقاء التكويني بالاجابة على مختلف التساؤلات المطروحة حول الاختلالات البنيوية التي تقف في وجه انجاز هذه المشاريع والتي تعمل الوزارة جاهدة على تنزيلها الى جانب الشركاء بما يضمن بلوغ الكفايات والتي بدورها ستسهم في خدمة النموذج التنموي .
و بكلمة من السيد مدير المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين الأستاذ محمد حابا، تم رفع اللقاء بشكر السيد مدير المناهج على عرضه القيم والمفيد، وشكر السيد مدير الأكادبمية على دعمه المتواصل للأعمال التي يقوم بها المركز، كما شكر كل الأطر الإدارية والتربوية واللجنة التنظيمية على المجهودات المبذولة لإنجاح هذه المحطة التاريخية ،التربوية، والفكرية.