Ampei/المكتب الوطني
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الحضور الكريم كل باسمه وصفته.
نرحب بكم جميعا في هذا الملتقى الوطني حول قضية المغاربة الأولى؛ قضية الصحراء المغربية؛
التي تُعَدُّمن أسمى القضايا وأَجَلِّهَا شرعًا ووضعًا، لأن حب وحفظ الأوطان من الإيمان، ولأن صّوْنَ الأوطان أيضا هي صون الأعراض.
نجتمع الآن في يوم وطني مشهود بمدينة الداخلة لنؤكد على سيادة المغرب على أراضيه الصحراوية، وغدا –إن شاء الله تعالى-في منطقة الكركرات، لندعم خيار إعادة فتح هذا المعبر الذي حظيَ بدعم دولي غير مسبوق أفضى إلى عزلة قاتلة لأعداء بلادنا، وتلاه أيضا توالي فتح عشرات القنصليات بالعيون والداخلة المغربيتين. وفي ذلك تعزيز للسيادة المغربية على صحرائه، ومقدمة نحو الطي النهائي لهذا النزاع المُــصطنع.
والجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية إذ تفتح ورش القيم الهوياتية الإسلامية والوطنية بأرض صحراوية مغربية، لواعية كل الوعي بمركزية القيم في المنظومة التربوية وبجدواها في إعادة الاعتبار لقيم إسلامية ووطنية ضمرت في المنهاج التعليمي، ولم يعد لها دور في حب الدين والوطن وحفظِهما، والدَّود عنهما ضد كل مساس بهما. لذلك جاءت هذه الندوة الوطنية لإثارة موضوع مهم له راهنيته، ويتعلق بالقيم المرتبطة بالدين الإسلامي والوطن/المغرب، تحت شعار”حب الوطن من الإيمان”;، وتحت عنوان :”مدخل الهوية والمواطنة في المنهاج التعليمي المغربي: منهاج مادة التربية الإسلاميةأنموذجا’؛ والتي جاءت استجابة لسياق ما يعرفه بلدنا من استكمال لوحدته الترابية، التي تعززت باعتراف دولي بمغربية الصحراء. ولعل سؤال الهوية مرتبط بالأساس بسؤال المرجعية، فلا يمكن معالجة إشكالات الهوية دون ربطها بالمرجعية الناظمة لها، لذلك نعتبر أن الوحي بشقية: القرآن الكريم والسنة النبوية يشكل مرجعا لكل القيم الدينية/الإسلامية، وباعث للقيم الوطنية. وارتباطا بالموضوع تُطرَح قضية الولاء والانتماء للدين الإسلامي وللوطن، من خلال ترسيخها في مواد دراسية وبرامج تعليمية، الغرض منها تربية النشء على قيم الهوية الدينية السمحة، والوطنية التي تحمل كلَّ مواطن على جلب الخير للغير، وتجنب كل فعل يمس مقدساته ورموزه.
والجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية تسعى جاهدة إلى الرفع من منسوب القيم الدينية والوطنية لدى ناشئتنا، من خلال مطالبتها الجهات الرسمية بتضمين هذه القيم بالمادة خاصة؛ باعتبارها حاملة للقيم، وذلك وفاء منها لمقدساتنا الدينية والوطنية، وإخلاصها لوطنها، باعتبارها جمعية مهنية تربوية مواطنة. لقد أصبحت الحاجة ماسة إلى التربية على القيم والمبادئ الأساسية التي تنظم العلاقات الإنسانية بين أفراد المجتمع، وتعد المدرسة أحد الأجزاء الأساسية للمجتمع، التي تقوم بفعل التربية والتكوين من أجل تأهيل المتعلم حتى يكون قادرا على الاندماج في هذا المجتمع عبر مجموعة من الوظائف الإيجابية، والسلوكيات المدنية الفعالة.
وهذا الهدف الأسمى لن يتحقق، في نظرنا، إلا باعتماد فلسفة تربوية تقوم على برامج ومناهج حية تستهدف ترسيخ قيم العقيدة الإسلامية، وقيم المواطنة، والسلوك المدني، وقيم حقوق الإنسان، يكون لها آثار إيجابية على الفرد والمجتمع.
ونرى أن القيم الدينية والوطنية لن تتحقق إلا عبر قاطرة مبنية على أسس وركائز متينة قوامها البرامج والمناهج الحية والأطر والمؤسسات التي تقوم بوظيفة التربية والتكوين والترشيد لا التدريس فقط. فإن التربية على القيم والأخلاق تعد غاية كبرى من غايات المدرسة المغربية الراهنة. وفي هذا الإطار، أكد الميثاق الوطني للتربية والتكوين في اختياراته وتوجهاته التربوية العامة على العلاقة التفاعلية بين المدرسة والمجتمع، باعتبارها محركا أساسا للتقدم الاجتماعي وعاملا من عوامل الإنماء البشري المندمج، كما ألح على اعتبار المدرسة مجالا حقيقيا لترسيخ القيم الأخلاقية وقيم المواطنة وحقوق الإنسان وممارسة الحياة الديمقراطية، وهذه الفلسفة العامة هي التي توجه مراجعة المناهج التربوية، استنادا إلى مدخل بيداغوجي يتمثل في اعتماد التربية على القيم وتنمية وتطوير الكفايات التربوية والتربية على الاختيار. فقد جاء في الجزء الأول من الميثاق الوطني للتربية والتكوين، ما يلي:”;يهتدى نظام التربية والتكوين للمملكة المغربية بمبادئ العقيدة الإسلامية وقيمها الرامية لتكوين المواطن المتصف بالاستقامة والصلاح، المتسم بالاعتدال والتسامح، الشغوف بطلب العلم والمعرفة، في أرحب آفاقها، والمتوقد للاطلاع والإبداع المطبوع بروح المبادرة الإيجابية والإنتاج النافع. يلتحم النظام التربوي للمملكة المغربية بكيانها العريق القائم على ثوابت ومقدسات يجليها الإيمان بالله وحب الوطن والتمسك بالملكية الدستورية، عليها يربى المواطنون مشبعين بالرغبة في المشاركة الإيجابية في الشأن العام والخاص وهم واعون أتم الوعي بواجباتهم وحقوقهم، متمكنون من التواصل باللغة العربية، لغة البلد الرسمية، تعبيرا وكتابة، منفتحون على اللغات الأكثر انتشارا في العالم، متشبعون بروح الحوار، وقبول الاختلاف، وتبني الممارسة الديمقراطية، في ظل دولة الحق والقانونجا;.( وزارة التربية الوطنية المغربية، الميثاق الوطني للتربية والتكوين، 2000)
لذلك تسعى المدرسة المغربية الوطنية كما يريدها الميثاق الوطني إلى أن تكون مفعمة بالحياة، ومنفتحة على محيطها السوسيواقتصادي، على وجه الخصوص، بفضل نهج تربوي يتجاوز التلقي السلبي، نهج قوامه استحضار المجتمع في قلب المدرسة، والخروج منها إليه بما يعود عليه بالنفع، وهذا يتطلب نسج علاقات صلبة بين المدرسة ومحيطها المجتمعي والاقتصادي والثقافي في جميع الجوانب بما يضمن التكامل ال التعارض.
وفي الأخير نجدد الترحاب بالحضور الكريم، شاكرين الله على أن هيأ لنا أسباب هذا الملتقى الوطني بمدينة الداخلة، ممتنين بعد الله عز وجل لكل الشركاء والفاعلين في إنجاح هذه التظاهرة العلمية/التربوية؛ وعلى رأسها الأكاديمية الجهوية للتربية الوطنية الداخلة واد نون، والمديرية الإقليمية، والمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، والمجلس الجهوي والإقليمي، والمجالس العلمية، وكل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح هذا العرس الوطني. دون أن أنسى أن أشكر الفرع المحلي للجمعية بمدينة الداخلة في شخص الكاتب المحلي: ذ. عبد الله أقريض على جهوده الكبيرة حثى تنجح هذه الندوة الوطنية.
فإلى هؤلاء نقول: تقبل الله صنيعكم هذا وجعله في موازين حسناتكم يوم القيامة، وكان لكم صدقة جارية تؤجرون عليها دنيا وآخرة.
والسلام
الداخلة 27 يناير 2021
عن المكتب الوطني: الرئيس: ذ. سعيد لعريض