قراءة في كتاب “مستجدات منهاج التربية الإسلامية -مقاربات ابستمولوجية وديداكتيكية وبيداغوجية-»

0

اعده للنشر/ذ.اسماعيل مرجي

في إطار مهامها التكوينية والتأطيرية، المتمثلة في تطوير وتجويد تدريسية مادة التربية الإسلامية، وتفعيلا لبرنامج عملها «قراءة في كتاب»، والهادف إلى التعريف بما كتب حول منهاج مادة التربية الإسلامية، بغية الارتقاء بمادة التربية الإسلامية، وتجويد الممارسة الديداكتيكية، نظمت مجموعة«علوم التربية وديداكتيك التربية الإسلامية» (رابط المجموعة على الفايسبوك)ورابطها التالي :

https://web.facebook.com/groups/545681428868350

ندوة تربوية يوم السبت 27 مارس 2021م، الموافق لـ 13 شعبان 1442، عن بعد، في موضوع: «قراءة في كتاب مستجدات منهاج التربية الإسلامية -مقاربات ابستمولوجية وديداكتيكية وبيداغوجية-»، للمؤلفين: ذ/مصطفى فاتيحي، وذ/محمد لهوير.

الندوة قام بتسييرها الأستاذ اسماعيل مرجي، وهو مشرف المجموعة، وأستاذ مادة التربية الإسلامية بمديرية أزيلال، وأطرها كل من السادة: مصطفى المتاقي، مقدم الكتاب، وهو مفتش تربوي ومنسق جهوي لمادة التربية الإسلامية بأكاديمية الدار البيضاء سطات، والسيد محمد الهوير، مؤلف الكتاب، وهو أستاذ مادة التربية الإسلامية بمديرية الحي الحسني بالدار البيضاء، والسيد مصطفى فاتيحي، مؤلف الكتاب، وهو أستاذ مادة التربية الإسلامية بمديرية الحوز، والسيد عبد العزيز الإدريسي، أستاذ مادة التربية الإسلامية بمديرية آسفي.

وقد تم نقل فعاليات الندوة على المباشر في تطبيق زوم وعلى صفحة المجموعة في هذا الرابط:

https://web.facebook.com/100011438284653/videos/1577695399288388/، وحضرها ثلة مباركة من الطلبة والأساتذة والمؤطرين التربويين، والمهتمين.

افتتحت الندوة بتشنيف الأسماع بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، من سورة الإسراء، تلاها القارئ يونس أخويلي مشكورا وهو أستاذ مادة التربية الإسلامية.

استهل الأستاذ اسماعيل مرجي، الندوة التربوية، بتقديم الشكر للسادة الأساتذة المحاضرين، الذين لبوا الرغبة في مشاركة وتأطير الندوة، كما رحب بالمتابعين والمشاهدين، مذكرا بأهداف برنامج قراءة في كتاب، والسبب في اختيار والبداءة بكتاب: «مستجدات منهاج التربية الإسلامية – مقاربات ابستمولوجية وديداكتيكية وبيداغوجية-»، وهو أنه من أوائل ما ألف بعد صدور الوثيقة المنهاجية، ويناقش مستجداته ويبين حلولا لأجراتها وتنزيلها؛

ومنه انطلق الأستاذ مصطفى المتاقي-مقدم الكتاب موضوع القراءة والمدارسة-، بعد تنويهه بعمل المجموعة، ودورها في التأطير والمواكبة وتطوير تدريسية مادة التربية الإسلامية، بمداخلة في موضوع: بيان أهمية الكتاب ومركزيته في توجيه منهاج مادة التربية الإسلامية، مبينا أن الكتاب كان نتاج تجربة لأستاذين مارسا التدريس، وخبرا أغواره، واستطاعا أن يقفا على مجموعة من الآليات التي يمكن أن تساعد على الارتقاء بتدريسية مادة التربية الاسلامية، سواء في الاشتغال الصفي مع المتعلمين والمتعلمات، أو في مستوى المساهمة الفعلية في الندوات والورشات واللقاءات،التربوية.
فالكتاب هو بداية لتصور عملي للممارسة الديداكتيكية لمادة التربية الاسلامية، -ونحن في حاجة ماسة إليها-؛ لان الإشكال بعد صدور المنهاج، وفي غياب صدور التوجيهات التربوية التي تيسر وتسهل منهجية الاشتغال؛ كان هذا الكتاب بداية لوضع هذا التصور، ومنح الأساتذة مجالا لفهم مستجدات هذا المنهاج ومفرداته ومكوناته، والعلاقة بين محتلف المفردات الواردة فيه، والمقاربات البيداغوجية المستعملة، إضافة الى ما أبدعا فيه من اقتراح مجموعة من المقاربات البيداغوجية، أو الإستراتيجيات التي يمكن أن تمارس داخل الصف، فهو باعتبار ما، نوع من التوجيه التربوي للأساتذة الكرام؛ خاصة وأنه تضمن مجموعة من الفصول والمباحث والآليات المساهمة في التنزيل الديداكتيكي لمختلف مداخل المنهاج؛ فهو بذلك يساهم في:

إدراك حقيقة الاشتغال الديداكتيكي داخل المادة والخروج بها من منطق الوعظ والارشاد، وغيره، إلى منطق التدريس وبناء التعلمات، من قيم ومواقف ومهارات…

 

وختم الأستاذ الفاضل مداخلته بزف بشرى قرب صدور وثيقة التوجيهات التربوية -في آخر السنة أوبعد شهور- ، والتي لا ريب ستكون مساعدة في توجيه المنهاج وتطوير عملية الإشتغال الديداكتيكي، مع مجموعة من المنتجات التي أنتجها السادة الاساتذة والمفتشون التربويون.

وفي المداخلة الثانية، للأستاذ مصطفى فاتيحي، استهل كلامه بالحديث عن مكونات الكتاب -موضوع القراءة والمدارسة-، حيث بين أنه تضمن ثلاث مقاربات متكاملة، وهي المقاربة الإبستمولوجية والبيداغوجية والديداكتيكية للمنهاج، بغية الفهم والاستيعاب والتنزيل الجيد، وعلى أساس ذلك تم تقسيم فصول الكتاب، فكانت مداخلته متمحورة حول المقاربة الاولى والثانية، وهي التي تمثل الفصل الأول والثاني من الكتاب؛ حيث كان الفصل الاول منه تحت عنوان : مقاربات ابستمولوجية للمنهاج الجديد المفهوم والتأصيل والفلسفة المؤطرة.

أبرز في البداية المقصود بالمقاربة الإبستمولوجية للمنهاج؛ وهي بيان وإدراك طبيعة وخصوصية المعرفة الشرعية، التي ليست مجرد تجربة نظرية، او مثالية تأملية فلسفية؛ وانما هي علم وعمل، وسلوك ونظر، لينتقل بعدها إلى الحديث عن هذه المقاربة الابستمولوجية، والتي ابتدأها  بالحديث عن الخلفية الابستمولوجية لمداخل المنهاج ومسمياتها؛ حيث أكد أن الخلفية الابستمولوجية للمعرفة الشرعية هي الكامنة وراء تلك المسميات، التي تعكس دلالة عميقة في تسمية المداخل، فهي من خلالها تتغيى العمل،  فالتزكية بدل العقيدة، والاقتداء بدل السيرة والتاريخ، والاستجابة بدل الفقه، والقسط عوضا عن مكون الحقوق، والحكمة بدلا عن مكون الاخلاق، كما في المناهج السابقة، فعندما يضع المدرس دلالة هذه المداخل، وهو يخطط وينزل، يكون قد سلم  من منطق التجزيء وراعى البعد الوظيفي للمعرفة الشرعية، ولم يغرق ويضيع في التفاصيل والانزلاقات الديداكتيكية والخلافات الكلامية العقدية…

والخلفية نفسها تتجلى في تعريف مادة التربية الاسلامية كما في المنهاج، وهي أنها: مادة دراسية تروم تلبية حاجات المتعلم(ة) الدينية التي يطلبها منه الشارع، حسب سيروراته النمائية والمعرفية والوجدانية والاخلاقية وسياقه الإجتماعي

 

والثقافي. ويدل هذا المفهوم على تنشئة الفرد وبناء شخصيته بأبعادها المختلفة الروحية والبدنية، وإعدادها إعداد شاملا ومتكاملا وذلك استنادا إلى:

المبدأ: ضرورة الاستجابة للحاجات الدينية الحقيقية؛

الغاية: اكتساب القيم الأساسية للدين المتمركزة حول قيمة” التوحيد”؛

المداخل: “التزكية” و”الاقتداء” والاستجابة” و”القسط” و”الحكمة”.

وهو تعريف ينطوي على خلفية ابستمولوجية، وقد حسم إشكالا مهما وهو، هل مادة التربية الاسلامية مادة معرفية، ندرسها كمعارف شرعية في صيغتها الاكاديمية والعالمة، أم يستدر ما فيها من  المعاني والقيم والامتدات التي لها واقع في سلوك المتعلم؛ أي أن المتعلم يحس أن مادة التربية الاسلامية تجيب عن أسئلته وتتفاعل مع قلقه وهمومه وانتظاراته…

مبرزا أن الاشكال المعرفي من الاشكالات التي تتواجد عندنا كمدرسين، بحيث يحصل الانزلاق والانحراف إلى هذا الجانب، مما يساعد في الطرق الالقائية والتلقينية، فترى الاستاذ يعرف مثلا بالحديث ويذكر أنواعه ويشرح ويناقش أقوال المفسرين … كل ذلك يؤدي الى عدم وظيفية المعرفة الشرعية، ويكون مدعاة الى النفور والملل والرتابة…

والنظر الابستمولوجي ينظر كذلك الى تاطير السورة للمداخل، باعتبارأن الوحدة الموضوعية، ضامنة لوحدة المادة الدراسية، ثم مركزية النموذج النبوي يكون مانعا للانحراف في التنزيل.

وعلى أساس ذلك انطلق الأستاذ في مداخلته متحدثا عن المقاربات البيداغوجية للمنهاج الجديد في ضوء التدريس بالكفايات ، وهو ما يمثل الفصل الثاني من الكتاب ، فاكد بداية على مدى الحاجة إلى الربط بين المقاربة الإبستمولوجية والبيداغوجية، من خلال علاقة المنهاج بالوضعية، وفي الكتاب مثال لذلك، وقد تم تفعليه في الصفوف الدراسية بدروس تطبيقية…

والكتاب يقترح الوضعية الدامجة : ويبين أهميتها في بناء التعلمات، ودفع المتعلم الى الانخراط، وتحقيق الادماج، وتوفير الوقت، وتحقيق الترابط بين مداخل المنهاج تحت هيمنة وتحقيق محورية السورة؛

 

وثني بالعلاقة بين المداخل وتمثلات المتعلم: مبينا أن الطريقة التي نظمت بها المداخل تساعدنا على كشف تمثلات المتعلم، فالتمثل لا يكتشف خلال حصة واحدة، ولا يعالج في حصة واحدة وانما هو سيرورة يحتاج لحصص وربما لسنوات وحصص متعددة، عبر تفعيل بيداغوجيا الخطأ، ومعالجة العوائق الابستمولوجية .

وثلث بفلسفة مداخل المنهاج وبناء المفاهيم: معتبرا أن المنهاج من خلال المداخل وفلسفتها، التي هي: مقاربات سيكوبيداغوجية وديداكتيكية للتعلم، -وليست محطات معزولة-؛ لها دور أساسي في بناء المفاهيم، فالمفهوم-كما نعلم- لا يعطى جاهزا؛ وانما يبنى من خلال وضعيات ودعامات وأسئلة واعداد…

واسترسل الأستاذ في حديثه عن مجموعة من الموجهات البيداغوجية لمنهاج مادة التربية الإسلامية، والتي وردت في الكتاب على شكل مباحث من بينها:

المنهاج وبناء القيم : فإن القيم التي ينميها منهاج مادة التربية الإسلامية تبنى ولا تلقن؛ ويحتاج ذلك إلى جهد جبار وأسئلة دقيقة وتبادل للخبرات والتجارب، ودرك لتمفصلات وعلاقات مفردات المنهاج …

المنهاج الجديد وبناء المهارات: يستهدف المنهاج تمهير المتعلم على نقد المواقف، والتعبير عن الراي، والاستنتاج، والتحليل، والمقارنة، والتعبير، وهذا يستدعي أن لا نعطي للمتعلم معرفة جاهزة بل يتم تمهيره على المهارات المحددة المستهدفة تدريسا وتقويما ؛ إذ كما نقوم ندرس.

التقويم في ضوء المنهاج الجديد: في عملية التقويم، نراعي فيها  المداخل وفلسفة المنهاج، والوضعية والاهداف والكفاية النوعية الخاصة لكل مستوى دراسي، والعلاقات بين كل ذلك ، والتي يجمعها التوجيه الهام الوارد في الأطر المرجعية، وهو أن مادة التربية الاسلامية تعتبر مادة واحدة مندمجة ومتكاملة، ومداخلها ليست بنيات مستقلة في المنهاج، وإنما هي مقاربات سيكوبيداغوجية وديداكتيكية لاكتساب المعارف وبناء المفاهيم وتملك القيم في تكامل لبناء شخصية المتعلم.

يتم تقويم المادة في بعدها التكاملي انطلاقا من وضعية تقويمية دامجة ودالة مرتبطة بمداخل المادة.(وضعية تقويمية واحدة او وضعيتين تقويميتين على الأكثر).

 

ومن الإبستمولوجي والبيداغوجي إلى الديداكتيكي، كانت مداخلة الأستاذ محمد لهوير في موضوع: مقاربة ديداكتيكية لمنهاج ماة التربية الإسلامية، وهي التي تمثل الفصل الثالث من الكتاب، ملفتا النظر إلى أن المقاربات الثلاث (الإبستمولوجية والبيداغوجية والديديكتيكية) لا تنفصل بعضها عن بعض عمليا.

وأبرز في مداخلته مجموعة من الموجهات الديداكتيكية وهي :

الإنطلاق من الوضعية الدامجة: فالمنهاج رغم تغييره قد حافظ على المقاربة بالكفايات، والتي تتم أجراتها في مادة التربية الإسلامية بالوضعية المشكلة؛ باعتبارها تسعف في إدماج المعارف والقيم والمهارات والتمثلات…، فلابد من الانطلاق منها في جميع المداخل، ما عدا القران الكريم، فيمكن الانطلاق من مدخل إشكالي؛ لان القرآن الكريم هو المؤطر، وهو الذي يجيب عن الاشكالات بصفة عامة .

ويقترح الكتاب أن تكون هذه الوضعية دامجة، لدروس وحدة من المداخل، وهو ما يسعف في التدبير الزمني، فبدل الاشتغال بعشرين، أو ستة وعشرين وضعية، تلخص في أربع وضعيات لكل خمسة مداخل وضعية مندمجة.

 

كما أن المتعلم يقوم في وضعيات دامجة، في الفروض، أو الامتحانات، فكما ندرس نقوم، وكما نقوم ندرس؛ فلابد من استحضار هذا الجانب.

المداخل التي بني عليها المنهاج من الناحية الديدياكتيكية، ليست بنيات مستقلة، وانما هي مقاربات سيكوبيداغوجية وديداكتيكية للتعلم، كيف ذلك؟ هي ليست كالمنهاج القديم، الذي وقع فيه الفصل بين مكوناته، كمكون العقيدة، ومكون السيرة…، إن المداخل نموذج نبوي في التربية، فالاستاذ يقتدي بالنموذج النبوي في التربية؛ فيربي كما ربى الرسول عليه الصلاة والسلام الصحابة، تربية شاملة عامة، لا تقتصر على جانب دون آخر، بل تلبي كل الرغبات وتصحح التمثلات إسلاما وإيمانا وإحسانا؛

مركزية السورة المقررة : أولى المنهاج للقرآن الكريم مكانة هامة حيث قرر مجموعة من السور في مختلف الأسلاك التعليمية، وهو ما يعني مركزية القرآن الكريم، والسورة المقررة، واعتبارها مؤطرة لجميع المداحل؛ وأشار الباحث في مداخلته إلى أن المنهاج،  للأسف وكذا واضعوا البرامج والكتب المدرسية، لم يلتزموا أكثر بهذا الموجه الديداكتيكي، فبدل تقسيم السورة الى أربعة اجزاء، ليؤطر كل جزء جميع المداخل في كل وحدة،  تم تقسيمها الى ستة، وهو خطأ  يخالف مبدا تاطير السورة.

وإعمالا لهذا المبدإ والموجه الديداكتيكي اقترح الاستاذ الاستغناء ما امكن عن نصوص الإنطلاق، -رغم أهميتها-، وجعلها نصوصا وظيفية تكون عبارة عن دعامات، أوأسناد، سواء كان النص قرآنيا أو حديثيا أو فكريا.

توظيف الكتاب المدرسي : يحاول الاستاذ ألا يفرض عليه الكتاب المدرسي سلطته، فهو وسيلة ودعامة، والذي يؤطره هو الاطر المرجعية والوثائق، وعليه؛ فلابد للاستاذ من ملف علمي يضمنه مختلف الوثائق الرسمية التي تضبط عمله، وترشد توجهه؛

الحذر من الانزلاقات الديداكتيكية: ختم الأستاذ مشكورا مداخلته بتوجيه للجميع، من الحذر في الوقوع من الانزلاقات الديداكتيكية، خصوصا في القران الكريم، والسيرة النبوية، وعلى أساس ذلك يقترح الكتاب إطارا مرجعيا للجذع المشترك، يضبط عمل الأستاذ.

وفي مداخلة الأستاذ عبد العزيز الإدريسي، والتي شملت ثلاثة محاور أساسية، انطلق في أولاها بوضع الكتاب في سياقه البيداغوجي والمنهاجي، انطلاقا من حديثه عن منهاج مادة التربية الإسلامية لما صدر في 2016، ومختلف الوثائق الهادفة إلى تصريفه، بدء بالتوجيهات التربوية، والاطر المرجعية، ومذكرات التقويم والمراقبة المستمرة، ثم دليل الأستاذ، ثم الكتب المدرسية، لكن الاشكال الذي وقع عدم احترام هذه التراتبية، فبعد صدور المنهاج صدرت مباشرة الكتب المدرسية، وتأخرت الوثائق الأخرى ، ما جعل هذه الوثائق كلها غير منسجمة، فنجد تضاربا بين الأطر المرجعية،,والكتب،المدرسية.
اما دليل الأستاذ فيعتبر هذا الكتاب -موضوع القراءة والدراسة- من أهمها واعمقها وادقها واشملها.

وثنى المحاضر بالمحور الثاني، متحدثا عن مكونات الكتاب، وهويتكون من مقدمة، من المفتش التربوي مصطفى المتاقي، وثلاثة فصول كما سبق، والجميل فيه انه قارب المنهاج من ثلاث زوايا، من الإبستمولوجي البيداغوجي إلى الديداكتيكي،

 

بطريقة سلسة مندمجة، نابعة من الواقع ومن إكراهات الفصول الدراسية ومن التجربة …

وثلث ببيداغوجيا بناء المفهوم: حيث اعتبرها المدخل الأمثل والأسلم لتطوير منهاج مادة التربية الاسلامية، وقد شار إليه المؤلف ولكن باقتضاب يسير يحتاج إلى توسيع واجتهاد؛ ليقرر أن التنزيل الديداكتيكي السليم واستراتيجية التدريس بالمفهوم تقتضي أولا الإلمام بخلفياته النظرية، سواء كانت ابستمولوجية أو بيداغوجية أو ديداكتيكية؛ وإن التدريس بالمفهوم هو الذي سيخرج مادة التربية الإسلامية من مآزقها؛ لانها تعاني الان ومع هذا المنهاج من الالقاء والتلقين وهو الغالب.

وإن من شان الاشتغال بالمفهوم، اعطاء المعنى لمدخل الكفايات؛ باعتباره عدة بيداغوجية متكاملة، انطلاقا من الاشتغال بوضعيات مشكلة، أودامجة، ومن خلال التركيز على وظيفية المعرفة، من أجل بناء المفاهيم.

والتدريس بالمفهوم يجعل شخصية المتعلم ذات ابعاد متعددة ومتنوعة بحيث يمكن أن يتخذ موقفا، أو يحلل ويعترض ويساند، يمكنه من أدوات التحليل والتفكير…

وعلى العموم، فبناء المفاهيم يتوخى في المنهاج مجموعة من المهارات منها الفهم والاستشهاد والاستقراء واتخاذ المواقف وتعليلها …

ولا بد من الانتباه لبعض الانزلاقات المعرفية أو الديداكتيكية  التي تصاحب بناء المفهوم، وخصوصا العقدي منها؛ وذلك بتجنيبه من الخلاف الكلامي، والدخول مع المتعلمين في الفرق الكلامية، يقول عبد الرحمان النجار إن العقيدة الاسلامية جاءت للمعالجة وليس للمحاججة.

وقدم الاستاذ مشكورا في إطار التدريس بالمفهوم اقتراحا توجيهيا من اجتهاده، وهو خاص بالسنة الاولى بكالوريا، فبين أنه يمكن  تلخيص مفاهيمها في خمسة، وهي:

مفهوم الإيمان: ويتفرع عنه مفاهيم ثانوية كالغيب والعلم الفلسفة والعمران؛

ومفهوم الشورى: من خلال أحداث صلح الحديبية والرسول مفاوضا ومستشيرا، ومن خلال درس عثمان، ودرس الرسول صلى الله عليه وسلم في بيته ؛

وفي الاستجابة عندنا مفهوم مركزي وهو الأسرة: وترتبط به مفاهيم الزواج، والطلاق، والعدة، ورعاية الاطفال…؛

والرابع مفهوم الحق: وترتبط به مفاهيم أساسية، كالامانة والمسؤولية، والصبرواليقين، والعفة والحياء؛

وفي مدخل الحكمة مفهوم الرشد: وهو مركزي ويرتبط بمفاهيم أساسية كالكفاءة والاستحقاق، والعفو والتسامح، والوقاية، وحديث السبعة الجامعة لكل هذه المفاهيم.

وختم مداخلته ببيان ثلاثة تحديات ينبغي العمل بتظافر الجهود على تجاوزها، وجعلها مدخلا لتطوير المنهاج وهي:

أولا: التحدي المعرفي: كيف يمكن أن نطور المعرفة الشرعية لتستجيب للتحديات المعاصرة، وهنا نقف أمام مجموعة من التحديات التي تواجهنا؛

ثانيا:كيف يمكن أن نطور البيداغوجيات والاستراتيجيات التي تحدث عنها الكتاب ؛

ثالثا: التحدي الرقمي: كيف نستثمر هذا التحول الرقمي بطريقة جيدة في ترسيخ هذه المادة وتطويرها والرقي بها نحو مدارج الكمال والاحسان.

  وفي ختام الندوة افتتح النقاش وباب التساؤل حول قضايا في تدريسية مادة التربية الإسلامية، طرح خلالها الحاضرون بعض الإشكالات، تفاعل معها المحاضرون، قدموا خلالها معطيات إضافية مهمة ساهمت في إغناء وإثراء النقاش .

وقد دامت أشغال هذه الندوة التربوية، من الساعة التاسعة مساء، إلى الساعة الثانية عشرة ليلا، مرت في جو تربوي مفيد وممتع، جعل إدارة المجموعة تضرب موعدا جديدا قريبا يوم السبت 10 أبريل 2021، في إطار برنامجها «قراءة في كتاب»، والذي اختير أن يكون كتابا جديرا بالقراءة والمدارسة، وهو كتاب: ﴿الأسس العامة للمنهاج الجديد لمادة التربية الإسلامية من التاطير النظري إلى التنزيل الميداني، لمؤلفه الدكتور محمد الانصاري، وهو مفتش تربوي لمادة التربية الإسلامية، باحث في التربية والديداكتيك، وإلى ذلك الحين اختتمت الندوة التربوية بتجديد الشكر والثناء للمحاضرين الأفاضل، والسادة المشاهدين المتفاعلين، وللجنة المنظمة بكافة أعضائها كل واحد باسمه، السيد: عبد الله اداجنان، والأستاذ اسماعيل مرجي، والدكتور عبد الله الزكي، والسيد نور الدين مرجان.

رابط تحميل التقرير

تقرير عن الندوة التربوية

عن اللجنة المنظمة

ذ/ اد اجنان عبد الله

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.