الجزيرة نت-الرباط
13/12/1016
في جلسة كان الحديث فيها دون ضوابط، وافق عبد الرحيم بأن يزوج طفلته لصديقه رغم أنها تصغره بـ 28 عاما، إذ يقول إن عادات قبيلته بنواحي الجديدة غربي المغرب “لا ترى البنت إلا في بيت زوجها كيفما كان سنها”.
عاد والد عائشة وهو فلاح بإحدى قبائل دكالة بمدينة الجديدة الساحلية منتشيا يزف الخبر، ظنا أنه “سيزيح عنه هم الخوف على شرف طفلته الذي يقض مضجعه”، مؤكدا جأنه “حرمها من التعليم لأنه كان مرعوبا من هذا المشهد المختبئ في ذهنه”.
بدا كل شيء كأنه لحظة مرح بين أطفال القبيلة، ولكن ربما كان ثوب الزفاف الذي تحلم به كل فتاة هو نفسه نهاية لأحلام طفلته. انتزعت عائشة من بين لعبها، وسلمت إلى رجل ينتمي لقبيلة والدها، لكنها لم تلتق به إلا أمام القاضي الذي أبرم عقد زواجهما.
تقف اليوم عائشة على أطلال ما فات من سنوات عمرها وسط أحلام تصغر كلما كبرت طفلتها التي بلغت عامها الثاني، وتروي حكايتها لـ “الجزيرة نت” وهي تنظر في صورة معلقة على حائط غرفتها قالت إنها “التقطت لها قبل زواجها”، بدا وجهها في الصورة مشرقا وملامحها طفولية، لكنها اليوم جسد هزيل ووجه نحيف وعينان يبدو عليهما تعب شديد.
تتذكر تفاصيل عام ونصف العام فقط قضته في منزل زوجها ذي الأربعين عاما، قالت بعينين دامعتين إنه “كان يضربها بشدة ويشتمها باستمرار”.
وحكى والدها أنه عندما زارها “ارتمت على صدره تنتحب بشدة”، فـ “استبد به الغضب جراء ما تعانيه ابنته من زوجها وعائلته”، وأعادها إلى منزله بعدما اكتشف أنها “لن تستطيع إكمال حياتها في منزل ذلك الرجل الذي قال إنه “كان يواعد نساء أخريات في بيته، ويطرد زوجته لتبيت في فناء المنزل بحجة صغر سنها وتفكيرها الطفولي الذي لا يرتقي إلى تفكيره” حسب قوله.
وفي الوقت الذي تفرح فيه قريناتها عندما يحصلن على لعبة في هيئة طفلة، رزقت عائشة بعد هذا الألم بطفلة حقيقية تصغرها بأربع عشرة عاما، وكل ما تذكره عن يوم ميلاد طفلتها أنها استلقت على سرير تصرخ بأعلى صوتها عسى أن تخفف صرخاتها من حدة آلام مخاض كان عسيرا، وهي آلام لا تتناسب مع جسمها النحيل والصغير.
تدرك اليوم عائشة على بعد أربع سنوات من تجربتها، أن هذا الزواج سلبها من جسدها، وأحل محلها “امرأة” تتحمل مسؤولية أثقلت كاهلها..
رابط النص الأصلي في مصدره من هنا :