إن الناظر في أخلاق المسلمين اليوم سواء في المحيط الضيق أو المحيط الواسع، يكتشف ضعف روح التضحية لدى معظم الناس بما فيه نفسه ذاتها، التي يجدها متطلعة إلى النجاح دون تحمل العمل بجد واجتهاد، وإلى الربح دون ركوب الأخطار ومواجهة الصعاب، فهل هذه الاتجاهات تنسجم مع الإسلام وتتماشى مع مقاصد عقيدته وعباداته وأخلاقه؟ أم هي على النقيض تماما من ذلك كله؟ ذلكم ما سنحاول بسطه في عجالة واختصار.
ما موقع التضحية في الإسلام؟
إذا انطلقنا من العقيدة الإسلامية المبنية على الإيمان ومقتضياته التصورية، وجدنا الإيمان بالله تعالى يقتضي التعلق القلبي به، وربط جميع الحركات والسكنات بمرضاته، والحرص على استحقاق رحمته ومغفرته وتوفيقه في الدنيا، والفوز بنعيم جناته والنجاة من نيران جحيمه في الآخرة، والتضحية بكل ما يبلغ المرء أجر الآخرة من عمل ومعاناة وبذل للجهد والمال والوقت، والتضحية أيضا بكل مكسب أو لذة أو متاع يحول دون الظفر برضى الله ويجلب سخطه.
ففعل كل طاعة اعتقادا وعبادة وأخلاقا وترك كل معصية وتجاوز كل ابتلاء بنجاح ينطوي على معنى ما من التضحية لامناص من تحققه لتحقيقها على الوجه المطلوب.
أين تتجلى معاني التضحية في سنة الأضحية؟
للوقوف على هذه المعاني نتوقف عند أمر الله سيدنا إبراهيم بذبح ابنه إسماعيل عليهما السلام، والذي وهبه الله إياه بعد بلوغه سن الشيخوخة، وأصبح يعينه على أعباء الحياة ويملأ حياته بهجة وسرورا، وهو الولد البار بوالديه المطيع لربه ومولاه، إذ لم يتردد في الاستجابة لأمر الله عندما قص عليه أبوه ما رآه في المنام من تكليف الله له بذبحه، مما يعد من أعظم ما ابتلي به إبراهيم في مسار نبوته، فنجح فيه بمؤازرة ابنه البار واستعداده للتضحية في سبيل طاعة أبيه الذي كان مستعدا لطاعة أمر ربه.
(وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ) (الصافات 99- 111).
وهكذا خلد لنا أبو الملة الإسلامية خليل الرحمن إبراهيم مثالا رائعا في التضحية على طريق الطاعة والعبودية التامة لله رب العالمين، وشرعت الأضحية سنة مؤكدة في الإسلام، لتظل رمزا أبديا للتضحية بكل غال ونفيس ابتغاء ما هو أغلى وأنفس أي نيل رضى الله والسعادة الأبدية في الدار الآخرة.
ومن شروط تحقق معنى التضحية في نسك الأضحية، ألا تنزل عن أدنى درجات الجودة فيها، فلا يكون بها عيب من العيوب التي تجعل قيمتها متدنية وأوصاف السلامة فيها مختلة، فقد صح في السنة أنه لا يجوز من الضحايا العوراء البين عورها والعرجاء البين عرجها والمريضة البين مرضها والعجفاء التي لا تنقي. (رواه الخمسة وصححه الترمذي).
والأجر الذي من أجله تكون أضحية يوم النحر ويسترخص بذل قيمتها بينه رسول اللهrفقال:”ما عمل ابن آدم يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، وإنه ليؤتى يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع بالأرض، فطيبوا بها نفسا” (الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني)
وإذا كانت بعض ضروب التضحية مثل أضحية العيد سنة، فإن مبدأ التضحية وقيمها تعتبر من أوجب الواجبات، باعتبارها من أسس الدين وأصول الالتزام به على مستوى الهمة والسلوك، فمن ليس لديه استعداد للتضحية بنفسه وماله ووقته وصحته وكل إمكانياته في سبيل مرضاة الله، سينتهي أمره لامحالة إلى الخسران والبوار والحرمان من فعل الصالحات واجتناب السيئات، وكل ذلك يتوقف على قدر قليل أو كثير – في غالب الأحيان – من التضحية ومجاهدة النفس على القيام بها حينا بعد حين إلى آخر رمق من الحياة.
ما هي مظاهر التضحية في حياة سيدنا إبراهيم عليه السلام؟
لا جدال أن سيدنا إبراهيم إمامنا في التضحية، حيث تعددت مناسبات تضحيته التي خلدها لنا القرآن الكريم، علينا أن نعيها ونتمعنها ونتخذها أسوة حسنة في حياتنا، فقد ضحى بكل ما يملك وقدمه قربانا بين يدي خليله الرحمن الرحيم !!
1)تضحيته بنفسه عندما ألقي به في النار
قال تعالى: (قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آَلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ) (الأنبياء 66 – 69).
2)تضحيته بزوجته هاجر وابنها إسماعيل عندما تركهما بجوار البيت الحرام.
قال تعالى: (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) ( إبراهيم 37).
3)تضحيته بقومه وأبيه.
قال تعالى: (وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا) (مريم 48).(وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ) (التوبة 114)
- تضحيته للملائكة بعجل سمين.
- التضحية بالنفس
قال تعالى: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (غرباء) فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ) (الذاريات 24 – 28).
ما هي بعض نماذج تضحيات الرسول e والصحابة رضوان الله عليهم؟
سار رسول الله النبي الخاتم وتلامذته من الصحابة الكرام على نهج أب المسلمين في التضحية، فقدموا نماذج سامقة من استرخاص النفس والمال وكل غال مهما كانت قيمته في سبيل نصرة دين الله وإقامة منهجه رحمة وبركة وأمانة عظمى وسلاما للعالمين.
v جاء في دلائل النبوة للبيهقي عن ابن إسحاق قال : بعثت قريش أبا طالب إلى رسول اللهrفقال له : يا ابن أخي ، إن قومك قد جاءوني فقالوا كذا وكذا فأبق علي وعلى نفسك ، ولا تحملني من الأمر ما لا أطيق أنا ولا أنت ، فاكفف عن قومك ما يكرهون من قولك ، فظن رسول اللهrأن قد بدا لعمه فيه ، وأنه خاذله ومسلمه وضعف عن القيام معه ، فقال رسول اللهe: « يا عم لو وضعت الشمس في يميني والقمر في يساري ما تركت هذا الأمر حتى يظهره الله تعالى أو أهلك في طلبه » ثم قال له حين رأى ما بلغ الأمر برسول اللهe: يا ابن أخي فأقبل عليه ، فقال : « امض على أمرك وافعل ما أحببت ، فوالله لا أسلمك لشيء أبدا ». وقد كانت حياة الرسولe
ومن تضحيات الصحابة
v تضحية علي بن أبي طالب –tبنفسه عندما بات في فراش الرسول ليلة هجرته إلى المدينة.
v تضحية حنظلة غسيلالملائكة،t، فقد ضحى بنفسه عندما خرج للجهاد صبيحة ليلة زفافه، وسقط شهيدا فيغزوة أحد.
v تضحية عمرو بن الجموحt، وكان أعرج وكبيرا في السن، وقد أصر على الخروج للجهاد فيغزوة أحدرغم ذلك، وحاول أبناؤه منعه من الذهاب للجهاد، لكبر سنه وعرجته، لكنه أصر على المشاركة قائلا : ” والله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه الجنة ” فما زال يقاتل حتى استشهد.
v تضحية أم عمارة نسيبة بنت كعب المازنيةt، ومشاركتها فيغزوة أحدودفاعها عن النبي محمد حيث كانت تحمي الرسولeحتى أثخنتها الجراح.
- التضحية بالمال.
v تضحيةأبي بكر الصديقtفقد ضحى بماله في سبيل دعوة الإسلام وتجهيز جيش المسلمين وتحريرالرقيق.
v تضحيةعثمان بن عفانtفقد ضحى بماله وجهز ثلث جيش المسلمين فيغزوة تبوك.وعَنْ مَالِك أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ rأَنَّ مِسْكِينًا سَأَلَهَا وَهِيَ صَائِمَةٌ وَلَيْسَ فِي بَيْتِهَا إِلَّا رَغِيفٌ فَقَالَتْ لِمَوْلَاةٍ لَهَا أَعْطِيهِ إِيَّاهُ فَقَالَتْ لَيْسَ لَكِ مَا تُفْطِرِينَ عَلَيْهِ فَقَالَتْ أَعْطِيهِ إِيَّاهُ قَالَتْ فَفَعَلْتُ قَالَتْ فَلَمَّا أَمْسَيْنَا أَهْدَى لَنَا أَهْلُ بَيْتٍ أَوْ إِنْسَانٌ مَا كَانَ يُهْدِي لَنَا شَاةً وَكَفَنَهَا فَدَعَتْنِي عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَتْ كُلِي مِنْ هَذَا هَذَا خَيْرٌ مِنْ قُرْصِكِ.
ولا تنحصر التضحية في بذل النفس والمال في الجهاد في سبيل الله، بل تتعدد صورها لتشمل مجالات الحياة جميعها.
ما هي شروط التضحية؟
- أن يقصد بها مرضاة الله ونيل ما أعده للعاملين والصالحين في الآخرة، وأن تنضبط بتوجيهات الشرع وأولوياته ومقاصده.
- أن تكون بما هو نفيس مثل النفس والمال قال تعالى: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآَخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ)
- وتكون بالوقت والجهد والصبر على الصعاب،(وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ) (المؤمنون 61-60).
- أن يكون المضحى به أقل وأهون من المضحى لأجله، وإلا صارت التضحية خسارة يجب تجاوزها وسفاهة يحرم ارتكابها.
بما تكتسب القدرة على التضحية؟
باليقين في العوض والرجاء في الجزاء فمن عرف ماقصد هان عليه ما وجد، كما قال خالد بن الوليدtلكسرى عظيم الفرس (يا كسرى أسلم تسلم والا جئتك بقوم يحرصون على الموت كما تحرصون انتم على الحياة. وقد ربط القرآن دائما بين الإيمان والقدرة على البذل والتضحية (وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ)، (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (البقرة 218).
قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (الزمر 10).
نماذج من تغني الشعر الإسلامي بالتضحية
يا من يسامي العلى عفواً بلا تعبِ … هيهات نيلُ العلى عفواً بلا تعــــــبِ
عليك بالجدِّ إني لم أجد أحـــــــــداً … حاز نصيبَ العلى من غير ما نصبِ
يقول الشاعر العربي صفي الدين الحلي:
لا يمتطى المجد من لم يركب الخطرا **** ولا ينال العلا من قدم الحـــــــــذرا
ومن أراد العلا عفواً بلا تعــــــــــــب **** قضى ولم يقض من إدراكها وطرا
لابدّ للشهد من نحل يمنعــــــــــــــــه **** لا يجتني النفع من لم يحمل الضررا
لا يُبلغ السؤل إلا بعد مؤلمـــــــــــــة **** ولا يتم المنى إلا لمن صبـــــــــــرا
ولا ينال العلا إلا فتى شرفــــــــــــت **** خصاله فأطاع الدهر ما أمـــــــــــرا
ويقول أمير الشعراء أحمد شوقي:
وما نيل المطالب بالتمنــي **** ولكن تؤخذ الدنيا غلابــــــا
وما استعصى على قوم منال **** إذا الإقدام كان لهم ركابا
خاتمة
ما أحوج الأمة الإسلامية اليوم إلى ترسيخ قيمة التضحية في سلوك الأجيال، وقد فشت فيها آفة التضحية بالمصلحة العامة من أجل المصلحة الشخصية وداء التضحية برخاء الأمة وازدهارها واستقرارها من أجل رفاه طائفة من الأنانيين والفاسدين.
إنها في أمس الحاجة إلى التربية على معاني التضحية وأخلاقها وقيمها لكي تتمكن من الانخراط المسؤول والفعال في استئناف مشروعها الرسالي الحضاري، الذي قام على معاني التضحية وفعاليتها، فمكثت لحقب متوالية تعرض على الإنسانية وحي الله الخاتم وتطبق منهجه الخالد في الواقع، الذي به تنال السعادة في الدنيا والآخرة، ويستقيم لها عيشها واجتماعها ونظمها في كل مجالات الحياة.