أعده ذ: عبد الرحيم مفكير:
الكتاب قيد المدارسة اليوم يتعرض إلى أهم قضايا الأمة والصحوة، واليقظة المباركة في عصرنا الحالي.
وقد شغل العديدين منذ ميلاد الدين الإسلامي. والكتاب ليس جديدا في بابه، فقد سبق إليه باحثون في المجال، وكتب الكثيرون في الباب، ولكن لكل جديد جدة كما يقول الدكتور العمراني أحمد. والكتاب يعالج قضية غاية في الأهمية، وهي بيان مناهج الدعوة وأساليبها من خلال القرآن الكريم.
فقد لاحظ أنه اختلط الحابل بالنابل، وادعى بعض المدعين، أن لا منهج إلا منهج التشدد، فخلطوا بين الظن واليقين، فجعلوا من الشاذ قاعدة، ومن المختلف فيه حجة على الجميع، والبعض اتخذ من انتقاص مقدسات الأمة طريقا للاشتهار، حرر السطور لتكون تبصرة للمبتدئين، وتذكرة للعلماء العارفين. .
أهداف الموضوع:
المساهمة في تقريب الكتاب ومضمونه إلى المهتمين بحقل الدعوة
تقديم قراءة متواضعة للشكل والمضمون لا ترقى إلى مستوى الدراسة النقدية
محاور الموضوع:
1- التعريف بالكتاب ومؤلفه.
2- تأملات في الكتاب.
التعريف بالكتاب وصاحبــه
الدكتور الحسن صدقي أستاذ باحث بشعبة الدراسات الإسلامية جامعة شعيب الدكالي الجديدة المغرب، ازداد سنة 1956م بقلعة السراغنة.
مؤهلاته العلمية:
حافظ للقرآن الكريم ، خريج دار القرآن بالرباط الفوج الأول، حاصل على دكتوراه الدولة من جامعة شعيب الدكالي الدراسات الإسلامية 2001م تخصص القرآن وعلومه – القراءات القرآنية-
الأنشطة ضمن الهيئات والمؤسسات:
عضو المجلس العلمي لجهة عبدة دكالة سابقا، أمين عام لمجموعة البحث في الوثائق والمخطوطات بنفس الجامعة، عضو مجموعة البحث في الدراسات القرآنية، عضو في هيئة تحرير مجلة كلية الآداب، عضو البعثة العلمية المغربية لتأطير الجالية المسلمة بالمهجر خلال رمضان، تحت إشراف مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج.
المؤلفات والأبحاث:
درجات الجنان في تجويد القرآن مطبوع دار الفرقان للنشر بالبيضاء سنة 98، إتقان الصنعة في التجويد والقراءات السبع لابن شعيب ” دراسة وتحقيق“ مرقون، ” الآلئ الفريدة في شرح القصيدة لأبي عبد الله الفاسي“ دراسة وتحقيق مرقون، صدق الدليل والبرهان في حوار القرآن“ كتاب مرقون.
محتويات الكتاب:
الكتاب من تقديم الدكتور أحمد العمراني
جاء في مقدمة وأربعة فصول:
الفصل الأول:
الدعوة والداعية، مبحثه الأول: الدعوة تعريفها وأحكامها، والمبحث الثاني: أهداف الدعوة ووسائله، والمبحث الثالث: الداعية ومؤهلاته.
الفصل الثاني:
مناهج الدعوة وأساليبها: مبحثه الأول: المنهج التشريعي وأساليبه، المبحث الثاني: المنهج الوجداني وأساليبهن المبحث الثالث: المنهج العقلي وأساليبه.
الفصل الثالث:
نماذج تطبيقية في الدعوة إلى الوحدانية:
مبحثه الأول: نبي الله إبراهيم عليه السلام/ المبحث الثاني: نبي الله موسى عليه السلام.
الفصل الرابع:
نماذج من غير الرسل: مبحثه الأول: مومن ( سورة يس) والمبحث الثاني: مومن آل فرعون الخاتمة.
الكتاب من الحجم المتوسط يقع في 98 صفحة، ووصلت مراجعه إلى: 35 والمجلات: 8 والصحف:
لقد خص الباحث الفصل الأول والثاني بمجال التأطير والتنظير، ما يحتويان عليه من شروط وضوابط، وما يتميزان به من أدوات العمل، يجد المبتدئ غايته فيها، ولا يستغني عنها العالم، لا سيما وان كتاب الله قد جاء بذكرها، وحث على معرفة كنها وإدراكها، وتعلمها والاجتهاد في تطبيقها ومدارستها.
الفصل الثالث والرابع تعرض فيهما لنماذج تطبيقية، في تبليغ الدعوة الإسلامية، وبالرجوع إلى نصوص القرآن الكريم، نجد ما يجب أن يلتزم به الداعية لإنجاح الدعوة، وإقبال الناس على الاستماع إليهن لتحقيق الغاية من هذا الدين إقامته وسعادة الدارين، ويبقى خير قدوة نقتدي المصطفى المختار عليه، أفضل الصلاة والسلام.
تحــــــــــديد المصطلحات:
v سأقتصر على بعض المصطلحات التي أعتبرها مفاتيح لإدراك مضمون الكتاب ومعرفة طريقة الاستفادة منهن ومن أهمها:
v المنهج: من منطلق أن الباحث عنون كتابه بمناهج الدعوة وأساليبها، ولا نجد أنفسنا مضطرين إلى الوقوف على مصطلح القرآن الكريم، لمعرفة الغالبية العظمى من أبناء الأمة به.
v بالرجوع إلى معاجم اللغة، فالنهج والمنهج والمنهاج“ الطريق الواضح، ونهج الطريق، أنهج واستنهج وضح.
وكذا نهج الطريق وأنهجه: أبانه وأوضحه. ونهجه: سلكه ( المفردات، واللسان، والقاموس والتاج مادة نهج.
v والمنهج: بفتح الميم وكسرها: الطريق الواضح، والخطة المرسومة، ومنه، منهاج الدراسة، ومنهاج التعليم، ونحوهما، وجمعه: مناهج المعجم الوسيط.
v أما في الاصطلاح العلمي فهو باختصار: نسق من القواعد، والضوابط التي تركب البحث العلمين وتنظمه. يعرف د: عبد الرحمان بدوي المنهج ” بأنه الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة في العلوم بواسطة طائفة من القواعد العامة تهيمن على سير العقل، وتحدد عملياته حتى يصل إلى نتيجة معلومة“ ويقول د: قاسم عبده قاسم: ” المنهج هو مجموعة العمليات العقلية الاستدلالية تستخدم في حل مشكلات العلم، وبناء العلم نفسه في مرحلة ما من تاريخه“ ( تطور مناهج البحث في الدراسات التاريخية) 169 عالم الفكر.
v الدعوة: لغة مشتقة من دعاه يدعوه دعاء: بمعنى ناداه ودعاه إلى الأمر. أي رغبه فيه أو ساقه إليه، والداعي جمع دعاة، وهو من يدعو الناس إلى دينه أو مذهبه.
v الدعوة في الاصطلاح: كما عرفها شيخ الإسلام ابن تيمية ” الدعوة إلى الله هي الدعوة إلى الإيمان به، وبما جاءت به رسله بتصديقهم فيما أخبروا به وطاعتهم فيما أمروا به“ وعرفهاالدكتور تركي رابح: هي حث الناس على فعل الخير وتجنب الشر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليفوزوا بسعادة الدنيا وحسن ثواب الآخرة“
إن المراد من الدعوة تبليغ الرسالة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. والدعوة الإسلامية تكليف من الله ورسوله خاصة ولكل من اهتدى بهداه، وسار في طريقه، وهي أمانة في أعناقنا حتى نبلغها إلى الناس كافة ” إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا“ الأحزاب الآية 72.
حكم الدعوة: إن القيام بالدعوة إلى الله فرض على المسلمين يقوم به بعضهم، وبتعبير الأصوليين فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين.
” ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن“ النحل الآية 125.
أهداف الدعوة : إقامة الدين وتبليغه، إصلاح المجتمع وسعادته
الوسائل:الكلمة، الكتابة، وسائل الإعلام
الداعية ومؤهلاته: المؤهلات العلمية، المؤهلات الخلقية: الإخلاص – 2 الصبر – 3 الحلم، المؤهلات السلوكية:
1ـ الحكمة. 2 ـ القدوة الحسنة.
مناهج الدعوة وأساليبها في القرآن :
المنهج التشريعي وأساليبه: منهج القرآن وأساليبه في بيان الأحكام، أساليب التحريم في القرآن، أساليب التخيير والإباحة.
المنهج الوجداني وأساليبه، المنهج العقلي وأساليبه:
نماذج تطبيقية في الدعوة إلى الوحدانية: نبي الله إبراهيم عليه السلام، نبي الله موسى عليه السلام دعاة من غير الأنبياء في القرآن: مؤمن سورة يس، مؤمن آل فرعون.
تأملات في الكتاب:
يرسي القرآن الكريم قواعد الدعوة ومبادئها، ويعين وسائلها وطرائقها، ويرسم المنهج للرسول الكريم، وللدعاة من بعده بدينه القويم. ” ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن“
الدعوة دعوة إلى سبيل الله، ومرتكزاتها الحكمة والموعظة الحسنة، والجدل بالحسنى، الذي يطمئن المحاور، ويشعر المجادل أن ذاته مصونة وقيمته كريمة. وأن الداعي لا يقصد إلا كشف الحقيقة في ذاتها والاهتداء إليها في سيبل الله، لا في سيبل ذاته ونصرة رأيه وهزيمة الرأي الآخر. دعوة باللسان وجدل بالحجة.
لقد جاء القرآن ليربي أمة وينشئ مجتمعا ويقيم نظاما… والتربية تحتاج إلى زمن وإلى تأثر وانفعال بالكلمة، وإلى حركة تترجم التأثر والانفعال إلى واقع… والنفس البشرية لا تحول تحولا كاملا شاملا بين يوم وليلة وبقراءة كتاب كامل شامل للمنهج الجديد. إنما تتأثر بالتدرج،
والقرآن جاء بمنهج التربية يوافق الفطرة البشرية عن علم بها من خالقها.
الكتاب غفل الوقوف على تحديد مفهوم/ مصطلح المنهج، مما يجعل القارئ العادي يحار أمام هذا المصطلح ولا يكاد يدرك المراد به، فنتساءل هل هناك منهج واحد للدعوة أم عدة مناهج ؟
وبالنسبة لنوع الخطاب فإن الكتاب لم يحدد لنا مواصفات الخطاب الدعوي: هذه المواصفات المتمثلة في أنه خطاب إيماني، واضح، خطاب رأفة ورحمة، وخطاب معتدل متوازن، متدرج، إيجابي، حكيم…
الكتاب أشار إلى بعض الأساليب الدعوية كأساليب المنهج التشريعي، والمنهج الوجداني، والمنهج العقلي، ولم يعرج على الوسائل الدعوية لاسيما إبداع أساليب للتواصل الدعوي الحديث في زماننا، ومن هذه الوسائل: القدوة الحسنة، إفشاء السلام، الابتسامة الصادقة، الكلمة المتزنة، النصيحة، الدعاء، التهنئة، الهدية الدعوية، الزيارة الدعوية، والمراسلات الدعوية وغيرها….
لم يعرض الكتاب للدعوة الفردية، والمتبثة في القرآن الكريم، والتي جسدها الأنبياء، وكان من الأفضل الوقوف عليها، وقد استخدم النبي عليه السلام الدعوة الفردية بأمر الله ” قم فأنذر“ في المرحلة الأرقمية، والدعوة الجماعية، ولا يخفى ما لهذه الدعوة الفردية من أهمية وفضل.فهي تحقق ما لا تحققه الدعوة الجماعية.
تحتاج شروط القيام بالدعوة إلى مزيد من البحث والتفصيل، فإلى جانب التركيز على مواصفات الداعية، لابد من الوقوف على الأسباب المساعدة لنجاح الدعوة: ومنها ( مواصفات الداعية التي ركز عليها الكتاب) ويضاف إليها الحديث عن التخطيط والتنظيم، والتعرف على الصفات الشخصية للأفراد، والبدء بالأقربين، والتدرج في الدعوة، والمتابعة، والاقتصاد في الموعظة، وإنزال الناس منازلهم، وتنويع أساليب الدعوة والتقويم.. لقد شغل الكتاب صاحبه بالبحث عن النصوص القرآنية التي تعرض لها موضوعه وبحث عن المناهج الدعوية والأساليب مستعينا بالعديد من المراجع في هذا الباب وأفاد واستفاد. وتمكن بفضل الله ومنته من تبسيط هذه الأساليب والمناهج لمن أراد تحمل أمانة التبليغ، وقدم لهذا الأمر بنماذج تطبيقية سواء الأنبياء عليهم السلام، أم غيرهم. والكتاب حرص على إبراز شيء أساسي ومهم وهو مواصفات الداعية، واعتماد الحكمة والموعظة، والعلم قبل الدعوة، لتكون الرسالة الدعوية واضحة، وتحقق الغاية منها، كما نبه حفظه الله وحذر من السقوط في الغلو والتطرف، وذلك بقوله“ نظرا لما نراه اليوم من أحداث وما نشاهده من وقائع، اختلط فيها الحابل بالنابل، وادعى فيها بعض المدعين، أن لا منهج إلا منهج التشدد، فخلطوا بين الظن واليقين، فجعلوا من الشاذ قاعدة، ومن المختلف فيه حجة على الجميع“
i want book
أريد تنزيل الكتاب