المادة الإسلامية في التعليم المغربي وقضية التنمية

0

madda 0fc54

      نظمت الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية وجمعية خريجي الدراسات الإسلامية العليا بالمغرب الأقصى، ندوة في موضوع:

“المادة الإسلامية بالتعليم المغربي وقضية التنمية”، وذلك بتاريخ 19 و20 محرم 1422 الموافق لـ 14 و15 أبريل 2001 بمدرج الشريف الإدريسي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط. وقد تميزت جلستها الافتتاحية بحضور السيد مستشار جلالة الملك الأستاذ علال سيناصر، و السيد وزير التربية الوطنية الأستاذ عبد الله ساعف، والسيد عميد الكلية الدكتور سعيد بنسعيد العلوي، وعدد من الشخصيات العلمية والتربوية.
واشتملت الندوة على ثلاثة محاور وهي: 
1 ـ واقع المادة الإسلامية في منظومتنا التعليمية. 
2 ـ المضمون الإسلامي في مختلف المواد الدراسية. 
3 ـ علاقة التربية بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية. 
وفي الجلسة الافتتاحية أكد السيد عبد الله ساعف وزير التربية الوطنية أنه “لا يمكن الحديث عن إصلاح التعليم دون الانطلاق من الأساس المتين الذي تقوم عليه حضارتنا المتجذرة في التاريخ المتمثل في مبادئ وقيم العقيدة الإسلامية السمحاء ودون جعل التكوين الأساس للتلميذات والتلاميذ متأصلا في الهوية الحضارية ومتشبعا بأصولها الثقافية”. وأضاف: “إن المادة الإسلامية ظلت متواجدة في المدرسة المغربية منذ تشكيلها تقوم بدورها التكويني والتربوي من أجل المتعلم متشبعا بقيم العقيدة الإسلامية وممارسا وفقا لمبادئها الأخلاقية والتربوية. وإن دورها اليوم والمغرب يخوض معركة التنمية لابد أن ينطلق من المفهوم الواسع للمادة الإسلامية وأن يشمل كل ما يعرف التلميذات والتلاميذ حسب مراحل الدراسة بالإشعاع الحضاري والثقافي الذي انبعث من الإسلام”. واعتبر أن مادة التربية الإسلامية “تعني الوعي بمقومات الهوية الحضارية كوازع للبناء الجديد والمستمر لنهضة البلاد، ويعني أيضا الاهتداء بالقيم الدينية والأخلاقية التي تنبني عليها من أجل ممارسة متنورة للعلاقات داخل الأسرة وفي المدرسة وفي كل مؤسسات المجتمع”. 
وبعد تقديم عدة عروض ومناقشتها على مدى يومين كاملين في تخصصات متعددة شملت: العلوم الإسلامية، التربية الإسلامية، اللغة العربية، اللغة الفرنسية، الفكر الإسلامي والفلسفة، والعلوم الطبيعية من طرف أساتذة ومفتشين ومكونين بالمدارس العليا وخبراء وباحثين، تمخضت هذه الندوة عن توصيات هامة، استحضرت الظروف الخاصة التي يعرفها نظامنا التعليمي بدخوله مرحلة أجرأة الميثاق الوطني للتربية والتكوين والذي سيحدد ملامح تعليمنا خلال العشرية المقبلة.

التوصيات
” انطلاقا من الدستور المغربي الذي ينص على أن دين الدولة الإسلام، واستلهاما لمرتكزات الميثاق الجديد، التي أكدت اهتداء نظام التربية والتكوين للمملكة المغربية بمبادئ العقيدة الإسلامية وقيمها الرامية إلى تكوين المواطن المتصف بالاستقامة والصلاح، واستئناسا بفحوى الكلمة الافتتاحية للسيد وزير التربية الوطنية التي أكد فيها ضرورة الانطلاق “من الأساس المتين الذي تقوم عليه حضارتنا المتجذرة في التاريخ، المتمثل في نهضة مجتمعية شاملة وتحقيق تنمية مستديمة”. 
وانسجاما مع الاتجاه العام للندوة المؤسس على قناعة راسخة بأن الإنسان هو صانع التنمية وأن تربيته وتكوينه للمساهمة فيها، لن يفيدا شيئا إذا لم يرتكزا على قيم المسؤولية والرقابة الذاتية، وأخلاق التضحية والإخلاص والمبادرة إلى العمل الصالح، التي يحققها الإيمان بالله واليوم الآخر. 
اعتبارا لكل ما تقدم توصي الندوة بما يلي: 
أولا: في مجال التربية الإسلامية
1 ـ جعل مادة التربية الإسلامية في الإصلاح المرتقب مادة إلزامية لكل متعلم، وأساسية في التدريس والتقويم، والرفع من حصصها ومعاملها بجميع المستويات والشعب من الأولي إلى الثانوي. 
2 ـ مراجعة المنهاج الدراسي لهذه المادة على أساس المعيارين التاليين: 
ـــــ استهداف ترسيخ قيم العقيدة الإسلامية وأخلاقها الحميدة الرامية إلى إكساب النشء القدرة على المساهمة في نهضة البلاد وتحقيق تنمية شاملة. 
ـــــ اختيار المضامين الإسلامية ذات البعد التربوي الواضح، وإعطاء الأولوية للمعارف المرتبطة بالممارسة السلوكية عند بناء البرامج الدراسية مع مراعاة مدى ملاءمتها للمرحلة العمرية والقدرة الإدراكية للمتعلم، وتجاوبها مع حاجاته النفسية وواقعه المعيش. 
ثانيا:فـــي مجال المواد الدراسية المختلفة
1 ـ إحداث لجنة عليا تضم متخصصين في جميع المواد الدراسية وفي علوم التربية وعلم النفس للإشراف على المنهاج والسهر على التنسيق والتكامل بين محتويات البرامج بهدف تكوين المواطن المغربي المعتز بهويته، المساهم في رقى وتقدم بلده بكفاءة واقتدار انطلاقا من ذاتيته الخاصة. 
2 ـ اختيار النصوص والمؤلفات في مواد اللغات والفكر الإسلامي والفلسفة وغيرها من المواد باعتبار قيمتها التربوية والفكرية والأدبية والفنية، ومدى ترسيخها للقيم الوجدانية الإيجابية والأخلاق الإنسانية السامية. 
3 ـ مراعاة خصوصيات التلميذ المغربي عند بناء برامج العلوم الطبيعية، واعتماد منهجية تربوية في التأليف تتوخى تعزيز العقيدة الإسلامية وتقويتها. 
ثالثا: في مجال التعليم الأصيل
1 ـ توفير الشروط المادية والبشرية لإنجاح تجربة إحداث شعب للتعليم الأصيل بمؤسسات التعليم الثانوي. 
2 ـ اشتراط مستوى معرفي في الموجهين إليه يسمح لهم بمتابعة دراستهم دون تعثر أو انقطاع. 
3 ـ إحداث شعب بمراكز التكوين لتخريج أساتذة متخصصين في التدريس بأسلاك التعليم الأصيل، وإحداث شعب مهنية بسلكه التأهيلي. 
رابعا: في مجال الدراسات الإسلامية. 
1 ـ تعزيز مكانة الدراسات الإسلامية بالتعليم المغربي، وتكييف مناهجها بما يجعلها منفتحة على العلوم الإنسانية والطبيعية ومساهمة في معالجة قضايا الواقع وتوجيه حركة التنمية. 
2 ـ اعتماد التكوين المستمر لأساتذة الدراسات الإسلامية في الجانبين البيداغوجي والمنهجي. 
3 ـ فتح مراكز تكوين الأساتذة في وجه خريجي الدراسات الإسلامية وخريجي جامعة القرويين بالقدر الذي يسد الخصاص الحاصل في أساتذة التربية الإسلامية المتخصصين. 
خامسا: في مجال الجامعة والمعاهد العليا ومدارس التكوين
1 ـ إقرار مادة الثقافة الإسلامية مادة إجبارية في جميع التخصصات بالجامعة المغربية وبالمعاهد العليا ومدارس التكوين المختلفة. 
2 ـ إدخال تدريس مادة تاريخ العلوم عند المسلمين في كليات العلوم ومدارس المهندسين إنصافا للحضارة الإسلامية وتحريرا لأبنائنا من أية عقدة نقص تجاه الحضارة الغربية، وحفزا لهم على الإبداع والابتكار والانخراط بفعالية في معركة التنمية. / .

                                        تقرير: د إدريس العلمي

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.