في نهاية أعمال المؤتمر الدولي الرابع
في نهاية أعمال المؤتمر الدولي الرابع للغة العربية ألقى الأستاذ الدكتور علي عبدالله موسى المنسق العام للمجلس الدولي للغة العربية البيان الختامي للمؤتمر، والذي جاء فيه.
لقد تم بحمد الله وتوفيقه عقد المؤتمر الدولي الرابع للغة العربية برعاية غالية من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي أيده الله، خلال الفترة 17 – 21 رجب الموافق 1436هـ 6-10 مايو 2015 في دبي. وبهذه المناسبة الدولية الكبيرة يسر المجلس الدولي للغة العربية باسم جميع المنظمات العربية والدولية، والاتحادات والمجامع والجمعيات والهيئات المشاركة في تنظيم المؤتمر، وباسم ما يزيد عن 2300 من العلماء والباحثين والمسؤولين والحضور الذين أتوا من أكثر من 74 دولة أن يتقدم إلى دولة الإمارات العربية المتحدة حكومة وشعبا بالشكر والتقدير على استضافتها للمؤتمر وعلى الجهود التي يقدمها حكام دولة الإمارات العربية المتحدة لخدمة اللغة العربية، ويخص بالشكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي راعي المؤتمر أيده الله، والذي اقترن اسمه باللغة العربية نتيجة المبادرات العديدة التي قدمها لخدمة اللغة العربية، ورعايته الغالية لأكبر مؤتمر علمي فكري ثقافي يعقد لخدمة اللغة العربية، ومنحه جائزة محمد بن راشد للغة العربية التي تعد أكبر جائزة تقدم في تاريخها. ويؤكد المجلس بأن هذه الجائزة الغالية التي تمنح سنويا في مجالاتها المختلفة سوف تقود الأعمال الناجحة والمبادرات الخلاقة والتجارب الإبداعية في مختلف المجالات التي تتعلق باللغة العربية، وتعد هذه الجائزة حافزا لجميع المشغولين والمحبين والمهمومين باللغة العربية وقضاياها وموضوعاتها المختلفة، وستكون اللغة العربية وفية لسموه مقابل بره واهتمامه بها ومبادراته التي تعزز مكانها ومكانتها وذلك بتوثق جهوده المختلفة من قبل الباحثين والعلماء الذين استجابوا لدعوة صاحبة الجلالة اللغة العربية من دول العالم المختلفة، بالرغم من عناء السفر، وضعف الإمكانات، والمشقة، التي لم تمنعهم من التضامن مع اللغة العربية ومناصرتها في هذه اللحظة الملحة من تاريخها.
كما يتوجه المجلس الدولي للغة العربية بالشكر لأصحاب السمو والمعالي والسعادة الأمناء العامين والمساعدين في المنظمات الدولية والاتحادات ورؤساء المجامع والجميعات الذين أسهموا في إنجاح أعمال المؤتمر.
ويتوجه المؤتمر بالشكر الكبير للباحثين والباحثات الذي عملوا على مدار سنة كاملة على أبحاثهم ودراساتهم للمشاركة بها في هذا المؤتمر البالغ الأهمية، بهدف نشر الوعي باللغة العربية ودراسة جميع المشكلات والتحديات التي تواجهها، والبحث عن الحلول، وتقديم المبادرات، وعرض التجارب الناجحة، وتبادل الخبرات بين العلماء والباحثين والمؤسسات والدول.
والشكر أيضا لجميع من أسهم في تنظيم هذا المؤتمر، كما نتوجه بالشكر للمسؤولين والموظفين في الفنادق التي أمنت للجميع سبل الراحة والضيافة وفي مقدمتها فندق البستان روتانا المطار مقر المؤتمر، وفندق الملينيوم المطار، وفندق الهوليدي إن المطار، وفنادق إيبس ونوفيتل.
والشكر والثناء الخالص لشركاء الحرف والكلمة من الإعلاميين والإعلاميات والمؤسسات الإعلامية التي أسهمت في تغطية فعاليات المؤتمر ونشر الوعي باللغة العربية ونثمن مشاركتها وشراكتها ومناصرتها وتضامنها وانحيازها إلى اللغة العربية التي تتواصل بها مع جماهيرها في جميع أنحاء المعمورة.
ونعتذر عن أي تقصير أو تأخير قد يكون حدث خلال الإعداد للمؤتمر أو أثناء انعقاده، مع حرصنا الكبير على تهيئة الظروف المناسبة للجميع، ونشكركم على حسن ظنكم بنا وتعاونكم وتفاعلكم مع تعليمات وتوجيهات المؤتمر التي وضعت لخدمتكم.
لقد تحقق لهذا المؤتمر قفزات نوعية وكمية في من خلال المشاركة الفاعلة للمنظمات والهيئات الدولية والعربية والوطنية وعدد الأبحاث والحضور.
ويتوجه المجلس الدولي للغة العربية بالدعوة للجميع للمشاركة في المؤتمر الدولي الخامس للغة العربية المقرر عقده في دبي خلال شهر مايو 2016، وأن يبادر الجميع في تقديم ملخصات الأبحاث في جميع المجالات التي تتعلق باللغة العربية، وفق التواريخ والمواعيد التي سوف يعلن عنها المجلس الذي يدعو الجميع إلى أن يكونوا شركاء في مؤتمر صاحبة الجلالة للغة العربية ودعاة له لا مدعوين، لأن المؤتمر باحة تتسع للجميع، والكل مسؤول تجاه اللغة العربية بغض النظر عن التخصصات والوظائف والمهن والجنسيات، وذلك لما تمثله اللغة العربية من مكانة حيث إنها رمز السيادة والاستقلال والوحدة الوطنية وفق ما تنص عليه الأنظمة والدساتير الوطنية في الدول العربية، وبها يتم إعداد المواطن الصالح وإعادة إنتاج المجتمع، وتتحقق بها العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص، كما أنها عبر تاريخها الطويل كانت ولا زالت لغة العلم والمعرفة والإدارة والتجارة والصناعة وسوق العمل والتعليم والإعلام والثقافة، ويتعبد بها أكثر من مليار وسبعمائة مليون مسلم حول العالم. كما أنها من بين أهم اللغات الرسمية في منظمات الأمم المتحدة، ويؤكد المؤتمر على ما يلي:
أولآ: اللغة العربية هي الأساس الذي تقوم عليه الدول العربية منذ نشأتها حيث أكدت عروبتها من خلال الأنظمة والدساتير الوطنية التي تنص على أن اللغة العربية هي لغة الدولة المعتمدة في جميع المؤسسات الحكومية والأهلية
ثانيا: يؤكد المؤتمر تقارير اليونسكو التي تؤيد التعليم باللغة الأم وتعتبرالتعليم باللغة الوطنية الممثلة في اللغة العربية فرض عين على كل مواطن لارتباطها بالمواطنة الصالحة والوحدة الوطنية والسيادة والاستقلال،
ثالثا: يحث المؤتمر على تعلم اللغات الأجنبية حسب الحاجة إليها، وليس التعليم بها.
رابعأ: تؤكد الدراسات والأبحاث المتعلقة بالسياسات اللغوية أن التعليم باللغة الأجنبية يعد مخالفة دستورية تهدد الوحدة والأمن الوطني والعربي، وتنذر بالكثير من التحديات الداخلية التي تعرض السيادة والاستقلال والوحدة والثقافة والثوابت الوطنية للخطر.
خامسا: يؤكد المؤتمر أن اللغة العربية مسألة أمنية وطنية وعربية بامتياز، وأن إضعافها وتهميشها وإقصاءها من مواقعها الطبيعية في جميع المؤسسات الوطنية الحكومية والأهلية يعد اعتداء على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي، ويعرض المجتمع للتشظي والانقسام اللغوي الذي يوظف لضرب الوحدة الوطنية.
سادسا: يدعو المؤتمر إلى إعادة النظر في القوانين والأنظمة والسياسات التي تتبعها المؤسسات الحكومية والأهلية في جميع الدول العربية والتي تسمح بإحلال اللغة الأجنبية بدلا من اللغة الوطنية في جميع المؤسسات الحكومية والأهلية.
سابعا: يدعو المؤتمر الدول إلى الاستثمار في اللغة العربية والعمل على جعلها مصدرا من مصادر الدخل للأفراد والمجتمع والدولة أسوة باللغات الأجنبية، التي تتميز عنها اللغة العربية بوجود الطلب العالي من الدول الإسلامية على تعلمها.
ثامنا: يدعو المؤتمر إلى الاهتمام بالتعريب والترجمة العلمية والثقافية والتقنية والصناعية لسد الفجوة التي تتسع يوما بعد يوم بين اللغة العربية والعلوم والمعارف والتقينة والصناعات الحديثة، والتي إذا استمرت فإنها ستؤدي إلى كارثة عربية تدفع ثمنها الأجيال القادمة.
تاسعا: يدعو المؤتمر إلى سن قانون على المستوى الوطني والعربي تجرم من يتعمد محاربة اللغة العربية أو إقصاءها وتهميشها وإبعادها من مواقعها الطبيعية، وتعمل على انزال العقوبات اللازمة لذلك.
عاشرا: يدعو المؤتمر الأفراد والمؤسسات الحكومية والأهلية والعربية والدولية إلى الاستفادة من قانون اللغة العربية الذي أعده المجلس الدولي للغة العربية وتم اعتماده من اتحاد المحامين العرب.
وفي الختام يكرر المجلس الدولي للغة العربية الدعوة للدول العربية والإسلامية إلى الحضور والمشاركة بفاعلية في المؤتمر القادم. ويحث جميع المخصتين من مختلف التخصصات على المشاركة والمساهمة بكل مالديهم من مشاركات تعمل على نشر اللغة العربية وتعليمها والعمل بها بشكل سليم في جميع المؤسسات الحكومية والأهلية.
وما استعصى على قوم منال ….. إذا الإقدام كان لهم ركابا
وكل عام وأنتم ولغتكم العربية بألف خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..