صدور “دليل تأليف الكتاب المدرسي في مجال التربية الإسلامية”

0

elahmer

   الأستاذ عبد السلام الأحمر

     صدرعن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسسكو) كتاب جديد من تأليف الأستاذ عبد السلام محمد الأحمر تحت عنوان: “دليل تأليف الكتاب المدرسي في مجال التربية الإسلامية” وجاء في تقديمه من طرف السيد المدير العام ما يلي:

تعد المنظومة التربوية أساسا لتطوير المجتمع والنهوض به إلى مدارج التقدم والرقي، في جميع مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ولذلك يتوجب أن يكون في مقدمة الجهود التي تهدف لبناء نظام تربوي رصين ومتجدد، إعداد الكتاب المدرسي بحيث ينال الحظ الأوفر من العناية والاهتمام.

      فواقع الكتاب المدرسي يعكس فلسفة المجتمع التربوية واختياراته، سواء منها ما كان ثابتا مجسدا لشخصيتها ومقومات هويتها بين الأمم، أوما كان متغيرا تفرضه مستجدات الحياة وحركتها المتسارعة، كما يعكس أيضا مدى نجاح الجهاز التربوي في ترجمة تلك الاختيارات والمقومات العامة، إلى مناهج تعليمية وكتب مدرسية وطرق بيداغوجية، وأكثر من ذلك وأهم إلى قيم ومثل موقظة لروح المسؤولية ومستنهضة للهمم، وإلى إرادات وعزائم متحفزة للإسهام في دفع عجلة التنمية إلى الأمام، وإلى كفايات وقدرات للإنتاج والبناء، متفاعلة إيجابا مع معطيات الحضارة المعاصرة، وإلى أخلاق عالية مترسخة في الوجدان ومتجسدة في السلوك.

وإعداد هذا الدليل يندرج في إطار السياسة التي اتبعتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة منذ سنوات، والساعية إلى توفير الخبرات الضرورية لحفز التكوين والإنتاج في مختلف مجالات عملها، وخاصة منها مجال التربية التي هي حجر الزاوية في كل نهضة حضارية، وبناء الأجيال وتأهيلها لمواجهة تحديات الواقع.

 ويعد الدليل الطريقة الأكثر فعالية لنشر زبدة الأبحاث والدراسات المنجزة في أي حقل معرفي، ورصد آخر التطورات الحاصلة فيه، وجعلها جاهزة للاستفادات التطبيقية المتعددة، إن في ميدان التكوين الأساسي أو في ميدان التكوين المستمر، وفسح المجال أمام الفئة المستهدفة لتحمل مسؤوليتها كاملة في الاضطلاع بالنصيب الأوفى من التكوين الذاتي، وتعزيز قدراتها على الخلق والإبداع.

إن أسلوب إنجاز الدلائل كلما دعت حاجة معتبرة، من شأنه أن يختزل كثيرا من الجهود والأوقات التي تصرف في الدورات والملتقيات التكوينية، كما يتيح تعبئة طاقات الفاعلين التربويين في شتى الميادين، لا سيما ميدان تأليف الكتاب المدرسي الذي ما يزال يشكو نقصا كبيرا على مستويات عدة، وبات يغلب عليه الكم المعرفي على حساب الكيف المنهجي.dda 1d780

ولقد أكدت الدراسات التقويمية التي همت الكتاب المدرسي لمادة التربية الإسلامية، أنه يعاني اختلالات كثيرة مرجعها إلى غلبة ما هو علمي في محتوياته على ما هو تربوي، ومنشأ ذلك اعتبار ماله ارتباط بالإسلام من معارف وعلوم شرعية، كافيا وقادرا على ضمان تربية إسلامية يمتد تأثيرها في كيان المتعلم، ليصوغ تصوراته ويهذب سلوكه وأخلاقه، وفق توجيهات الإسلام ومقاصده التربوية.

إن التجارب المتوالية والواسعة زمانا ومكانا، عبر الدول الإسلامية الأعضاء في منظمتنا تؤكد الحاجة الملحة لتطوير تربيتنا الإسلامية، وتكثيف الجهود البحثية في نطاقها، سعيا لتخليصها من الاختلالات، التي تحول دون انتفاع أبنائنا بأعلى نسب من عطاءات عمقها الرباني، ومرونتها المنفتحة على مزايا التربية الحديثة.

ولا شك أن الدليل الذي بين أيدي القراء، وهو خطوة موسعة في هذا الاتجاه، وقد بذل فيه الخبير التربوي الأستاذ عبد السلام الأحمر جهودا مقدرة، سخر فيها تجربته الميدانية في مجال التدريس والتأليف المدرسي والبحث التربوي.

وسيجد الباحثون ومؤلفو الكتاب المدرسي في مجال التربية الإسلامية، في هذا الدليل المنهجي المحكم من المناهج والأفكار ما ييسر مهامهم، ويذكي فيهم روح الإبداع والابتكار، خدمة لأمتنا الإسلامية المجيدة وللإنسانية جمعاء.

                             والله ولي التوفيق والهادي إلى سواء السبيل

الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري

المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة.

رابط تحميل الكتاب

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.